جريدة الجرائد

بين أوجلان والبغدادي

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

سمير السعداوي

من البوادر الإيجابية في هذا &"الزمن الرديء&" ان يتمكن الأميركيون من ملاحظة فارق بين &"داعش&" و &"حزب العمال الكردستاني&"، على رغم سعي الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى وضع الاثنين في سلة واحدة وفتح حرب معهما على جبهتين، طمعاً في مكاسب سياسية داخلية.

وتبعاً لتصريحات أطلقها الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أليستر باسكي وبريت ماكغيرك نائب وزير الخارجية الاميركي لشؤون العراق وايران، فان التمايز بين &"داعش&" و &"الكردستاني&" المصنف ايضاً على لائحة الإرهاب الأميركية، ينطلق من إبقاء الباب مفتوحاً ولو مواربة للمقاتلين الأكراد، وذلك بدعوتهم الى ادانة الإرهاب واستئناف المحادثات مع الحكومة التركية، وتمني واشنطن &"على الجانبين تفادي العنف والتصعيد&".

وليس هذا الموقف منّة من الإدارة الأميركية ولا تجملاً تجاه اكراد تركيا، بل هو تعبير عن براغماتية بعدما أثبت أكراد العراق وسورية انهم الطرف القوي في مواجهة &"داعش&"، لذا من البديهي ألا يقر الجانب الأميركي ما يُعتبر استغلالاً من جانب أردوغان لفرصة سانحة إقليمياً، من اجل توجيه ضربة لأكراد تركيا على أمل استثمارها في تعزيز نفوذه داخلياً، بعدما بدأوا يشكلون عائقاً أمام تفرد حزبه بالحكم بدخولهم على خط لعبة التوازنات داخل البرلمان التركي.

وفي الوقت ذاته، يحرص الأميركيون على مسايرة أردوغان لإرسال رسالة الى النظام السوري، فحواها أن لا تغيير في الموقف الغربي حياله ولا انخراط معه بعد الاتفاق النووي الإيراني، بل هناك رفع لمستوى التنسيق التركي مع دول التحالف، لصد رهان دمشق على دور لها كشريك في مكافحة الإرهاب.

لذا يشدد المسؤولون الاميركيون على دور تركيا &"في جهد أوسع وأكثر فاعلية لضرب ملاذات داعش في شمال سورية والعراق&"، مع إشارة واشنطن الى انها تتعامل مع &"شركاء عديدين على الأرض في تلك المناطق&"، ولعل أبرز رهاناتها هي &"العلاقة الجيدة&" مع السلطات الكردية في شمال العراق.

ويبدو أن أردوغان يتخوف من ضغوط أميركية لتهدئة &"الجبهة&" الكردية &- التركية، وصولاً الى رفع &"حزب العمال الكردستاني&" عن اللائحة الاميركية للارهاب، ما ينزع من أنقرة المشروعية في التحرك ضده، ويعيد الى الواجهة قضية زعيمه المسجون عبدالله أوجلان والدور الذي يمكن ان يؤديه في ممارسة نفوذه لتحقيق الاستقرار في جنوب شرقي تركيا.

والفارق في تصنيف &"الارهاب&" من وجهة نظر الاميركيين هو أن أوجلان مدعو الى ادانته والانخراط في محادثات سلام مع أنقرة، وهو موقف يحظى بتأييد الشركاء الأوروبيين، في حين تظل قضية مكافحة &"داعش&" موضع اجماع بين الأضداد. وليس لأبي بكر البغدادي ان يطمح يوماً ولا حتى الى وضع مشابه لزعيم &"طالبان&" الملا محمد عمر الذي يكتسب &"مشروعية دولية ما&"، بمجرد دعوته من جانب الحكومة الافغانية والمجتمع الدولي، الى الانخراط في محادثات سلام، فالزعيم الافغاني الذي اتى &"العالم كله&" لمحاربته في عقر داره غداة 11 سبتمبر، عرف كيف يدير خيوط اللعبة مستنداً الى حيثيته القبلية الافغانية، وامتدادات تلك الحيثية الى الدول المجاورة.

بالتالي، اذا كانت &"طالبان&" التي دخلت في يوم من الأيام في تحالف مع تنظيم &"القاعدة&"، بات لها اليوم مكان على طاولة التفاهمات والتسويات، فالأحرى ان يكون المكان أكثر رحابة لـ &"زعيم تاريخي&" بالنسبة الى انصاره مثل أوجلان، شاءت أنقرة ذلك ام أبت.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هذا قليل!
زبير عبدلله -

هم في الطريق لمنع نشاط حزب ديمرتاش, وليس عليهم الا وضع متفجرات في سيارته,وياخذ على عاتقه حزب العمال الكوردستاني, بانه كان سينقل لنا المتفجرات..لناتفجير سروج, مقتل شرطيين, من صنع الميت التركي وتبريك المخابرات الامريكية..اننها اللعبة الاكثر قذارة ضد الكورد والشعب السوري...وستظهر رائحة العفونة هذه قرببا, وانا كنا نشمه بقوة الان...

لا مقارنة
من قطري -

بين انسان التحرر ينشد مناضل- يتطلع لتخليص بلاده من الاحتلال ----الى انسان همجي متوحش مشعوذ دجال----معقول هذه المقارنة

تلميذان ارهابيان
سالم -

البغدادي واوجلان تلميذان نجيبان في الارهاب تخرجا من مدرسة الحرس الثوري الايراني والاستخبارات العسكرية السورية. الكل يعرف بان البغدادي تلقى دورات على يد الحرس الثوري الايراني وتقدم له ايران الدعم المادي واللوجستي والاستخباراتي . اما اوجلان فقد تربى في سهل البقاع حيث كان له قاعدة ضخمة ابان الوصاية السورية على لبنان وكان اوجلان على تواصل مباشر مع حافظ الاسد ومجرمي الاستخبارات السورية ولم يخرج اوجلان من البقاع الا عندما هدد احد الجنرالات الاتراك حافظ الاسد بشكل مباشر وقال له جملته الشهيرة ( اذ لم تخرج اوجلان من البقاع سادخل دمشق في غضون ساعات واقلب الطاولة على راسك) ولان حافظ الاسد مثله مثل اي ديكتاتور اخر لا يفهم الا لغة القوة, قام حينها باخراج اوجلان من البقاع اللبناني وتم القاء القبض عليه فيما بعد من قبل الاستخبارات التركية بالتعاون مع الاستخبارات الاميركية طبعا. واوجلان مسؤول عن قتل الالاف من المدنيين الاتراك وعمليات تفجير ارهابية في مختلف المدن التركية والبغدادي طبعا استاذ في الارهاب وينفذ اجندة ايرانية شريرة لتمزيق بلاد ما بين النهرين خدمة لمصالح ملالي طهران الخبيثة.

شتان بين الثرى والثرية
عراقي -

بين زعيم ثوري ماركسي وبين أسلامي متخلف !!؟..

لا مجال لأي مقارنة
زارا -

لا ادري ما هذه التحليلات العظيمة !!! لا يوجد اي مجال للمقارنة بين حزب العمال وداعش.

تركيا والبغدادي
kawa -

تركيا والبغدادي اعداء لإوجلان . اذا الفرق شاسع بينهم كاالارض والسماء او بين الشر والخير.