جريدة الجرائد

العرب والأكراد: معاودة الخطأ

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

داود الشريان

يعيش الأكراد السوريون في مناطق الشمال الشرقي من سورية، ويشكلون غالبية السكان في محافظة الحسكة، فضلاً عن وجودهم في حلب ودمشق والرقة. وهم يمثلون قرابة 20 في المئة من مجموع السوريين، ولهم دور بارز في الثورة السورية، وقدموا تضحيات خلال السنوات الأربع الماضية. وكان خروجهم تعبيراً عن رفضهم الظلم الذي تعرضوا له تحت حكم نظام البعث. وعلى رغم ذلك، بقي الأكراد محل شك وريبة من بعض قوى المعارضة السورية، فضلاً عن النظام، الذي كان ولا يزال يتعامل مع الأكراد كأعداء و &"خونة&".

&

يتفق النظام ومعظم المعارضة على أن الأكراد يخططون للانفصال عن الدولة السورية وخلق كيان مستقل، ويعتبرون التعاون الأخير بين &"التحالف&" بقيادة واشنطن والوحدات الكردية، دليلاً جديداً على &"تآمر&" الأكراد، ويصورون المواجهات الأخيرة صراعاً كردياً - عربياً.

&

العرب يكررون الأخطاء مع الأكراد. خلال غزو الكويت جرى استخدام مأساة حلبجة لفضح جرائم صدام حسين، وقال أصحاب النيات الحسنة وقتها: أخيراً تنبه العرب الى تقصيرهم تجاه الإخوة الأكراد، ولكن سرعان ما تبخرت هذه الحملة بعد زوال دواعي استخدامها. الأكراد جزء من النسيج الوطني السوري، والقيادات الكردية تعتبر &"الانفصال خطاً أحمر لا يمكن نقاشه، فضلاً عن القبول به&".

&

واتهام الأكراد بالتآمر مع واشنطن يكذبه تاريخ الوعود الأميركية التي كانت سراباً في الماضي سرعان ما تبخر بعد انتهاء الحاجة الى دعم الأكراد، فالإدارة الأميركية ليست مستعدة لإغضاب تركيا من أجل الأكراد، ولن تخلق مواجهة مع إيران من أجلهم.

&

الأكراد لا صديق لهم في المنطقة، ولهذا يجب أن يعاود العرب موقفهم القديم، ويصبحوا حلفاء الأكراد وحاضنتهم. روسيا السابقة قدمتهم لقمة سائغة لشاه إيران عام 1945، وتركيا مارست معهم سياسة الأرض المحروقة، وإيران تنكرت لهم عام 1976 في صفقة مع نظام البعث في العراق. وفي نهاية تسعينات القرن الماضي تحالفت تركيا وإيران ضد الأكراد. أنقرة كانت تريد رأس &"حزب العمال الكردستاني&"، وإيران الراغبة بالتضييق على &"مجاهدي خلق&"، ضحّت بالأكراد من أجل هذا الهدف. لهذا، فإن تضخيم نشر خرائط &"كردستان السورية&" وأخبار انتهاكات إنسانية وأعمال تطهير عرقي ضد العرب وتصوير مقاومة الأكراد النظام السوري والدفاع عن أرضهم بالمؤامرة، ليس في مصلحة السوريين، والمطلوب أن تصبح الأزمة السورية مناسبة للتكفير عن ذنوب العرب بحق الأكراد، وفتح صفحة جديدة مع أحفاد صلاح الدين الأيوبي.

&

لا شك في أن مصلحة المعارضة السورية هي التعاون مع الأكراد، باعتبارهم جزءاً من النسيج الوطني السوري، والسعي الى خلق توازن بين حاجتها الى الدعم التركي وتحالفها مع الأحزاب الوطنية الكردية.

&

الأكيد أن تشويه سمعة الأكراد السوريين أو التضحية بدورهم من أجل الحصول على دعم الآخرين، تصرف غير سياسي في أحسن الأحوال، وخطأ قاتل في أسوئها.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مقال اكثر من رائع
برجس شويش -

العرب كدول وشعوب وامة باحتضانهم للكورد بل التحالف معهم سيجدون في الكورد اكبر حليف لهم واكبر مدافع عن الشرق كما كان الحال في الماضي مع اجداد واباء كورد اليوم، للاسف السياسيون العرب يجهلون اهمية الشعب الكوردي بالنسبة للعرب. اشكر السيد الكاتب داود الشريان عل مقاله هذا الذي يركز على الحلقات المهمة الغائبة في تفكبر واجندات السياسيين العرب وقادة دولهم

موقف للتعميم...
زبير عبدلله -

هذا كان يجب ان يكون, على مر تاريخنا المشترك, اعتبرنا الاسلام قضيتنا, وضحينا من اجل ذلك, ابرزنا الجانب الانساني,-الذي لايوجد غيره في الاسلام,الافضل عدم النظر الى الوراء, وخاصة اذا لم يكن هناك ما يفرح في السنوات الخمسين الاخيرة.بناء اخوة عربية_ كوردية, ليس بالصعوبة, هناك قواسم مشتركة تجمعنا اكثر, من ما تفرقنا...اذا استطعنا ان نخمد لهيب الطائفية, والعنصرية..من الشرق او من الشمال...نحن نريد نعيش مثل التركي, الفارسي, العربي...ان يكون ما لهم لنا...نحن وانتم بخير طالما يوجد اناس مثلك, ,

حقد العرب
Rizgar -

من المفهوم لكل ذي عقل لماذا يصر العرب على الاخوة العربية الكردية، فليس في سوريا اليوم من هو مستعد للتخلي عن احد عبيده (الاكراد! كما يسمونهم)، وليس من عربي سوريا كان ام مغربيا مستعد للتخلي عن ارض استباحوها لمئات السنين ووصموها بالوطن العربي او العالم العربي او ارض الامة العربية زورا واحتلالا واغتصابا ونهبا وسرقة،بحد السيف، مستعذبين تسيمات الاخوة في الوطن والدين والمصير المشترك منة وفضلا واسترحاما واستعطافا...no way

احلام الظهیرە
ازاد -

ما هی نوع الاخوە مثلا ان یشترک الکردی مع الجیش العربی السوری من الجمهوریە العربیە السوریە فی مقاتلە اسرائیل المحتلە لاراضی عربیە ، الاخوە ان یترک الکردی الاتصال مع اخوانە من الاجزاء الاخری ، ان یکون مستعدا ان یتنازل عن ارضە ولغتە وحقوقە و جنسیتە ، وبالمقابل یکون العرب مستعدین لتسمیتە بالاخ ،ماذا یکون موقف العرب من اعداء الکرد مثلا ، ما موقف العرب من الاراضی التی تم تعربیە ،ما موقفهم من ضحایا سیاسات الابادە والارض المحروقە التی جرت فی کردستان ، ام ان من شروط الاخوە الی فات مات من جانب الکرد فقط؟؟؟؟؟؟

العنصرية العربية : شارك
Rizgar -

العنصرية العربية : شارك الضبات العرب في ١٩٤٨ في حرب ابادة اليهود , استقبلوا استقبال الابطال في بغداد وحصلوا على ترقيعات وترفيعات ونياشين عسكرية. شارك الضباط الكورد ١٩٤٦ في جمهورية مهاباد الكوردستانية , بعد فشل الجمهورية الفتية , حصل الضباط الكورد على عفو ملكي من العراق , بعد قرار العفو اعدم الضباط الكورد ١٩٤٧ في سجن الموصل العسكري ..

مقال غير علمي
عراقي متبرم من العنصريين -

لايشكل الأكراد نسبة ٢٠٪ من سكان سوريا بل ٨٪ على أكثر تقدير .. والأكراد طارئون في سوريا حيث آوتهم سوريا عندما طاردتهم تركيا .. والأكراد لانفع منهم لسوريا ولا للعرب فهم اليوم ينفذون في سوريا والعراق مخطط الشرق الأوسط الجديد الصهيوأمريكي وهم لايحاربون داعش كما يحاول الإعلام السائر في ركب أمريكا وإسرائيل تصوير ذلك وإنما هي تفاهمات وانسحابات بينهم وبين داعش برعاية أمريكية صهيونية وليست بطولات ميليشيا البيشمرقة والنساء الكرديات إلا كضبة مفبركة أما أعداد القتلى والجرحى الذين يتبجح بهم الأكراد فهم من أهالي المدن التي تجري فيها الانسحابات والتفاهمات وبنيران الأكراد وداعش (الصديقة).. الدليل على أن الأكراد متآمرون على سوريا استيلاؤهم على كوباني وتل أبيض اللتين استلموها من حليفتهم داعش والتطهير العرقي الموثق الذي فضحته تركيا .. لا أدري من أين استقى الكاتب الشريان معلوماته وكيف عرف أن الأكراد مضطهدون وتاريخهم كله عمالة وانتهازية وإشعال فتن ونهب وسلب وتقلب في أحضان أعداء العرب .. وكيف تأمل فيهم خيراً وهم يعبدون الصهاينة وإسرائيل عبادة؟!

توضيح للعراقي العنصري
كارزان عبدالله -

اولا نسبة الكورد في سوريا اكثر بكثير من 20%..لكن مليوني كوردي لا يحملون الجنسية السورية و مليون كوردي سحبت منهم الجنسية فتصبح العدد ثلاثة ملايين كوردي لا يحملون الجنسية السورية بأمر من حزب البعث..اما قضية قتال البشمركة و قوات الكوردية ضد داعش فالعالم اجمع و من ضمنها العالم العربي كلها اجمعت بأن الكورد هم القوة الوحيدة التي مرغت انف الدواعش في التراب و كسرت شوكتهم...الجيش السوري تفلش و تفكك و لا بمقدوره ان يقاوم داعش و الدليل ان نصف مساحة سوريا الان بيد داعش..اما الجيش العراقي انهار و هرب و ترك وراءه جميع الاسلحة الثقيلة و سلمت ثلث مساحة العراق موصل و تكريت و انبار خلال 72 ساعة فقط...اما قوات البشمركة منذ البداية تصدوا لداعش و اوقفوهم عند حدهم مع العلم في البداية استطاعت عصابات داعش ان تتقدم في بعض القرى في المناطق المشمولة بقرار المادة 140 الدستورية .كمخمور و كوير و سنجار و زمار ..و هذه المناطق اصلا اغلبها كانت خارج نطاق امن كوردستان او كانت فيها قوات مشتركة كوردستانية و الجيش العراقي و الشرطة الاتحادية..لكن بعد عدة ايام استطاع الكورد ان يتصدوا لهؤلاء و حرروا مخمور و كوير و جبل سنجار و زمار و جلولاء خلال عدة ايام فقط بل زادوا في تحرير المناطق المحتلة مثل سدة موصل و منفذ ربيعة و سهل موصل و جنوب غرب كركوك..ثم في سوريا استطاعت قوات الكوردية في دحر داعش و جعلوا من مدين كوباني محرقة لهم و هزموهم شر الهزيمة..و حاليا في سوريا القوات الكوردية موجودة في عين عيسى و جنوبا منها بحيث فريبين من عاصمة الارهاب مدينة الرقة فقط 40 كيلومتر..اما في نينوى فهقوات البشمركة بعيدة عن مركز مدينة موصل ب 10 كيلومترات فقط و تحاصر موصل من ثلاثة اتجاهات من الشرق و الشمال و الشمال الغربي موصل محاصرة من قبل قوات البشمركة و هذا يعني موصل ساقطة عسكريا و لكن الكورد لا يريدون دخول موصل لانهم لا يعتبرون موصل مدينة كوردستانية و ليوا على استعداد ان يحرروها و يقدموا التضحيات و الدماء من اجل تحريرها ثم يسلمون للعرب و للحكومة المركزية..