جريدة الجرائد

حرق كتب البنا وقطب

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

مشاري الذايدي

هناك طلب وإلحاح شديد، على مسألة تجديد الخطاب الديني، في أكثر من بلد مسلم، ومن ذلك مصر، أم الدنيا، ومعقل الأزهر.


منذ إسقاط حكم الإخوان، وتفجر الإرهاب الأصولي، ردا على ذلك، ومعه انفجار الدعاية الإعلامية الإخوانية، داخل مصر وخارجها، ضد الدولة المصرية، وهناك كلام كثير عن ضرورة الإصلاح الديني، فخطاب التعبئة الإخواني، وأيضا القاعدي والداعشي، يستند إلى نصوص دينية، وكلام تراثي، ومفاهيم فقهية مسيطرة.


الكلام سهل، والفعل صعب، وأن يخرج حاكم مثل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مطالبا شيوخ الأزهر بثورة دينية إصلاحية، فهذا ليس كافيا، لأن الداء متشعب قديم، فيه عدة عوامل، أهمها جانب التربية النفسية الجماعية.
المشكلة، في إعادة بناء شبكة المفاهيم الحاكمة، التي يتربى عليها الوجدان العام، وهذا ليس بدعا من القول، أو إثما من الفكر، فقد فعلها من قبل العظام من أبناء الثقافة الإسلامية، في العراق ومصر والأندلس.
من المفهوم في مثل هذه الحيرة من العثور على نقطة البداية الصحيحة للتغير الديني &"الإصلاحي&"، أن تكون هناك قرارات كهذه، فقبل أيام اتخذت وزارة الأوقاف المصرية قرارًا بتطهير جميع مكتبات المساجد من الكتب المتطرفة الموجودة داخل رفوفها خاصة كتب قيادات جماعة الإخوان المسلمين وشيوخ التشدد. وحسب صحيفة &"المصري اليوم&" فإن وزير الأوقاف محمد مختار جمعة أصدر قرارًا بحرق جميع الكتب المحرضة على العنف مثل حسن البنا وسيد قطب ويوسف القرضاوي.


نعم، فكر الإخوان من ينابيع البلاء والشر وإفساد الدين والدنيا، هذا لا ريب فيه، ولكن هل الحل الحقيقي والناجع هو في حرق بضعة كتب لقطب أو البنا؟
كتبهم موجودة في أماكن أخرى، وهناك من يصرف الملايين على نشرها، وأيضا موجودة في الإنترنت، وتلاميذ هذا الفكر بالآلاف في كل مكان، يعيدون بث كلام قطب والبنا، بتشويق وزخرفة جديدة، ولمسات &"مودرن&" و&"ديجيتال&".


حرق الكتب ليس حلا نهائيا، مع أن واجب وزارة الأوقاف هو الرقابة على المساجد، هذا جزء من عملها، ولكني أتحدث عن خطة أشمل، وأدوم. خطة تتشابك مع كل حلبات الحياة ومرافق الدولة، ومناشط المجتمع، تشتبك مع العقل الجماعي.


قبل سنوات كنا في لقاء مع وزير إعلام عربي، فسألته ما هي الجدوى من منع الكتب من الدخول عبر المطارات، وهي موجودة في الإنترنت؟ فرد عليّ: نعرف أنها موجودة، ولكن المنع هو تسجيل موقف، وتوثيق رسالة سياسية!
الحرق الحقيقي هو للأوراق المجرثمة، هو في حرق الأوراق غير المادية، غير المكتوبة على ورق حقيقي، هو في حرق أوراق المفاهيم التي تسيطر على الوجدان العام، الوجدان الحاكم، وتلك لعمر الله، هي طريقة النجاة.
قال الفقيه الظاهري الأندلسي أبو محمد بن حزم حين أحرقت كتبه:
فإن تحرقوا القرطاس لا تحرقوا الذي
تضمَّنَهُ القرطاسُ بل هو في صدري
المشكلة فيما تضمنته الصدور، لا فيما خطته السطور.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
إذا ظهر السبب بطل العجب
سرجون البابلي -

اويدك على أن الداء منتشر وهذا يشكل الفكر الجماعي الإسلامي وان حرق الكتب ليس هو الحل بل هو موقف مجتمعي من الفكر التدميري .ولكن ياسيدي ليس الفكر الإخواني فقط هو الناشر للفكر التطرف والفشل الاجتماعي بل هذا الفكر هو أعمق وأقدم من الإخوان ففي التراث الإسلامي الكثير من الكتب التي تتحدث عن فكر التزمت المرتبط أو منقول حرفيا من الخرافات اليهودية التي دخلت وتحجرت في الثقافة الإسلامية في داخل كتب الفقه أو في كتب التفاسير ، يجب على المسلم وبالأخص العربي أن يفتح كل شبابيك البيت الإسلامي كي يستطيع أن يتنفس هؤاء نقي ويعرف بأن هناك أفكار خارج السرداب الإسلامي ،

فكر اجرامي
كريم الكعبي -

الفكر الاجرامي اسسه الاولون البخاري ومسلم فكان زعيم الشيعه في الحوزه الامام سيد محسن الحكيم محقا في الستينات عندما قال لابن باز ان تفسير القرآن في الظاهر اول من يتضرر منه هذا الاعمى في الدنيا وفي الاخره اعمى واظل سبيلا ولم يعارض اعدام سيد قطب لانه ناصبي في التوجه وقاتل بكتبه الداعشيه