جريدة الجرائد

إعدام الاستقرار في مصر

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

داود الشريان

أصدرت محكمة جنايات القاهرة، أمس، أحكاماً بإعدام الرئيس المعزول محمد مرسي وقيادات جماعة &"الإخوان المسلمين&". الأحكام ستزيد التوتر الذي تعيشه مصر، وستُعيد حملة الجهات الدولية عليها، التي انطلقت إثر إرسال أوراق المتهمين إلى المفتي. واشنطن وبرلين والأمم المتحدة، وعواصم أخرى غربية، كانت على رأس هذه الحملة، وخلال الأسابيع الماضية حاولت الحكومة المصرية محاصرة الانتقادات التي وجهت إليها، ولوّح الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال زيارته ألمانيا الأسبوع الماضي، بأن أحكام الإعدام لن تتم. لكن صدورها أمس سيعزز موقف بعض الحكومات والمنظمات الغربية بأن عقوبة الإعدام &"أصبحت الأداة المفضلة للسلطات المصرية لتطهير المعارضة السياسية&".

&

الحملة الغربية طاولت القضاء المصري، واعتبرت أن محاكمة قيادات &"الإخوان&" سياسية، وجاء هذا بوضوح على لسان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الذي قال إن بلاده ترغب في &"أن يتصرف القضاء المصري وفقاً للحق والقانون وليس وفقاً للمعايير السياسية&". أحكام الإعدام ستكون لها تأثيرات بالغة الخطورة على مناخ الاستثمار وحركة السياحة في مصر، فضلاً عن أنها ستمنع مجرد التفكير بمصالحة سياسية محتملة بين النظام والجماعة، وستفضي إلى تصاعد العنف، الذي تعاني منه البلد.

&

المتوقع أن تلغي محكمة النقض أحكام الإعدام وتعيد القضية إلى محاكمة جديدة، وهذا يعني أن محاكمة قيادة &"الإخوان&" ستستغرق وقتاً طويلاً. لكن تمديد المحاكمة ليس في مصلحة الاستقرار في مصر. فاستمرار هذه المحاكمات، بعد صدور أحكام الإعدام، لن يسهم في امتصاص الغضب، بل سيزيده اشتعالاً. وصدور عفو من رئيس الجمهورية، بعد محاكمات طويلة، سيفقد تأثيره السياسي المتوقع. والحل الأسلم هو أن يحسم الرئيس عبدالفتاح السيسي الجدل المحلي والدولي، ويوقف هذه الأحكام، ليجنب مصر تداعيات سياسية خطيرة محتملة ويحمي استقرارها. إن الحماسة لأحكام الإعدام باعتبارها أداة لترويع &"الإخوان&" ولجم دورهم وفرض هيبة الدولة سياسة غير صحيحة، ومصلحة مصر تتطلب اليوم إغلاق هذا الملف، وفتح أفق لمصالحة سياسية، والنظر إلى المستقبل.

&

لا شك في أن أحكام الإعدام، التي صدرت أمس، جددت المخاوف من عودة العزلة الدولية التي فرضت على القاهرة بعد عزل الرئيس محمد مرسي، فضلاً عن أن هذه الأحكام ستدمر سمعة القضاء في مصر، وتكرس الإدانات الدولية ضده.

&

الأكيد أن التعامل مع جماعة &"الإخوان المسلمين&" باعتبارها حركة &"إرهابية&" طارئة على الحياة السياسية في مصر ويمكن أن تنتهي بإعدام قياداتها هو مجرّد وَهم، وينبغي استبداله برؤية سياسية أكثر واقعية وحكمة.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
وما هو الفرق?
زبير عبدلله -

ان مجرد النطق بالحكم على انسان بالموت, يخرجه من انسانيته, بغض النظر هذا الانسان يستحق الموت ام لا, اذا كان يستحق الموت, فحكمك عليه يدخلك في خانة القتلة,مثلك مثله, واذا كان لايستحقون الاعدام فالامر اسوا, .المتتبع لسلوك مرسي, والتعمق في نفسية امثاله,يجد ان امثاله بسطاء, عادة يتبعون مايقوله الاخرون, لذالك العفو او تخفيف الحكم, يجنب مصر الكثير من المشاكل وازهاق ارواح بريئة, سيلقى بهم في اتون, ارهاب يشعلهها اخرون بيدهم جهاز التحكم....ان الغاء احكام الاعدام, وتخفيف حكم مرسي, هو الصواب بعينه...ثم على السلطة القضائية نشر الضرر الذي لحق بمصر نتيجة ب تخابرهم...ويجب اطلاق سراح مبارك, وكفى التلاعب باحكامه...على السيسي, الخروج على الشعب, والقاء خطاب مصالحة, يعلن بداية عهد من التصالح, مع النفس, مع الشعب المصري العظيم, ومع الله قبل كل شيئ...سيظهر ذالك كم هو كبير, يستحق القيادة...

عجيب امركم
سرجون البابلي -

ولماذا تتدخل الحكومات الأوربية في شؤون الآخرين ؟الإخوان كانوا سبب في خراب مصر من يوم تاسيس هذه الجماعة الإرهابية ، من تدمير الدولة المصرية من زمن الملكية إلى الثورة التي أطاحت بهم ، أوربا تدافع عن طابورها الخامس الذي زرعته المخابرات الإنكليزية في مصر ، لهذا القضاء على هذا التنظيم الإجرامي والقضاء على الفكر الفاشي الذي يعتنقون والخروج لمصر ولباقي الدول المبتلية بالفكر الارهابي الإخواني .الغير مفهوم أن يدافع المثقفون عن هذا التنظيم الذي أهلك الدول اقتصاديا واجتماعيا وجعل البشر قطيع يقوده إلى الهلاك متى ما شاء ، أن التخلف الاقتصادي والعلمي والاجتماعي الذي تعاني منه منطقة الشرق الأوسط وكل دول المسماة بالاسلامية ، له سبب واحد تحاول أن تعبر من جانبه من دون أن تؤشر عليه هو التخلف الديني والافيون الذي يتجرعه الناس .

مئات من المواطنين
مئات من المواطنين -

ربما حينما يقتل مئات من المواطنين و الشرطه والجيش السعودي علي يد الجماعه الارهابيه، أقول ربما وقتها تقتنع إن أحكام الاعدام للارهابيين هي أقل مما يستحقون ؟؟

this is the story
kameran -

قد اسمعت لو ناديت حيا لكن لا حياة لمن تناديولو نفخت في النارلاتقدت ولكنك تنفخ في الرماد