جريدة الجرائد

القديح بين «داعش» وإيران

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

حمد الماجد

لا يساورني شك أن المنفذين الدواعش ومن وراءهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة يريدون من &"القديح&" أن تقدح شرارة طائفية تندلع بعدها نارًا طائفية، لحاجة في نفس &"داعش&" قضاها، ومن يستقرئ حال الحركات الإرهابية كـ&"القاعدة&" في أفغانستان وحركة الشباب في الصومال و&"داعش&" في العراق، يلاحظ أنها اهتزت وربت وأنبتت نفوذًا وانتشارًا واستقطابًا للشباب في أجواء الفوضى والاحتراب الداخلي والعكس صحيح، فالاستقرار يخنقها والتفاهم يكتمها والتناغم الوطني يقتلها.


وسواء كان تنظيم &"داعش&" الإرهابي فعل جريمته الشنيعة بمبادرة منه أم بمشاركة طرف خارجي، فالمؤكد أن لـ&"داعش&" وإيران والحوثيين وعلي عبد الله صالح ونظام الأسد، مصالح كبرى في إيقاظ فتنة طائفية في السعودية، أما &"داعش&" فميكروب ضار لا ينمو، كما أسلفت، إلا في بيئة الاحتراب الداخلي، وهذه غير مقدور عليها في العمق السعودي، إلا عبر إثارة الفتنة الطائفية، وأما بقية العصابة الدولية إيران ومخالبها في المنطقة، فتريد أن تضع عصا في دولاب عاصفة الحزم التي أربكت المخطط الإيراني، وحولت نظام إيران من خانة الهجوم إلى خانة الدفاع، بل وحولت السؤال بعد التهام اليمن من: من الضحية الإيرانية القادمة؟ إلى: من الضحية القادمة المرشحة لتخليصها من مخالب إيران؟ لم يعجب إيران الوثبة السعودية المفاجئة لإيقافها عند حدها، وكذلك استعادة السعودية قيادتها للعالم الإسلامي من خلال تشكيل تحالف متماسك وضع إيران في حرج بالغ، فكان لا بد من إيقاف هذا التحرك السعودي بأي طريقة حتى لو كانت ميكيافيلية وعبر استغلال المتشددين من السنة.


ستظل التساؤلات حول علاقة إيران بجرائم &"داعش&" الإرهابية في القديح وغيرها قائمة ومنطقية، ما دامت الأسئلة حائرة حول السكوت الإيراني المريب عن &"داعش&" وتوسعها واحتلالها المدن العراقية &"السنية&" الواحدة تلو الأخرى وآخرها الأنبار المدينة الحيوية التي انسحب منها الجيش العراقي انسحابًا مريبًا مخلفًا وراءه أسلحة وعتادًا بكميات كبيرة، لا نفهم أبدًا تحريك إيران أسطولها الجوي والبحري، ومحاولة فك حصار قوات التحالف عن الحوثيين في اليمن التي تبعد عن إيران آلاف الكيلومترات، ولا تحرك ساكنًا تجاه &"داعش&" الذي يحتل مدنا عراقية تبعد عن الحدود الإيرانية بضعة كيلومترات، كما لا نفهم أبدًا صمت مدافع وراجمات الصواريخ التابعة لـ&"داعش&" عن إطلاق ولو رصاصة واحدة على الحدود الإيرانية، ولو من باب التحرش الخادع وخلو الداخل الإيراني من أي محاولة داعشية كتلك التي نفذتها في القديح، ولهذا ستبقى تساؤلات المراقبين والمحللين حول شبهة علاقة تفجير القديح الإرهابي بإيران معقولة، ولو أن الفاعل &"داعش&" حتى يحل لغز &"داعش&" في العراق، ومعه سر الصمت الإيراني حول نشاط التنظيم الإرهابي العسكري.


تفجير القديح الإرهابي الإجرامي قدح شرارة طائفية ما لبث السعوديون بكل اتجاهاتهم وتوجهاتهم أن أطفأوها، كما أطفأوا شرارات طائفية مماثلة، والمؤشرات تدل على أن إيران و&"داعش&" سيواصلان قدح الشرار الطائفي كما فعلا في القديح، ولن يتوقفا ما دامت الأنشوطة السعودية تحكم عقدتها حول عنق النفوذ الإيراني في المنطقة، وما دامت السعودية تحارب الإرهاب باقتدار.


&"داعش&" قدح في القديح شرارة طائفية، وإيران تستجمع الهواء في فمها لنفخ الشرارة، وهنا يكمن سر التقاء الأضداد والجمع بين المتناقضات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الحقيقه
ابو يوسف -

اخي الكاتب, ممكن ان تضيف هذه التساؤﻻت ايضا. لماذا ايران لم يطالها تفجير واحد من داعش او القاعده مع اختﻻف أيديولوجية؟ لماذا ظهور داعش كمنظمه جديده وليس تطوير القاعده المرتبطه اصلا بايران؟ لماذا ساعدت ايران القاعده ولم تسلمها للغرب مقابل منافع عظيمه؟ في العراق من كان يزود داعش بالسلاح جوا؟ لماذا داعش اختارت شمال العراق في اول حمله وليس جهه اﻻنبار؟ من اعطى اﻻوامر ﻻنسحاب الجيش العراقي ولماذا الحشد الشعبي بدل تطوير الجيش العراقي؟ لماذا اسراف داعش في توفيق اﻻرهاب وبشاعته ولما سر تشابه التكنولوجيا المستخدمة مع تلك المستعملة من النظام السوري والتي هي ايرانيه اصلا؟ لماذا داعش تهدد كل الفئات في العراق؟ هذه المنظمة هو صنع ايراني كامل ﻻمجال للشك فيه ويبعد كل الشبهات عن ارتباطها بايران والغايه هي نفسها وهو زعزعه استقرار الدول واستنزافها وزرع الفتن والفرقه. تطرير القاعده سوف يجلب الشبهات ﻻيران. وفي رأيي الشي اﻻخر التي استفادت ايران هو ضرب سمعه اﻻسلام العرب والسنه بالذات ﻻجل تغيير نظره الغرب لشعوبنا وهذا هو سبب توجه الغرب ﻻيران والشيعه واهمال السنه منذ احداث 11 سبتمبر. اتمنى ان الغرب قد فهم الدرس اﻻن واﻻتجاه المعاكس قد بدأ