جريدة الجرائد

ماذا بقي من دمشق وبيروت؟

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تركي عبدالله السديري

للأسف نرى اليوم شعباً عربياً آخر يتشرّد ويُحرم من خير وطنه ويُذل بين شعوب العالم.. يا تُرى ما ذنب السوري أن يرى وطنه تحتله عصابة الأسد، وتسلب داعش ما تحرر منه؟.. بالأمس تشرّد الإخوة الفلسطينيون بين دول العالم برغم قضيتهم العادلة، وبعد ذلك تشرّد الإخوة اللبنانيون الذين كانوا في مقدمة شعوب البحر الأبيض المتوسط من حيث التعليم والقدرات.. والآن الإخوة السوريون.. ماذا أصاب العالم العربي؟.. وماذا يبقى من الوطن وهو أسير القمع ومزايدة الإعلام لسكب الزيت على النار؟..

كان سعيد عقل.. ذلك الشاعر اللبناني الجزل الذي لا أعلم هل تذكره الأجيال حتى الآن.. يتغنى بعظمة دمشق وهو يقول في الشام:

أمويون فإن ضقتِ بهم

ألحقوا الدنيا ببستان هشام

كان ذلك عندما كانت دمشق عاصمة الحضارات والتي علّمت الأندلس حضارة البناء والعمران.. ولكن بعد عصابة الأسد أصبحت مثل القطة التي تأكل أبناءها..

كان العالم العربي يسبق جميع دول آسيا، وكان مشاهير أوروبا يمضون الشتاء بين دمشق والقاهرة، وحديثهم يطول عن أحياء دمشق العريقة.. واليوم أصبحت دمشق مدينة للأشباح، وبجوارها بيروت تمضي عاماً بلا رئيس للجمهورية أو حكومة مستقرة..

لم يبق من الهلال العربي الخصيب القديم سوى الأردن الذي يقف بكل بسالة في وجه التشوه الداعشي كدرع عربي يستحق الدعم والمساندة..

أرى الهلال العربي الخصيب حالياً كحلم جميل يتلاشى بتشرّد أهله..

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف