شبح صدام حسين يطارد المرشحين للرئاسة الأمريكية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
&شبح صدام حسين يطارد المرشحين للرئاسة الأمريكية ويدفن نظرية قدرتها على فرض إرادتها على العالم
رائد صالحة
&حاول المرشح الرئاسي الأمريكي جيب بوش تضليل وسائل الإعلام عبر استخدم صياغة ملتوية حول موقفه من حرب العراق التى اطاحت بالرئيس الراحل صدام حسين بحيث تحاول السؤال من استفسار حاسم إلى :&" إذا كنت تعرف سابقا ما تعرفه الان، هل ستصدر امرا بالغزو ؟.مما اثار الكثير من اللغط والنقاش في حين تجاهلت وسائل الإعلام موقف غريمه المرشح الرئاسي جان كاسيج عندما قال بصراحه بانه لن يعلق قطعيا على صواب او خطأ حرب العراق مذكرا الجميع بانه وافق على قرار الغزو في ذلك الوقت.
في الواقع، تراجعت المسألة العراقية إلى حد ما من اهتمامات الرأى العام الأمريكي خاصة بعد الاتفاق النووي مع إيران والحرب ضد تنظيم &" الدولة الإسلامية &" ولكن تركيز وسائل الإعلام على تحديد المواقف من الغزو العراقي لم يتوقف بسبب الحرص على معرفة مكنونات المرشح ومدى استعداده شخصيا للاعتراف عند اجراء حكم خاطئ ناهيك عن محاولة اختبار القيادات الوطنية الجديدة، هل للمرشح القدرة على الاعتراف بان السياسة الخارجية الأمريكية كانت على خطأ فادح ؟.
وسائل الإعلام بدورها سمحت لقادة الحزب الجمهوري بتبديل السؤال، وبدلا من مناقشة ما إذا كان من المنطقى غزو العراق، يجادل الجميع الان حول مدى منطقية مغادرة العراق ولكن رغم هذا التراجع، يسود هناك اعتقاد عند الخبراء بان الجمهوريين يواجهون مشكلة سياسية خطيرة نظرا لأن الرئيس السابق جورج بوش هو الذى بدأ بالانسحاب كما حاول اكثر من مرشح رئاسي التهرب من سؤال يتعلق بمدى خطورة بقاء القوات الأمريكية في العراق بدون حصانه قانونية.
وادى النقاش الدائر بالفعل إلى قناعات سياسية جديدة بغض النظر عن تحقيق اجابات تتعلق بموقف حاسم من حرب العراق المضللة وفقا لاستنتاج الخبيرة ديانا اهولبيوم التى اوضحت ان الجمهوريين اعترفوا بالفعل بان هناك الكثير من القيود على قدرة الولايات المتحدة على فرض ارادتها على العالم، ليس لانها تفتقر للقوة العسكرية او الارادة السياسية لاستخدام القسوة والخوف لفرض احكامها بل لانها غير قادرة على ازالة المظالم، وعلى النقيض من ذلك، تزيد من تفاقم المشكلة إلى حالة انفجار.
هذه الحقائق المزعجة لصقور الحزب الجمهوري ودعاة الحرب سببت، ايضا، مشكلة حرجة لغالبية المرشحين للرئاسة لانهم ببساطة لا يستطيعون انكار الكارثة وعدم وجود وسيلة سهلة للهرب من خطأ تاريخي فادح وهي تتجازر بالتاكيد كما تضيف اهولبيوم التضليل البشع حول دور مزعوم لصدام حسين في هجمات الحادي عشر من سبتمبر ايلول او حيازته لاسلحة دمار شامل كما انها تتجاوز بالتاكيد مقولات ان سبب فشل حرب العراق يعود لارسال عدد قليل من القوات او الانسحاب مبكرا لان الفشل الاكبر يتمثل في ان نظرية انتزاع بلد عبر الصدمة والترويع هي فرضية فاشلة لا اساس لها من الصحة.
عقيدة التدخل المسلح التى انتشرت في اعقاب الحرب الباردة كما يستنتج الكثير من الخبراء لن تجعل الولايات المتحدة اكثر امنا، فالغارات والضربات الجوية التى تشنها الطارئات بدون طيار وعمليات القتل تغذى التهديدات ولكنها لا تزيلها، وفي هذا العالم المتشابك المترابط فان بالامكان هزيمة التقنيات العالية بسهولة عن طريق تكنلوجيا بسيطة والمذابح التى يمكن ان يرتكبها فرد واحد لا يمكن منعها من جميع الوكالات بالمال والقوة مما يعنى ضرورة اعادة التفكير جذريا بمصادر قوة الولايات المتحدة ونفوذها.
وهكذا تاتى اهمية اعتراف أى مرشح رئاسى بالفشل والاعتراف بالخطأ وتحمل المسؤولية عن عواقب قرار ارعن والتعامل مع الامور بشكل مختلف في المستقبل، وفي نهاية المطاف، سيطارد شبح ملايين القتلى نتيجة الغزو الأمريكي للعراق الوسط السياسي في واشنطن، وبالتاكيد لن تفلح محاولات التملص من السؤال المزعج لان ساسة الولايات المتحدة يدركون تماما فداحة القرار ولكنهم لا يمتلكون الشجاعة للاعتراف.
&