جريدة الجرائد

صورتان من سوريا وفيتنام

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

مشاري الذايدي

هل تكون صورة الطفل السوري (3 سنوات) إيلان عبد الله كردي، وهو غريق على الشاطئ التركي، موقظة للعالم؟
طفل من بلدة كوباني السورية، ذات الغالبية الكردية، هرب هو ووالده وأمه وشقيقه الصغير، على قوارب التهريب، طمعا في الوصول لبر الأمان الأوروبي، فلقي الطفل وشقيقه غالب وأمه ريحان الموت، بعدما هرب صاحب القارب وتركهم لوحوش الماء.


صورة الطفل بقميصه الأحمر، وهو منكفئ على وجهه الغض، وزبد الموج القاتل يغمر وجنتيه الرقيقتين المنغمستين في ملوحة الشاطئ، تهز كل إنسان، وتعقد كل لسان.


فجأة صار مشهد الطفل السوري إيلان ملخصا للكارثة السورية، فمثل إيلان، الملايين من الهاربين السوريين، بكل البراري والبحار.


اهتزت أوروبا، والغرب، لصورة إيلان، وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لقد تأثرت كثيرا للصورة، لأنني أولا أشعر بمشاعر الأب.
قال ذلك ودول أوروبا كلها تعيش أزمة حادة بسبب تدفق مئات الآلاف من السوريين هربا من جحيم الأسد ونيران &"داعش&".


من يدري، ربما تعيد صدمة الطفل إيلان، للعقل، وقبله الضمير العالمي، رعشة حياة وهبة عمل، لحل &"حقيقي&" للكارثة السورية، إن لم يكن ذلك بسبب الحرج الأخلاقي، والدافع الإنساني، فعلى الأقل بسبب تبعات إهمال الكارثة السورية، ومن تلك التبعات &"العالمية&" ظهور &"داعش&" السوداء، وحش القرن الحالي، وانثيال أمواج الهجرة البشرية السورية إلى أوروبا.


الصورة تغني أحيانا عن الكثير من الكلام، تؤثر في مجرى الأمور الكبرى، ومن ذلك الصورة الشهيرة للطفلة الفيتنامية (كيم فوك) وهي تجري وتصرخ عارية من لهب قنابل النابالم الأميركية، قبل أربعين عاما، وهي الصورة التي اعتبرت من أشهر صور الحرب. وكانت سببا في تكوين رأي عام ضاغط لإنهاء الحرب الفيتنامية.


مأساة سوريا معروفة، وتزيد كل يوم كارثية على العالم كله.


تحقيق الأمم المتحدة حول المأساة مؤخرا انتقد ما وصفه بـ&"إخفاق العالم&" في حماية اللاجئين السوريين. فهذه الحرب أجبرت 4 ملايين من السوريين على الفرار للخارج، و7.6 مليون للنزوح داخل سوريا.
التقرير يقول إن أوروبا استقبلت 250 ألف طلب لجوء سوري، لكن دول الجوار العربية وتركيا تحتضن 4 ملايين سوري.


هذه المأساة سببها الأول، عدم &"حزم&" الإدارة الأميركية من البداية. عدم الإصغاء والتعاون &"الحقيقي&" مع الدول التي كانت تريد إنهاء هذه المسألة مبكرا، وكانت تحذر بوضوح من هذه المآلات.. والآن يتحدثون عن إخفاق &"العالم&"!
هو إخفاق الغرب جملة، مع جموح حلفاء النظام الأسدي، في موسكو وطهران.


هذا هو الحال.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
فيتنام نموذج مصغّر
بسام عبد الله -

لو أن الغرب زوّدَ الثوار الأحرار في بداية ثورة الحرية والكرامة ببضعة صواريخ مضادة للطائرات لما استشهد الطفل ايلان ولا ربع مليون شهيد نصفهم أطفال ونساء حرقاً وخنقاً وغرقاً بالكيماوي والبراميل وسجون المجرم بشار ولما ظهر أوباش داعش وحالش في سوريا ولما بكى حكام مدعي حقوق البشر والأطفال والنساء وكان أضعف الايمان تأمين منطقة عازلة يأوي إليها هؤلاء المنكوبين ولما هاجر أي منهم لأنه لو قُدِرَ لهم ولولا الظلم والقهر لما بدّلوا شبراً في وطنهم الغالي ببلاد المهجر كله. بالمناسبة ما حدث في فيتنام هو صورة مصغرة لما يحدث في سوريا وما أنهى حرب فيتنام كان صورة طفل يحمل رأسين مقطوعتين أما في سوريا فالمنظر أصبح مألوفاً بعد كان حدوثه يقتصر على أقبية فروع آل أسد الإرهابية