جريدة الجرائد

تركيا واحتلال شمال سوريا

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عبد الرحمن الراشد

الحديث عن نيات الأتراك بالدخول في شمال سوريا يتردد منذ بداية الثورة السورية، قبل أربع سنوات، لكن ثبت أن كل ما قيل عنه خارج تفكير أنقرة، بخلاف تمنيات السوريين الذين استنجدوا بهم من بطش نظام الأسد أو القوى الإقليمية المنافسة لها التي تخاف من طموحات أنقرة. هذه المرة الحديث عن الاجتياح جاء صريحًا من تركيا، مهددة بأنها لن تسمح بقيام ممر كردي على حدودها داخل سوريا. الرئيس رجب طيب إردوغان قال إنهم لن يسكتوا عن التغييرات الديموغرافية في سوريا. ورئيس الوزراء أحمد دَاوُد أوغلو هدد بأن بلاده ستقوم بحماية حدودها، وصدر كل هذا الضجيج عقب اجتماع رفيع لقيادات الدولة المدنية والعسكرية بحث التطورات التي أفرزتها معارك المتقاتلين عبر الحدود، ونتيجتها أنه صار لتركيا جاران يتوسعان أرضا ويزدادان قوة، تنظيم داعش والميليشيات الكردية السورية.


ويبدو أن دخول تركيا الأراضي السورية أصبح مقبولاً للكثير من القوى المختلفة، بما في ذلك حلف الناتو وتركيا عضو فيه. وللأتراك هذه المرة حوافز تدفعهم للاجتياح المنتظر منذ سنوات، وتلكأ الأتراك فيه لأسباب داخلية وخارجية. فسوريا تتغير وتتشكل ديموغرافيًا وجغرافيًا، في وقت بقيت تركيا جالسة تتفرج مع أنها الخاسر الأكبر بما يحدث في الجارة الجنوبية، من ظهور قوى معادية لها، كردية مثل حزب العمال الكردستاني وإسلامية مثل &"داعش&"، ونزوح المزيد من اللاجئين السوريين بأرقام ضخمة بما يهدد أمنها ومواردها، وبالطبع تركيبتها الديموغرافية.


مَن مِن القوى تريد تدخلاً تركيًا؟ تقريبًا ترجوه كل أطياف المعارضة السورية باستثناء &"داعش&"، فالمعارضة ترى في الجارة الشمالية القوة الوحيدة القادرة على تغيير ميزان القوى في سوريا لصالحها. والآن يبدو أن الولايات المتحدة لا تمانع في تدخل تركي موجه ضد &"داعش&"، وقد يتطور المشروع إلى إنشاء منطقة عازلة يتجمع فيها اللاجئون على الجانب السوري من الحدود. أما القوى المعارضة للتدخل التركي، فهي النظام السوري، وحليفه الإيراني رغم أن له على الأرض السورية أكثر من ثلاثين ألف مقاتل ينتظمون في ميليشيات شيعية متطرفة من لبنانية وعراقية وإيرانية وأفغانية، والعراق أيضا ضد التدخل التركي. والملاحظ أن إيران هذه المرة أعطت إيماءة إيجابية غير معهودة، بتصريح أحد مسؤوليها الذي قال قبل أيام إن لتركيا الحق في دخول سوريا لمنع قيام الممر الكردي، الذي يتوجس الإيرانيون، مثل الأتراك، من أنه مشروع لقيام إقليم كردي مستقل يهدد وحدة البلدان الثلاثة، إيران وتركيا والعراق.

الأكراد السوريون قويت شوكتهم، فهم الآن يسيطرون على أجزاء طويلة من الحدود مع تركيا، خاصة بعد انتصارهم في مدينة تل أبيض الذي فاجأ الأتراك. والتهديد الثاني أيضا نجاح &"داعش&" في الاستيلاء على كوباني، وهي مدينة حدودية أخرى مجاورة لتركيا. وبين الأكراد و&"داعش&" تضاعفت المخاطر على أنقرة، خصوصا أن الكثير من الحكومات الغربية حذرت مواطنيها بعدم السفر إلى تركيا تحسبًا لهجمات يقوم بها التنظيم الإرهابي، أصدرته قبل يوم واحد من هجوم &"داعش&" على المصيف التونسي الذي قتل فيه سبعة وعشرون شخصًا. ومن يتابع مواقع التواصل الاجتماعي يجدها مليئة بتهديدات &"الدواعش&" ضد الحكومة التركية، وهجوم عنيف على شخص إردوغان.
ولو حزم الأتراك أمرهم ودخلوا شمال سوريا فإن ذلك غالبًا سيجد تأييدًا من معظم الدول العربية، وبعض الدول الإسلامية، وربما الولايات المتحدة إن قبلت تركيا إشراك التحالف بحيث يدعمها ويضبط أهداف حملتها العسكرية. فالغرب لا يملك خيارًا أفضل من تركيا، مدركًا أنه لا يستطيع إرسال قوات إلى سوريا، ويرى كيف نمت قدرات التنظيمات الإرهابية وأصبحت تمثل خطرًا عالميًا، وفي نفس الوقت بات جليًا أن النظام السوري أصبح من الوهن بما يستحيل عليه القتال، كما أن الميليشيات التي تتبع إيران رغم ضخامة عددها قد فشلت في مهمتها.


ولا يعني الدخول التركي التوغل بعيدًا إلى العاصمة السورية أو المدن الكبرى، بل الحديث عن عمق خمسين كيلومترًا، وفق ما يطرح في الصحافة التركية، بحيث يؤمن سلامة الحدود، ويدحر مقاتلي &"داعش&"، ويهيئ المناخ السياسي لجولة جديدة من المفاوضات لتقرير مصير الحكم في سوريا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الحلم الصهيوني
عبدالله العثامنه -

واضح أن الأمريكان والايرانيون يلعبون بالأعصاب التركيه لدرجة النرفزه والتوتر والقلق فقد باتت الحرب على حدود تركيا تتمظهر بأشكال مرعبه وهي تعد أصلا كابوسا تركيا مزمناً فأمريكا لم تدع دوله من دول المنطقه الّا ولعبت بأمنها القومي، فها هي الأردن تعيش على اعصابها من جيرانها الجدد الدواعش ولبنان يعيش رعبا محليا وأخر مستورد وتركيا التي تخشى التقسيم على يد الأكراد أما العراق فحدث ولا حرج ودول اخرى لديها نسخه داعشيه اسمها الحوثي وهكذا....لكن الذي أرعب الأتراك بحق هو الخلل الديموغرافي الرهيب الجاري على حدودها بعد أن طال التركمان وأخوانهم العرب وهيأ لتخليق كيانات شبيهه بالكيان الصهيوني بعد تهجير الفلسطينيين جبراً وخلخلة البنيه الديموغرافيه لصالح اليهود الوافدين... "هيّه العمليه كلها في العراق وسوريا عباره عن استنساخ دولة اسرائيل بأسماء مغريه تحمل ادعاءاً تاريخيا في الوجود،، وأنا اعتقد أنه لن تزول اسرائيل قبل أن يتحقق حلمها في تخليق كيان شيعي على كامل الأراضي العراقيه وأخر كردي بتقسيم تركيا وأخر درزي وأخر علوي ..... وإن ما خربت ما بتعمر .

بعيده عن شواربكم
jj -

بعد التحيه ... حلمك يا شيخ حلم ابليس بالجنة..

تعصب اعمى
كوردى مخلص -

حرام وكفر بالمبادىءوالقيم مقارنة وتشبيه قوات الحماية الكوردية بتنظيم داعش ووتسميتها بالمليشيات وقوات غزو واحتلال واعتبار حزب العمال الكوردستانى المطالب بحقوق الشعب الكورى المشروعة فى تركيا منظمة ارهابية ظلم يدل على شوفينية وتعصب وتخلف وما هو الا خرق صارخ لمبادىء الحق والعدل والمساواة وحقوق الانسان ومخالف لكل قوانين الارض وشرائع السماء

تطمنوا!
زبير عبدلله -

الاتراك لن يتدخلوا في سوريا,لاهجوما ولاعن بعد لتامين منطقة عازلة, هل تعلمون ماذا يعني هذا? .يعني توحيد شمال كوردستان مع غربه, وهذا لمصلحة الكورد وهذا مستحيل...الدور الوحيد الذي يمكن ان تقوم به حكومة انقرة, هو الابقاء على الحزب العمال الكوردستاني, واتهامها بالارهاب, لانكار حق الشعب الكوردي, على غرار اسرائيل, باتهامها لحماس بالارهاب, الانكار حق الشعب الفلسطيني...انه الميت على خطى الموساد...القشعريرة التي تسير في اوصال اردوغان, قشعريرة اصطناعية,للتغطيةعلى فشله الانتخابي وارضاءا للمتطرفين الترك, .ليس من مصلحة الكورد قوة من عدة مقاتلين في جبل قنديل, اداة بيد الايرانيين حينا, وحينا بيد الاتراك...والامر لايختلف عنه في سوريا, وحدات الحماية الشعبية الكوردية,اوجدها النظام السوري,وايران, وفقط لحماية النظام السوري...اسال صالح مسلم(رئيسهم) من يموله, وما هو المبلغ الذي اخذه من المالكي....تركيا لاتخشى من داعش, فلها جيشها ضمن داعش, ولو كنت تعرف الحدود السورية -التركية لوافقتني بدون نقاش...على طول هذه الحدود اللغام ضد الافراد,وكل كيلو متر مركز حراسة, ومزود ببروجكترات تضيئ لعشرات الكيلومترات..لايستطيع العصفور ان يخترق الحدود التركية دون علمهم...لذلك ماتسمعونه وتكتبونه شئ, والواقع شئ اخر..لكن ماهي المصيبة? .المصيبة عندما يتعلق الامر بالكورد, ننسى اننا مسلمون, ونرجع الى العصبية القومية, لكن عندما يتعلق الامر بالترك, والفرس, فنحن مسلمون...وهنا الكورد يصبحون صهاينة,وداعش احسن منهمَ.

بارك الله بك يا اردوغان
بسام عبد الله -

تحرير سوريا من مجرم معتوه لا يسمى احتلال

turks
Rizgar -

Turks hate Kurds by nature

التهويل
مومن -

كما تمكنت السعودية من دحر الحوثيين وإخراجهم من صنعاء وإعداة هادي إلى السلطة، ستنجح تركيا أيضا في تحقيق أهدافها بتدخلها العسكري في سورية. الدواعش يحلمون بجلب الأتراك للمستنقع السوري ليحولوه مقبرة لأردوغان وجنده. أنقرة التي عجزت عن إنهاء حوالي ثلاثة ألف مسلح كردي فوق تراب ارضها منذ ما يفوق الأربعين سنة، كيف ستقدر على القضاء على عشرات الآلاف من التكفيريين القتلة المستعدين للإنتحار في صفوف أعدائهم في كل لحظة؟ لن تتدخل تركيا في سورية لا اليوم ولا غدا ولا بعده. إنها أجبن من القيام بذلك. ما تصرح به الغرض منه التهويش والتهويل فقط.

الحل الوحيد
سوري شامي -

افضل وأنسب وأريح الحلول لسوريا وشعبها هو تقارب سوري - تركي قوي وتعاون بلا حدود في كل المجالات والاعتماد على تركيا وحدها في حماية امن سوريا الداخلي والخارجي ووحدة اراضيها ، سوريا لن تكون جزء من تركيا ( لو ان هذا يحصل فهو في الحقيقة من مصلحة سوريا والشعب السوري وسينقل سوريا خمسون عاما الى الامام ) ولكن علاقة استراتيجية وتحالف شامل في كل المجالات سيفي بالغرض للحفاظ على سوريا واهلها ووحدة اراضيها وسيضع حدا لكل الطامعين والمخربين والارهابيين وقطاع الطرق