جريدة الجرائد

سيناريو اشتباك بين الأردن و«الدولة الإسلامية»

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


أجهزة رقابة دفاعية متطورة لسيناريو اشتباك بين الأردن و&"الدولة الإسلامية&"


الإثارة &"باقية وتتمدد&" بين الأنبار والسويداء وحالة ترقب أمنية دائمة


بسام البدارين

&&لا يمكن في اللحظات الإقليمية الحرجة قياس ردة فعل الأردن تحديدا تجاه واقع الصدام والصراع المفتوح مع تنظيم &"الدولة الإسلامية&" (داعش) بالحوار بناء على الاعتبارات الفردية. وهذا رغم ان الأردن يوجد في الميدان بالعراق كما قال الملك عبدالله الثاني ضمن قوات التحالف.
مؤخرا اختفت الأخبار التي تتحدث عن مشاركة طائرات أردنية في طلعات جوية لقصف تجمعات ومرافق &"داعش&" في سورية أو العراق. لكن الإثارة لا زالت باقية وتتمدد بعد الاقتراب النسبي الكبير لقوات داعش وتوسيع مناطق نفوذها على الأرض بجوار الأردن وتحديدا في نقطة ما بعد مدينة الرمادي في الأنبار العراقية وما بعد مركز مدينة السويداء إلى الشمال الشرقي من درعا حيث توجد &"جماعات صديقة &" مسلحة تقاوم النظام السوري.
السلطات الأمنية والحدودية الأردنية تستعمل أجهزة بالغة التطور ضمن منظومة الرقابة الدفاعية لرصد أي تحرك آلي أو إنساني لقوات &"داعش&" جنوب السويداء وغرب الأنبار باتجاه الأرض الأردنية المحاذية.
ومجمل تقارير الرقابة لا تشير إلى &"خطر وشيك&"، بل تؤشر إلى ان داعش لا تهتم بتحريك قواتها في المسارات المحاذية للأردن بدون أن يعني ذلك إسقاط الجاهزية التامة للتعامل أمنيا وعسكريا مع أي محاولة للاقتراب. وهو ما تحدث عنه علنا رئيس الأركان الجنرال مشعل الزبن.


لكن معادلة السويداء والأنبار معا تبدو &"مرعبة&" ومقلقة جدا حتى عندما تتجاهلها المؤسسة الرسمية الأردنية ولا تسلط الضوء عليها على أساس وجود كميات من أحدث الأسلحة الدفاعية بيد الأردنيين على طول الحدود مع العراق وسوريا .
ما يثير القلق أكثر بالقياس هو حالة الفوضى التي تشير إلى غياب جيش نظامي مقابل الجيش الأردني على طول الحدود مع كل من العراق وسوريا. وهذا يعني ضمنيا أن &"داعش&" إذا انتصرت في شرق درعا بأي شكل من الأشكال على تنظيم جبهة النصرة وطردته من المنطقة، أصبحت في مواجهة مباشرة مع حدود الأردن في الوقت الذي أصبحت فيه نسختها العراقية مقابل الحدود الأردنية تماما .
وجهة نظر الأردنيين الخبراء هي أن تنظيم &"داعش&" في حالة الصدام المباشر عسكريا لا يستطيع مواجهة قوات حرس الحدود الأردنية، وإن استطاع &- عبر أنصار محتملين له في الساحة المحلية الأردنية &- أن يرتكب أو يمول بعض العمليات التخريبية والتفجيرية. وهي مسألة تحتاط لها الأجهزة الأمنية الداخلية بكل الأحوال، خصوصا في المولات والأسواق والمرافق الأساسية الحساسة.
وفقا لحسابات التيار الجهادي السلفي الأردني المناصر بقوة لجبهة النصرة تحديدا لا يمكن تأسيس أي ضمانات أو تفاهمات مع مجموعات داعش المنفلتة. لكن بالنسبة لمتعاطفين مع &"داعش&" في التيار نفسه على الحكومة الأردنية ان توقف استفزازاتها ولا تجازف بمصالحها على أساس ان المعركة طويلة . عمليا ترحب عمان بالتهديدات الاستهلاكية التي تصدر عن مجموعات &"داعش&" وتعتبرها مبررا للبقاء في الحالة المضادة للتنظيم المصنف إرهابيا في الأردن والذي خسر الكثير من التعاطف والتأييد المحتمل بعد إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة .
لكن الوضع الاقتصادي الأردني يتحالف مع عناصر أخرى في إقلاق الأردنيين، خصوصا ان التحالف لا يبدو حتى في أضيق الحسابات الأردنية &"جادا&" فعلا في الإجهاز على تنظيم &"داعش&". و في الوقت الذي سحبت فيه عاصفة الحزم السعودية ضد الحوثيين في اليمن الأضواء عن المعركة التي يرى الأردن أن لها الأولوية وهي مواجهة &"داعش&" .
أولوية مواجهة &"داعش&" تقلصت في حسابات الأردنيين عند السعوديين والمعسكر الخليجي. والشحن الطائفي في المنطقة ضد إيران تحديدا يقود إلى استنتاجات خارج سياق المواجهة مع &"داعش&" في نهاية الأمر رغم ان عمان تعترف بأن إيران حاولت استغلال الظرف الحساس وساهمت بدورها في تشتيت بوصلة المواجهة مع &"داعش&" عندما فتحت الدعم على مصراعيه لصالح الحوثيين في معادلة اليمن.

&
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف