جريدة الجرائد

عمر الشريف .. بكوا فنه وليس إسلامه

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

&سيد عبد المجبد

&

&

&

&

&

ربما أزعم بأن نجيب محفوظ ، وهو العالم بخبايا العلاقة بين الأدب والسينما ، لم يكن يتخيل أن رسمه لشخصية حسنين في روايته بداية ونهاية ، يمكن أن يراه ، وبعد ان تحولت إلى فيلم، متجسدا لحما ودما على الشاشة الفضية ، صحيح كان لكاتب السيناريو صلاح عز الدين ومعه المخرج صلاح ابوسيف دورة عظيم، إلا أن موهبة عمر الشريف وأداءه الفريد ، كانت هي الفيصل في معايشتنا الزخم الانساني لتلك الشخصية في صعودها البائس وسقوطها المدوي .

&

وليس هناك شك في أن احسان عبد القدوس كان في قمة السعادة بعد أن شاهد عبقرية من كان يدعي ميشيل ديمتري شلهوب ، وقد تقمص بوعي لبطل قصته في بيتنا رجل ، إبراهيم حمدي ، الثوري الحالم بوطن خال من الفساد والمفسدين.

&

وكان واضحا منذ أولى خطواته نحو الفن السابع أن خريج فيكتوريا كوليدج ، أنه ليس ممثلا نمطيا تقليديا ، فآساليبه التعبيرية بدت مغايرة قياسا بابناء جيله ، حتى ومضاته الرومانسية تميزت يالتنوع والابتكار ، في ايامنا الحلوة وحبي الوحيد ، وها هو في نهر الحب يبدو وكأنه أحد فرسان سانت بطرسبورج في نهايات القرن التاسع عشر ، يراقص محبوبته على انغام موديست موسورسكي .

&

ولم ينس ابن الاسكندرية المتمرد على تجارة أبيه ان يقدم عملا كوميديا خفيف الظل أنه اشاعة حب وفيه تفوق أدائه على الأمريكي همفري بوجارت الارستقراطي مثله في صابرينا قبل ستين عاما، ولما لا فسنوات قليلة سطع نجمه بقوة في سماء هوليوود.

&

وسواء اراد البعض أو لم يرد ، فلورانس العرب والدكتور زيفاجوا أعطانا سمعة طيبة، وشرف بلادنا فلا يمر اسمه إلا ومصر مرادف له ، فهل يهمنا بعد كل ما قدمه إن كان مسلما حقيقيا أم لا ؟ الاجابة نجدها ببساطة في جنازته فالجميع بكوا فنه وليس لدينه فهذا شأن رب السماوات ، فالناس سينسون عقيدته ، فقط سيتذكرونه فنانا مصريا مبدعا.

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف