جريدة الجرائد

رسالة إلى الإعلام المصري

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

داود الشريان

من يقرأ بعض الصحافة، ويشاهد بعض برامج الكلام، في صحف وقنوات مصرية، سيخرج بانطباع أن العلاقات السعودية - المصرية تعيش أزمة سياسية طاحنة، وتنذر بما هو أبعد من الجفاء. حتى زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الأخيرة، التي اعتبرها الرئيس عبدالفتاح السيسي رسالة مهمة وقوية للشعوب العربية كافة في مصر والخليج العربي وبقية الدول العربية&"، نظر إليها بعض الإعلام على أنها دليل على تأكيد أزمة العلاقة بين البلدين، ومجرد تحرك رمزي لتأكيد المسكوت عنه، على رغم أن التصريحات الرسمية للمسؤولين السعوديين والمصريين تختلف كلياً عن الصورة التي يعكسها بعض الإعلام العربي، الذي فرح بالحملة التي يقودها بعض الإعلاميين المصريين، فضلاً عن أن الإعلام السعودي تجاهل &"الأزمة الإعلامية&" بين البلدين.

الإعلام المصري، الذي استهدف السعودية خلال الأسابيع الماضية، لم يطرح قضية، ومارس التجني، وعاود اللغة العشوائية ذاتها التي يكررها كلما تغيرت الخواطر تجاه السعوديين. لكن الإعلام الآخر تبرع بوضع أسباب لم ترد في حملة الإعلام المصري، ومنها موقف القاهرة من الأزمة السورية، والحرب في اليمن، وحديث الصحافي محمد حسنين هيكل مع صحيفة &"السفير&" اللبنانية، وزيارة وفد &"حماس&" للسعودية برئاسة خالد مشعل.

موقف مصر من الأزمة السورية وضرورة حلها بطرق سياسية ليس جديداً، وقد عبر عنه الرئيس عبدالفتاح السيسي في حوار مع جريدة &"الشرق الأوسط&" في 26 أيار (مايو) 2014 حين كان مرشحاً للرئاسة، وأكد في الحوار على الحل السياسي. وفي اليمن فإن السعودية تتفهم حساسية الموقف المصري القديمة من هذا الملف، وهي تكتفي من مصر بمشاركتها في الحصار البحري، والموقف السياسي الداعم للتحالف. أما حديث هيكل فهو جزء من الحملة وليس سبباً في الأزمة، فضلاً عن أن رأي هيكل في السعودية ليس جديداً. أما زيارة وفد &"حماس&"، فيصعب جعلها سبباً، لأن هذا يعني أن مصر تحاول أن تمارس وصاية على السياسة السعودية، وهذا يصعب تصوره، فضلاً عن قبوله. لكن، على رغم من محاولة تفنيد كل الأسباب التي ذكرت في الإعلام، حول &"الأزمة&" بين البلدين، فالقول إن الحملة التي قادها إعلاميون مصريون على السعودية، ليس لها من موجّه ولا سبب، غير ممكن.

ليس في العالم العربي إعلام يتحدث بمعزل عن رأي الجالسين على مقاعد السلطة.

لا شك في أن الاختلاف في وجهات النظر السياسية سرعان ما يتغير، وما كان محل اختلاف اليوم، ربما صار وسيلة للتقارب في وقت آخر. لكن الحملات الصحافية تبقى في الذاكرة، وتأثيرها يتجاوز الأروقة السياسية، ويصل إلى وجدان الناس، ويجرح مشاعرهم.

الأكيد أن الإعلام المصري له وجود معنوي مشهود، وهو لا بد أن ينتصر لموقعه البارز، ودوره المؤثر. ولا بد أن يتجاوز لغة الحقبة الناصرية، ويتمسك بموقع مصر الكبير، وبالصورة المشرقة والأصيلة لصحافيين ومثقفين وفنانين مصريين شرفاء.

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اعلام رخيص
عبدالله العثامنه -

هناك في الاعلام المصري من يعزف دائما على وتر الخلافات المصريه السعوديه ولا يحب أن يرى توافقا سعوديا مصريا وان لم يجد خلافات تفنن في اختلاقها واخراجها على النحو الذي يرضي أسياده،، أما اذا اردت أن تعرف من هم الذين يعزفون على هذا الوتر باستمرار ويطربون فهم 1- المتشيعين الجدد 2- المتصهينين القدامى 3- الليبراليين الندامى 4- الناصريين الأيامى.

عقدة الخاشقجي
سالم -

نادرا ما اشاهد برنامح من برامج التوك شو المصرية الا واجد ما يقوله الصحافي السعودي المرموق الخاشقجي مثيرا للجدل بل والاستفزاز للقائمين على هذه البرامج وضيوفهم ايضا. مشكلة بعض الاعلاميين المصريين انهم لا يريدون سماع غير صوتهم ولا يتقبلون الراي الاخر ومعظمهم يبدو وكانه ناطق باسم الحكومة وليس اعلاميا مستقلا. يجب على هؤلاء الاعلاميين ان يتذكروا من الذي وقف ودعم ثورة 30 يونيو وبالعربي الفصيح من قدم المليارات لكي تتمكن مصر من الوقوف مرة اخرى لكي تتخطى ازمتها السياسية والاقتصادية. في ذلك الوقت كان المديح ينهال على السعودية ودول الخليج في البرامج المذكورة اعلاه ولكن يبدو ان ذاكرة هؤلاء الاعلاميين قصيرة جدا. ومن الجدير بالذكر ان اي من الصحافيين الخليجيين ناهيك عن المسؤولين يتطرق الى المساعدات الخليجية لانهم وبحسهم الوطني والقومي يعتبرون ذلك واجبا لان مصر هي مصر تسكن في قلوب العرب جميعا بالرغم من بعض الاصوات المصرية الشاذة هنا وهناك. نحن العرب نريد لمصر ان تكون دولة قوية مستقرة فاعلة في الاقليم تدافع عن مصالحها ومصالح العرب لان العلاقة متشابكة وضعف اي من الطرفين لن يكون في مصلحة الطرف الاخر.