جريدة الجرائد

مشروع حلف سعودي تركي مع الأسد

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عبد الرحمن الراشد

ما قاله وزير خارجية سوريا صحيح، ردًا على اقتراح الرئيس الروسي قبل أسبوع. قال وليد المعلم: &"أعرف أن روسيا بلد يصنع المعجزات لكن أن نتحالف مع السعودية وتركيا وقطر والولايات المتحدة فهذا أمر يتطلب معجزة كبيرة جدًا&".


أيضًا، أرى أن الرئيس فلاديمير بوتين على حق، في أن هذا الحلف وحده قادر على دحر &"داعش&"، إلا من جزئية واحدة، وهي أن إشراك النظام السوري كما هو اليوم سيفشل المشروع. وبإمكان روسيا أن تصنع معجزة كبيرة لو دفعت باتجاه نظام سوري من دون الأسد، وفق مؤتمر جنيف الأول حول سوريا، وبناء تحالف معه يضم دول الخليج مع تركيا والأردن لمحاربة &"داعش&". بمثل هذا التكتل متأكد أنه قادر على القضاء على الإرهاب، وتأمين استقرار سوريا، وسلامة المنطقة والعالم.


المشكلة في المشروع الروسي، وكما عبر عنه الرئيس بوتين، التهوين من الخلاف مع الأسد. يرى بأن الحرب في سوريا مجرد سوء فهم بين الجيران، وأنه يمكنهم التصالح والتعاون من أجل محاربة الإرهاب العالمي، أي &"داعش&". وقد حدد بوتين الدول المعنية بالحلف هي السعودية وتركيا والأردن.


والعلة ليست في الفكرة بل في قائمة الدول المطلوب منها الانخراط في التحالف.


والمسألة ليست سوء فهم، فنحن نعرف بعضنا جيدًا، وقد تحملنا النظام السوري حتى عندما قتل رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري وعشرين زعيمًا لبنانيًا آخرين، في العقد الماضي، لكنه عندما قتل أكثر من ربع مليون سوري وشرد تسعة ملايين آخرين خلال السنوات الأربع الماضية، تهشمت العلاقة ولم يعد ممكنًا إصلاح الزجاج المكسور. وأصبحت المصالحة ليست مهمة صعبة بل مستحيلة، وستزيد من القلاقل في المنطقة ولا تطفئ نار &"داعش&".


الأمر الثاني، وبعيدًا عن الضغائن، علينا أن نفهم المتغيرات الجيوسياسية الحاصلة. نحن أمام منطقة تتشكل خريطتها، حيث ترضخ واشنطن للواقع الجديد الذي تفرضه إيران، بمشروعها النووي ومد هيمنتها جغرافيًا على سوريا والعراق. هذا التمدد يهدد وجود دول الخليج وتركيا والأردن، ويخل بتوازن القوة القائم منذ نصف قرن مع مصر بشكل خطير للغاية. والإيرانيون اليوم يديرون نظامي بلدين كبيرين، العراقي والسوري، وعندما تتحالف تركيا والأردن والسعودية مع الأسد يكون فيه اعتراف بهيمنة إيران على سوريا! من الخطر على دول مثل الخليج وتركيا أن تتجاهل الزحف الإيراني وتختصر المشكلة في زاوية واحدة، هي الإرهاب وتنظيم داعش تحديدًا. خطر إيران علينا أعظم من &"داعش&"، هذه حقيقة لا بد أن توضع في الحسبان دائمًا.


ومع أن مشروع التحالف الإقليمي (الأسدي السعودي التركي الأردني) الذي اقترحه الروس جيد من حيث اختيار الدول القادرة على مواجهة &"داعش&"؛ السنة المعتدلون ضد السنة المتطرفين، لكنه بإشراك الأسد تفسد المعادلة الدينية السياسية.


والحقيقة أن ما يقترحه الرئيس الروسي أكثر منطقية مما يطرحه المسؤولون الأميركيون الذين أظهروا أنهم لا يميزون بين الطوائف، ولا يفهمون التاريخ المعقد للمنطقة. بوتين يطلب من السنة محاربة السنة، يطلب من الدول &"السنية&"، مثل السعودية وتركيا والأردن، محاربة &"داعش&"، الجماعة السنية الإرهابية. أما الأميركيون فيستنجدون بالإيرانيين، متطرفي الشيعة، لمحاربة متطرفي السنة، وهذا خطأ مريع؛ لأن ذلك سيعزز قوة &"داعش&" وليس العكس، حيث سيهب السنة من أنحاء العالم لدعم أبناء مذهبهم، والسنة هم الأغلبية الساحقة من المسلمين، أي أن الخطر سيتضاعف.


خطأ كبير استعانة الأميركيين بالإيرانيين، لأنه لن يمكنهم من القضاء على الإرهاب الديني في المنطقة وسينفخ النار فيه. فكل مفهوم تنظيمي &"القاعدة&" و&"داعش&" قائم على صراع تاريخي مذهبي يقوده أناس متطرفون، يشبه حروب الثلاثين عامًا بين البروتستانت والكاثوليك في وسط أوروبا في القرن السابع عشر التي جلبت الدمار والمجاعة والأوبئة والإفلاس. لقد نجحت السعودية في دحر تنظيم القاعدة في العقد الماضي بعد حرب دامية، وكذلك نجح الأميركيون في هزيمة &"القاعدة&" وزعيمها الزرقاوي، فقط بعد أن استعانوا بالعشائر السنية. ومحاربة &"داعش&"، والتطرّف الديني، قد يطول أو يقصر، قد يستغرق عشرين سنة، وهو عمر الحرب مع تنظيم القاعدة منذ عام 1996، وقد يستغرق ثلاث سنوات، فالأمر يعتمد على من يحارب الإرهاب، سواء كان نظام الأسد ونظام المرشد في إيران أو كانت تركيا مع السعودية والأردن!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عبد الرحمن الراشد
القس ورقة بن نوفل -

كلامك كله يؤجج النار بين الشيعة والسنة اكثر ما هى الان ان تدمر مدن وتذبح اطفال ونساء وشيوخ وتباع النساء السوريات فى سوق النخاسة وتشرد عائلات مع اطفالها ونساءها بدون طعام ولا ماء ليس بذات اهمية ولا يهتم لها دول الخليج المهم عند السيد الكاتب ليس اهم من ان يستلم الحكم الشيعة لقد كانت سوريا من افضل الدول العربية فى كل المجالات انا مسيحى ولا يهمنى من يحكم المهم عندى ان اعيش بأمان وسلام مع جميع افراد عائلتى وبتالى الشعب السورى وهذا ماكانت عليه سوريا هذه حقيقة اسأل السيد الكاتب الى متى ومتى تتوقف الحروب بين السنة والشيعة التى عمرها حتى الان 1433 عام الا تخجلون من انكم ترجعون للوراء بحجج واهية فقط المهم ان لاتحكمنا الشيعة فى الهند يوجد 360 دين و100 رب ويعيشون بسلام وبدون حروب وافضل دمقراطية فى العالم وانتم لكم قرآن واحد ونبى واحد وتتحاربون كل فترة لتدمروا ما بنيتموه وشكرا

تحديد العدو.
زبير عبدلله -

لايوجد اعداء للسعودية, الاعداء هم الذين وضعوا انفسهم في خانة العدو مثل ايران, انضم النظام السوري لايران فاصبحت عدوة للسعودية, وعمقت هذه العداوة, عندما دمرت سوريا كاملة,.العدو للشعب السوري, النظام السوري, وكل من يقف معه, والواقفين مع النظام يختلف ترتيبهم, من اكثر من عدو مثل ايران(داعش) الى عدو متقلب ,معك وعليك,مثل امريكا..الاعداء لتركيا.عددهم لايحصى, الكورد في الدرجة الاولى, وبعدها ياتي السيسي, ومن ثم داعش والنظام السوري(ايران) .روسيا يمكن التغلب على اعدائها, بين خفي وظاهر, داعش شكل ولاية على حدودها, وهدا هو العدو الحقيقي الظاهر, وايران من ورائهم هو الخفي, امريكا ستفتح جبهة هناك, لها دواعشها...امريكا الكل صديق والكل عدو...لذلك لايوجد عدو واحد حتى تواجهه,.عدا عن ذلك اعداء ايران الداخليين ماذا سيعملون بهم. العرب, الكورد, البلوشي...وهناك كيف يكون التحالف? .وماذا نعمل بتحالف ضد بوتين,في اوكرانيا...عدا الشركة العالمية للارهاب المساهمة(داعش) ,هناك شركات محلية قد تشكل كارتل جديد. مسلمو الصين..ءفيليبين..بورما..ثم لا احد يتحدث عن اسرائيل, وكان ليس لها محل من الاعراب...مع انها فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة..والشباب والبوكو حرام, هل نحشرهم في زاوية, ام نوجههم, الى الجزائر..وهناك نحتاج الى هولاند, والكاميرون...في سوريا هم خارج القوس

بوتين فاهم ما يقوله
محمود المفتاح-كاتب-قطري -

لان -سوريا هي محور المكان --اما الشعارات من بعيد لاتنتج--بوتين يقصد ان النظام-العلماني الحالي خط احمر لألغائه كما يريده العرب اغلبهم مع تركيا--حتى بدون الاسد مستحيل هذا-السبب-ان الروس عندهم نظرة بعيدا وليس عاطفية او كراهية لان ايران مع سوريا--الروس يؤمنون ان سوريا موطن الارثوذوكس-وتريد تقويته او استقراره .--الروس عندهم 20 مليون مسلم--بمعنى ان انهيار سوريا خلال فترة زمنية قليلة سيكونوا بشوارع روسيا الفيدرالية---علينا ان نفهم ان الصراع والاستمرار فيه لايمكن يأتي بعاطفة بل ماذا سيحل بمصالح الاخرين وعلاقتهم بالاوضاع---عموما اتمنى الخير والسلام بالمنطقة-لكي نتفرغ ليناء مستقبل شعوبنا التي على وشك الانهيار بكل نواحي الحياة من انسداد الافق المتمثل بالعلوم والتفوق والثقافة ووضع اقتصاديات الدول ----الذي لايتحقق الا بالامن والاستقرار

يا راشد قل الحق على نفسك
مسيحي حقيقي شرقي -

سانطلق اولا- من التعليقات الثلاثة الاولى قبل كتابة تعليقي الجدي جدا ومن خبرتي ومسيحيتي الشرقية-الصريحة والتي تعني -اصدق مع نفسك فعلا وقولا وعملنا ونية وطبعا هنا في السياسة صعبة ولكن انا اقول عن نفسي لاوضح ما معنى مسيحيتي -ونحن اهل الارض والحضارة واخوتنا المسلمين بكل مذاهبهم -اهلا بكم ورغم العدد والقوة والمال- لم ولن -تنتهي هذه الحقيقة ولهذا اقول مع التعليقات التلاثة التي بها الكثير لو عصرت -بمعانيها بمبدا لنستفاد من كل راي وهنا -اقول للسيد الكاتب ما يلي1-المقال وبادب على طريقة كتاب الخليج -كل شيئ يدور في الارض والمنطقة -المهم عندهم انهم بعيدون عن النقد ولا علاقة لهم كحكام وعوائل واموال واعلام وواقع هو اساس بل ساهم بمليون مصيبة وعلى طريقة الغاية تبرر الوسيلة وهنا اقول لم ولن تفيد هذه الحالة بعد الان رغم اني اقرا ما بين السطور ولن ادعي اني صديق بوتين وابلغني ماذا قال للسيد ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الامير محمد بن سلمان او لوليد المعلم بل قال شيئا-مهما وكعادة الواضحين الاقوياء اي بوتين الروسي قال- فلتشكر الرياض الاسد لانها الخط الاول للدفاع عن الرياض وساوضح2- لم تذكر هذا لانك فقط تلوم الطرف الاخر سوريا او ايران وطبعا نتهم الشيعة بالتقية والحقيقة هي عند كل المسلمين وخاصة اعلاما وسياسة والى الان الخوف من اسرائيل ووثيقتها -التوراة- اخطر وثيقة وسبب البلاء لمشروع عنصري=جشع محرف بتقنية -ومستمر لحد الان نعم يا راشد متى نعلم ان الوضع سياسي وليس زواج او علاقات اجتماعية بل مصير الجميع نعم بوتين يعلم واليك رؤيتي-ان الامير لمس وشاهد وثائق موجودة على الارض اي مشروع ال-100 عام بعد سايكس بيكو ومن له خبرة-وذاكرة يتذكر كيف كشف لينين-بعد ثورة الشيوعيين بان الانكليز والفرنسيين يضحكون على العرب المسلمين والمهم لا مفارقة ولا تعجب نفس العقلية ولكن بيد امريكا- واسرائيل كفكرة-والمخطط الاساسي-خذوها مني انه مشروع ومدرسة -بريجنسكي واتفاق ايران-النووي سيوقع والغاية لضرب مليون عصفور بحجر من خلال رؤيته ان تكون ايران -في صالحهم بالمحصلة ليكمل تقسيم الجميع الى حارات وشارع وامراء وقتال فلتستفاد ايران-وتركيا واسرائيل وليس كرها بالعرب المسلمين كلهم -بل لا يعتبروهم بشر وكاتب السطور يا راشد يعلم انك تعرف هذا وتخاف القوي وتقول امريكا لا تفهم اللمنطقة وامريكا بها مليون مراكز ودراسات استراتجية وم