محمد بن سلمان في روسيا: تطلعات نحو غدٍ أفضل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
&
&
&
ما من مرة كانت هناك زيارة رسمية لمسؤول سعودي كبير إلى إحدى الدول الكبرى، إلا وكانت مباحثاته والحفاوة باستقباله تتم على أعلى مستوى وتحقق من النجاح أكثر بكثير مما خُطط لها، وأن الدولة المضيفة بقادتها وكبار مسؤوليها تظهر من الاهتمام بالمسؤولين السعوديين ما لا تعطيه للآخرين، بحسب ما تتحدث به نتائج الزيارات التي يقوم بها مسؤولونا، وتلك التي يقوم بها غيرنا، وذلك لمصداقية المملكة واحترامها لما تتفق عليه ووزنها الديني والسياسي والاقتصادي ودورها الأمني على مستوى العالم.
تكرر هذا المشهد، وأُعيدت هذه الصورة، حين زار ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان روسيا نهاية الأسبوع الماضي، حيث تعاملت روسيا مع الزيارة الأميرية بجدية واهتمام بالغين، وأعطت القيادة هناك من الوقت لسماع الصوت السعودي ما يكفي ويزيد، وتواصلت المباحثات واللقاءات التي أجراها سموه مع كثير من المسؤولين الروس بما يمكن اعتباره مؤشراً على أن ما سعى إليه في زيارته قد تحقق، وهو إيجاد قواسم مشتركة للتوافق على التعاون في مجمل القضايا، أمنية كانت أم اقتصادية، بحيث سجل المتابعون انطباعاً متفائلاً على أن الشهور القادمة سوف تشهد المزيد من تقارب وجهات النظر، والتفاهمات التي تمت على ما يمكن تأجيله من قضايا اتفق الجانبان على أن الأولوية من حيث الأهمية لغيرها.
إعلان
&
&
&
&
***
ونتوقع اعتماداً على بعض التسريبات التي طرقت أسماعنا مما لم يعلن عنه بعد، وتلك الاتفاقيات التي مثلت الصورة الحقيقية لمستقبل العلاقات الثنائية المشتركة بين البلدين، أن الشهور القليلة القادمة سوف تشهد نمواً في العلاقات، مما سيكون عاملاً مساعداً في استتباب الأمن في منطقتنا، وأن التعامل اقتصادياً سيكون حاضراً بقوة، نظراً للاهتمام المشترك في تبادل المنافع في جميع المجالات المتاحة، ضمن سياسة جاء الأمير محمد بن سلمان ليعزز بها ما سبق أن تم بحثه في زيارات سابقة لملوك وأمراء في هذه الزيارة، وقد ظهر واضحاً من برنامج الزيارة واللقاءات المكثفة أن درجة اهتمام الروس بهذه الزيارة كان كبيراً، وأنهم يعولون عليها الشيء الكثير.
***
إن ما يميز علاقات المملكة بالدول الأخرى، أنها علاقات تجمع كل الأطراف التي لها مصلحة من التعاون معها، فهي مع أمريكا الحليف الإستراتيجي والتاريخي، وهي كذلك مع روسيا الدولة الأولى التي اعترفت بالمملكة، وهي كذلك مع دول المجموعة الأوروبية ودول شرق آسيا وغيرها، بمعنى أنها لا تراهن على دولة دون أخرى، وإنما تمد يدها لكل ما لها معهم مصلحة، أو هناك فرص اقتصادية واعدة، وحيثما كان هنا مناخ تعليمي يفيد طلابنا منه إذا ما تم ابتعاثهم إلى هذه الدولة أو تلك، أي أنه بحسابات موضوعية وعلمية، وقرارات مستقبلية لما هو آت من تطورات، ترسم المملكة الآن مواقفها، وتقيم تحالفاتها.
***
وقد يكون من التكرار أن أشير إلى طبيعة المباحثات التي أجراها سموه وأعلن عنها، وكذلك ما ورد في نص البرقية التي وجهها وهو يغادر الأراضي الروسية، وقد تم نشرها، وإلى ما وقع من اتفاقيات بين حكومتي البلدين ورجال الأعمال في الجانبين وتم الإفصاح عنها، وقد يكون من المناسب الإشارة إلى أن الوصول إلى هذه النتائج في فترة قصيرة جداً، إنما يعبر عن توجه نحو بناء توافقات جديدة لا تهمش الماضي، وإنما تعززه وتقويه وتسنده بما تم التوصل إليه في هذه الزيارة، وهو ما يجعلنا نتفاءل كثيراً بأن عهداً جديداً من التعاون قد وُضعت له أسس قوية تحميه من أي تقلبات أو تطورات قد تعيقه لو لم يعد ولي ولي العهد إلى المملكة من دون أن يحمل معه ما تم التوافق عليه مع الرئيس بوتين وكبار المسؤولين بالدولة الروسية.
&