جريدة الجرائد

حكمة علي وشعرة معاوية

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

داود الشريان

ردَّد الأمين العام لـ &"حزب الله&" السيد حسن نصرالله مقولة الرئيس الأميركي جورج بوش الابن، مَنْ ليس معي فهو ضدي، ولكن على طريقته. وهو قال في خطاب متلفز لمناسبة يوم الجريح: &"إذا استنهضنا الهمم، وكنّا على قدر المسؤولية فسنحطّم عظامهم. وكل من يثبط أو يتكلم غير هذا الكلام هو غبي وأعمى وخائن. شيعة السفارة الأميركية خَوَنة وعملاء وأغبياء، ولن يستطيع أحد أن يُغيِّر قناعاتنا، ولن نسكُت بعد اليوم ولن نداري أحداً. هي معركة وجود، وكذلك معركة عرض ومعركة دين، ولا دين لنا مع هؤلاء التكفيريين&".

&

خطاب نصرالله الأخير تجاوز في وضوحه وحدّته كل خطاباته السابقة، معتبراً أن حزبه يواجه &"خطراً وجودياً شبيهاً بمرحلة الـ1982&". ولوّح بإعلان التعبئة العامة، وتحدّث عن &"مرحلة جديدة لا مكان فيها للإحباط بيننا، وهي مرحلة سنستخدم فيها كل قوتنا وكل إمكاناتنا لمواجهة التكفيريين&". وقال: &"سنقاتل في كل مكان، بلا وجل ولا مستحى من أحد، سنقاتل بعيون مفتوحة، ومَنْ لا يعجبه خيارنا فليفعل ما يراه مناسباً له&". وحدد لحزبه خيارات: &"أن نقاتل أكثر من السنوات الأربع الماضية. أن نستسلم للذبح والنساء والبنات للسبي. أن نهيم على وجوهنا في بلدان العالم ذليلين من نكبة إلى نكبة&". وأضاف: &"في هذه المعركة، لو استشهد ثلاثة أرباعنا وبقي ربع بشرف وكرامة سيكون هذا أفضل&". وأشار إلى نهاية &"الخلاف بين السعودي والقطري والتركي، والكل الآن في المعركة ضدنا&"، لكنه لم يفسِّر صيغة الجمع هنا!

&

خطاب حسن نصرالله كان إعلاناً صريحاً عن أسباب تأسيس حزبه التي ظل لسنوات يخلع عليها صفات الوطنية والمقاومة. الصراعات الدينية والمذهبية التي تشعلها التنظيمات الإرهابية لم تنجح حتى الآن في جرّ دول المنطقة إلى تبنّي حرب دينية. لكن الأمين العام أعلن عنها صريحة، وقال: &"من يَثبُت في صفّين يكون قد وصل&"، وهذه العبارة الموغلة في المذهبية حتى الهوس، لا مجال لمعاودة تفسيرها، كما حاول إعلام حزبه. الأمين العام لـ &"حزب الله&" كرّس دور &"داعش&" الإرهابي. صار نقيضه المذهبي رسمياً. ما أخطر هذا الخطاب على مستقبلنا. أشهدُ أنه خطاب مخيف وموحش. كلنا يعرف أن نصرالله يقود حزباً سقفه الولي الفقيه، ولكن لم نتوقع أن يصل إلى هذه المرحلة من التطرُّف.

&

لا شك في أن حسن نصرالله كان في خطابه المذهبي يلعب دور الناطق الرسمي باسم السياسة الإيرانية في المنطقة. طهران ماضية في جرّنا إلى حروب مذهبية مفجعة، و &"حزب الله&" أداتُها، وعلينا لجم هذا الدور المدمر.

&

الأكيد أن وحدتنا كعرب ومسلمين تكمُن في مواجهة هذه الحرب التي أعلن عنها حسن نصرالله. لا بد من أن نستخدم حكمة علي بن ابي طالب، وشعرة معاوية بن أبي سفيان، لتجاوز خلافهما الذي ورّطنا لقرون. خلاصُنا يبدأ من استبدال صفّين، بصف واحد، ونسيان التاريخ، والنظر إلى المستقبل.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الشرق الاوسط الجديد
عبدالله العثامنه -

اعتقد أن هناك سبعة اسباب وراء خطاب نصرالله الأخير 1- الخسائر الفادحه التي طالت عناصره (تواردت الانباء عن مقتل اكثر من مئة عنصر من الحزب في ال 72 ساعه الأخيره والمخفي اعظم) 2-تعالي الأصوات الشيعيه المطالبه بانسحاب الحزب من سوريا بعد أن أصبح لها قاعده جماهيريه عريضه تدين الحزب جهارا نهارا 3-الخشيه الحقيقيه المبنيه على معطيات واقعيه بقرب سقوط النظام السوري وما يترتب عليه من فضح مسرحيات المداومين المماتعين 4- تهيئة الرأي العام الشيعي واعداده لتلقي قتلى بالمئات في الأيام القادمه (فحين قال لو قتل ثلاثة ارباعنا) يعني انه يتوقع مئات الجنازات العائده الى لبنان5كل يوم 5- أراد نصرالله أن يربط مصير كل شيعة لبنان بمصير حزبه المتورط في الدم السوري وكأنه يقول للشيعه كلكم ستدفعون ثمن وقوفنا مع الأسد وليس الحزب وحده فليس لكم خيار الا الدعم والانخراط 6- أراد ان يوجه رسائل تهديد لكل الدول العربيه وللسعوديه والاردن تحديدا عندما قال "سنقاتل في كل مكان بشكل علني وصريح" بعد أن مُكّن داعش من احتلال الرمادي وأصبح على حدود الأردن والسعوديه والتهم الباديه السوريه وفتح الحدود على بعضها 7- وبناءا على هذه التطورات الداعشيه فأن نصرالله يتوقع خرائط جديده لشرق اوسط جديد تستدعي بث الهمم ورفع المعنويات وبذل التضحيات استعدادا لقطاف قريب شهي تعب من أجله الحلف الصهيو صفوي .