أقنعة الكبت الجنسي والهذيان التكفيري
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
&&موفق محادين
&
لم يكن كل ما كتبه فرويد صحيحا، ولاتزال مفاهيم عديدة لديه صالحة للتوظيف والتأويل والمقاربة، ومن ذلك مفاهيم مثل الإزاحة والتصعيد السلبي والايجابي على حد سواء، وخاصة فيما يتعلق بالكبت الجنسي..
فقد يعبر الكبت الجنسي عن نفسه بازاحات دينية او إلحادية او رياضية او فنية او ادبية، كما ان هذه الازاحات تأخذ بدورها اشكالا مختلفة من التسامي او التصعيد الى التفريغ الى النزاعات التدميرية العدوانية…
وحيث يبدو الفن والأدب والرياضة وخاصة لدى بعض الجمهور على المدرجات او خلف الشاشات شكلا سلميا لهذه الازاحات، فإن الهذيانات السلفية المسلحة، هي الأخطر على هذا الصعيد، ولا سيما في حالة ما يعرف بالانتحاريين او الانغماسيين، وتوفر حالات الانكار الداخلي او التحايل على الذات، الغطاء (الايديولوجي) الملائم لهذه الازاحات والانكارات.
وتساعدنا مقاربة الروائي، غالب هلسا، لسيكولوجيا بطل رواية ( السؤال) على اكتشاف العلاقة بين الكبت الجنسي والنزعات التدميرية للذات والآخرين معا..
فاللحظة الجنسية ولحظة القتل تندمجان معا عند المجرم بطل الرواية، وتخلقان مناخات مركبة يبدو فيها الجلاد قاتلا بقدر ما يبدو فيها ضحية ايضا…
وفي هذه اللحظة بالذات، تتساوى كل الشخصيات المتورطة بصرف النظر عن اصولها وجذورها ومستوى التعليم والموقع الطبقي…
وليس بلا معنى ان تتوصل دراسات متخصصة تتناول البعد السيكولوجي لظاهرة ( مجاهدي الاسلام الامريكي) والانتحاريين فيها الى ان قسما كبيرا منهم إما من ضحايا الكبت في العشوائيات الفقيرة وقاع المدينة وليس من فقراء الارياف، وإما مروا في ظروف اجتماعية خاصة.
&