جريدة الجرائد

من أجل الشعب السوري!

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

حسين شبكشي

هناك شيء غريب وغير قابل للتصديق في مشاهد الآلاف من المهجرين اللاجئين من السوريين، وهم يحاولون الهروب من جحيم نظام الأسد والجماعات الإرهابية المؤيدة له والدخيلة على مشهد الثورة، مشاهد تشل التفكير وتحير العقول وتعجز الكلمات عن وصف ما يحصل وتبريره. فلا منطق ولا سياسة ولا أخلاق ولا دين استطاع تفسير ما يحصل من جريمة مروعة، وعجز عالمي عن التفاعل الإيجابي مع ما يحصل من كارثة إنسانية بامتياز. ولعل أبرز &"الفوائد&" التي حدثت نتاج المشهد المروع هذا (إذا كان بالإمكان أن نقول إنه توجد فوائد أصلا)، هو أن دخول دول مثل السويد وألمانيا تحديدا على خط قبول اللاجئين والمهجرين فيهما، يجعل بشكل واقعي وعملي وحقيقي المسألة تتحول من شأن &"عربي&" و&"إسلامي&" إلى شأن إنساني وأخلاقي عالمي، وهو المطلب الأهم والأجدر.


والمذهل والمثير للاشمئزاز حقيقة، هو أنه باسترجاع المواقف المختلفة لدعاة إرسال المقاتلين إلى سوريا (سواء لقتال النظام أو الدفاع عنه) وإصدارهم للفتاوى والآراء الحماسية وإلقاء المهرجانات الخطابية الواحد تلو الآخر، نجد في الوقت نفسه غيابا كاملا لنشر وعي وثقافة ضرورة إغاثة المحتاج، وهي أصيلة في الشرع الديني والفطرة البشرية.


المشهد السوري المتعلق بتهجير الشعب وإجباره على خيارات مواجهة الموت، والذل والمهانة نتاج نظام ظالم ومتوحش وفاسد، وطاغية تسانده قوى الشر من سائر أنحاء العالم. والعالم ما زال متفرجًا، في الوقت الذي هرع فيه العالم لمساعدة أهل دارفور والصومال، وأمم أخرى، وما تم تقديمه لهم، وتبني المنظمات الخيرية والإنسانية الدولية لقضاياهم أهم بكثير مما تم للقضية السورية.


هناك العديد من المؤسسات الخيرية الدولية والعربية &"المدينة&" و&"المتهمة&" بعدم تقديم ما يكفي، مؤسسات مهمة مثل البنك الإسلامي للتنمية، والهلال الأحمر، وجامعة الدول العربية. الدول العربية والإسلامية قادرة جدا على المشاركة في تخفيف المعاناة باتخاذ قرارات سريعة فورية، لتأمين حياة كريمة لبعض الأعداد مثل أقرباء من هم موجودون أصلا في بلادهم، هذا وحده سيكون له مفعول إيجابي ومهم، كما أنه لم يتم &"تسويق&" القضية بالشكل الذكي المطلوب وتوظيف إحدى الشخصيات &"المشهورة&" المتعاطفة، تماما كما حصل مع قضية التيبت، حينما تبناها الممثل الأميركي الشهير ريتشارد غير، وقضية منطقة دارفور بالسودان، حينما تبناها الممثل الأميركي الأشهر جورج كلوني، اليوم القضية السورية ليس لها من النصيب ذاته إلا زيارات محدودة وتصريحات محدودة من سفيرة النوايا الحسنة أنجلينا جولي، الممثلة الأميركية المعروفة، ولكنها تتبنى قضايا أخرى وليست متفرغة تماما للقضية السورية. النظام السوري وحلفاؤه في لبنان والعراق يحاولون بشتى الطرق &"قتل&" القضية المتعلقة بالمهجرين السوريين، وتصويرهم &"مجرمين&" و&"خونة&" و&"إرهابيين&" لرفع درجة التحفظ منهم أمام المجتمع الدولي، وبالتالي التردد في إيوائهم والموافقة السريعة على طلبات اللجوء المقدمة منهم.


هناك الكثير من الممكن عمله لمساعدة السوريين في محنتهم غير الحزن والدعاء لهم والإحساس بالحرقة والألم، الوسائل والأدوات كثيرة، وهي متاحة، وكل حياة تُسفك على أيدي المجرمين أو في قاع البحار هي صفعة وإدانة لكل فرد شاهد وسمع ولم يفعل شيئًا، فالجريمة كبرى ومخجلة، والكل مسؤول ومعني ومتهم حتى يتم إيقاف ما يحصل.
الشعب السوري رأى الأهوال خلال حكم الأسد المرعب، من الظلم أن يرى أهوالا أخرى وهو يحاول الخلاص منه ليحيا بكرامة وحرية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
القبر الأبيض المتوسط
عبدالله العثامنه -

مأساة الشعب السوري دخلت التاريخ وستدخل الكتب المدرسيه لتدرس لأجيال عربيه وغير عربيه من شدة ألهما ووقعها على النفس البشريه بتأثيراتها المختلفه، فأنت لا تدري أيهم أشد معاناة السوريون الباقون في ارضهم تحت رحمة البراميل المتفجره والغازات السامه وسكاكين داعش او السوريون الذين ركبوا الصعاب وفروا بأنفسهم وعوائلهم الى بلاد المجهول ،، لكن المريب في الأمر انك تحس أن هناك مؤامره دوليه لترك السوريين في الداخل والخارج يواجهون مصيرهم المجهول عن سابق اصرار وترصّد أي أنه كلما تفاعلت المعاناة السوريه الى الحدود القصوى كلما تشوهت صورت العرب ومسخت صورة الاسلام !! وهذا هو المطلوب!! المطلوب أن نهيم جميعا نحن العرب في المنافي أو أن نقتل في ارضنا بدم بارد بعد أن أصبح ذبح العربي أهون من ذبح الكتكوت ،، لقد اصبح اسم البحر الابيض المتوسط القبر الأبيض المتوسط من كثرة الغارقين فيه بل ان بعض الفضائيات بثت مناظر مرعبه تقوم فيها السلطات وخفر السواحل لبعض الدول الغربيه بأغراق قوارب الفارين بكل دم بارد وتغرق مئات العوائل الاطفال والنساء والعجز من السوريين والليبيين ثم تقوم بلملمة جثثهم والبكاء عليهم بدموع التماسيح ،،، جامعة الدول العربيه مقصّره جدا جدا والمنظمات الاسلاميه والانسانيه وكل من يتفرج على هذا المنظر ولا يفعل شيء هو مجرم يساعد بشار الأسد وداعش في تنفيذ المخطط الرهيب الذي ينتظر كل عربي .

يتباكون وهم القتله
المسعمرين العطوفين -

المانيا وغيرها الاوربيون والدول الكبرى يستقبلون اللاجئين ويتعاطفون معهم مشكورين (لوجه الله تعالى وحقوق الانسان!!!!!!!).. .ولكن ليس هناك من يطرح حل المشكله من جذورها..وتتلخص ان ما يحصل هو بسبب هذه الدول الكبرى وتدخلها بتنفيذ اجندتها وخارطتها المعلنه من دوائرها وسياسييها للشرق الاوسط....عليهم ان يسحبوا اياديهم الهدامه لتقسيم المنطقه وتغيير الديموغرافيا لصالح اسرائيل وخططهم اللانسانيه المبنيه على اطماع استراتيجيه...ولاحاجة بعد ذلك لاكاذيب عن حقوق الانسان ورعاية اللاجئين....اسمعوا وعوا ...اين الدبلوماسيه والمثقفين الواعين من فضح اللاانسانيين؟؟؟؟؟

لماذا لاتسكتون
زبير عبرالله -

من المحيط الى الخليج تذرف الدموع على الشعب السوري سواء ضد الاسد اومعه, حكاما وصحفيين, فقراء واغنياء, اغبياء واذكياء. .لمدة خمسة سنوات ,وعلى الشعب الفلسسطيني لمدة ستين سنة, ولم تغيروا شيئا, فليذهب كل من لايساعد الشعب السوري الى الجحيم...وهذا ينطبق من المحيط الى الخليج, وهذا مانجد حدوثه على ارض الواقع,...