الروس و«إنقاذ» الأسد من إيران!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عبد الرحمن الراشد
رغم أن نبوءة خلاف الرئيس السوري بشار الأسد مع حليفه النظام الإيراني مطروحة منذ زمن، فإن علاقة المصلحة دامت طويلاً، وللإيرانيين الفضل الحقيقي على الأسد ونظامه في حمايته من الانهيار التام حتى الآن، عندما شكلوا جيشًا ضخمًا من الميليشيات من عدة دول للقتال نيابة عنه، وعوضوه عن جيشه الذي تحلل بين منشق وقتيل.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية لاحظنا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صار يتولى شخصيًا إدارة الملف السوري بعناية وتفاصيل دقيقة، ثم أظهرت الصور الاستخباراتية الأميركية نشاطًا روسيًا في سوريا.. فقد تم تعزيز قدرات مطار اللاذقية بمدرج ملحق، ومهبط للطائرات الهليكوبتر، وتغييرات في ملاجئ الطائرات، وحولوه من مطار مدني إلى قاعدة عسكرية، إضافة إلى قاعدة جوية قرب دمشق يقومون باستخدامها. ووصلت مئات المباني الجاهزة من روسيا، يرجح أنها مساكن لأكثر من ألفي عسكري روسي. وزادت شكوك الأميركيين بعد أن طلب الروس مئات الأذونات من عدد من الحكومات للسماح لطائراتهم العسكرية بالعبور جوًا نحو سوريا، ونقل طائرات لتجميعها هناك. وتأكد أن الروس يطورون طرطوس لتكون قاعدة عسكرية بحرية لهم، بعد أن كان الميناء المتوسطي مجرد &"محطة بنزين&" وخدمة صيانة للسفن الروسية! ما نيات موسكو؟ هل هو التقدم عسكريًا ضد حلف الناتو؟ أم إنقاذ الأسد من الانهيار؟ أم هو مشروع تفعيل فكرة تقسيم سوريا، بنقل الأسد ونظامه إلى الساحل وإقامة دولة علوية؟
الأستاذ إبراهيم الحميدي كتب أمس تحليلاً وافيًا، في جريدة &"الحياة&"، عرض فيه طرحًا مختلفًا.. يقول بأن مشروع التدخل الروسي العسكري يهدف إلى إنقاذ الأسد لكن ليس من براثن &"داعش&" أو المعارضة السورية المسلحة، بل من حليفته الأساسية، أي إيران! ومع أن رؤيته تخالف كثيرًا من المعطيات القائمة على الأرض التي تؤكد التعاون، إلا أن ما كتبه مثير ومهم. هو يفترض أن الإيرانيين يريدون إزاحة الأسد، الذي أصبح بالفعل ضعيفًا، ويعتزمون التقارب سياسيًا مع الولايات المتحدة التي هي اليوم في مواجهة مستمرة مع الروس بسبب الأزمة الأوكرانية.
يقول بأن الروس على خلاف مع الإيرانيين، ويعارضون مشاريعهم، مثل محاولتهم التغيير السياسي الديموغرافي، التي سماها وزير الخارجية الروسي &"الهندسة الاجتماعية&".. فقد حاول الإيرانيون مبادلة سكان بلدتين شيعيتين ونقلهم إلى مدينة الزبداني، وتفريغها من سكانها السنة. لكن نظرية الهيمنة الإيرانية، في رأيي، مضمونة الفشل، وذلك للسبب الديموغرافي نفسه؛ فالشيعة في سوريا أقلية صغيرة جدًا، خمسة في المائة فقط، والسنة نحو ثمانين في المائة، بخلاف الحال في العراق ولبنان. وهذا سبب فشل إيران في سوريا حتى اليوم، التي تعهدت بإعادة دولة الأسد لما كانت عليه قبل انتفاضة الربيع السوري، لكنها عجزت رغم ما أنفقته.
جاءت القوى الخارجية إلى سوريا بمشاريع يصعب تحقيقها، وربما مستحيلة؛ مثل جمع الأعداء في حكومة واحدة. وثان يعدّ العدو الوحيد &"داعش&". ومشروع ثالث طرح التقسيم وإقامة دولة علوية، أو دولة أقليات على ساحل البحر المتوسط. وجربت إيران وروسيا لأربع سنوات فرض مشروع واحد؛ المحافظة على حكم الأسد، وها هي تكتشف استحالة ذلك؛ لم يتبق عنده شعب، ولا موارد، ولا مصادر قوة، كالجيش والأمن، وزاد العداء ضده لأنه مسؤول عن قتل أكثر من ربع مليون من مواطنيه. أسهل المشاريع خلعه، لكن لصالح من؟ لن يكون ممكنًا تنصيب المعارضة المسلحة لحكم البلاد إلا بتوافق إقليمي عربي - إيراني - تركي. والواقع السوري صار معقدًا، وفي حال صحت رواية الخلاف الإيراني - الروسي فإنه سيزداد تعقيدًا.
منطقة الشرق الأوسط بعد الاتفاق النووي ستتغير؛ إيران قد تميل سياسيًا مع الولايات المتحدة، ضد سياسة الروس. وربما لهذا بوتين يريد استباق رياح التغيير بطرح الحل الإيراني نفسه، حكم يجمع الأسد وبعض المعارضة تحرسه قوات روسية، لكن مع إبعاد قاسم سليماني والحرس الثوري الإيراني، وحزب الله، وبقية الميليشيات الشيعية الأفغانية والعراقية!
التعليقات
الغاز الايراني
عبدالله العثامنه -لا اميل الى وجهة النظر القائله أن روسيا تسعى لأزاحة الايرانيين من سوريا بسبب ميل الملالي نحو أمريكا والدليل أن روسيا نفسها ساهمت في اتفاقية 5 1 لفك الحصار عن ايران مما ينتج عنه تحسن العلاقات مع امريكا والغرب عموما الذي بدأ يتقاطر الى طهران لعقد الصفقات الاقتصاديه هذا من ناحيه ومن ناحيه ثانيه فأن النفوذ الايراني أقوى من النفوذ الروسي وأوسع لأن ايران لها مليشيات تقاتل في كل انحاء سوريا اضافة الى الحرس الثوري بينما روسيا محصوره تقريبا في الساحل وليس لديها مليشيات أرثودوكسيه تقاتل في سوريا سوى بعض الأرمن الذين لا يهشون ولا ينشون، اذاَ لماذا جاءت روسيا مؤخرا ؟؟ اعتقد أنها جاءت لأنقاذ ايران نفسها من الورطه الكبيره ومساعدتها وحماية دولة الساحل العلوي المرتقبه التي هي حمايه وامتداد لدولة حزب الله والقرى الشيعيه في الشرق اللبناني عملاَ بالمثل الذي يقول يد واحده لا تصفق،،،التأثير الوحيد لأيران على روسيا هو الغاز الايراني الذي ينافس الغاز الروسي ويدخل بديلا عنه الى اوروبا مما يسبب ضررا بالغاَ للاقتصاد الروسي،،أيضا أخُالف الذين يقولون أن أمريكا منزعجه من التدخل الروسي!! على العكس ينبغي لأمريكا أن تفرح لأن هذا التدخل يعني أن الدويلات الطائفيه اقترب ميلادها وهذا بالضبط ما تريده امريكا ومعها اسرائيل وايران.
وانا لي راي..
زبير عبدلله -قرات لكم جميعا وللسيد حميدي, روسيا تحارب الارهاب منذ الايام الاولى على الارض السورية, وأعلن ذالك ضابط في المخابرات الروسيةعلى القناةRTR التلفزيون الروسي وقال: علينا ان نحاربهم هناك قبل ان ياتوا البنا, ودعا الى متطوعين من صربيا, ومنناطق اخرى...هذه ناحية اُ.لناحية الثانية, روسيا لاتريد ان تقع ايران كدولة راعية للارهاب, في حضن امريكا, وهناك حيث القلق الروسي من تتحول ايران الى مصدر للداعششيين الى القوقاز..وهنا التكالب الروسي- الامريكي على ايران وليس اقتصادها...وايران كونها تخوض حروب اكثر شراسة من روسيا...العراق, اليمن, سوريا..وهنا الصديق عند الضيق ايضا...لما يجب ان لاننسى المحور الروسي, المصري, السوري (الاسدي) ,الاسرائيلي...وهننا بيت القصيد...ومن هنا يجب ان يخاف اردوغان...
الدعم يمر عبر ايران
سعد غالب -هذا التحليل يتعارض مع كون الجسر الجوي الروسي يمر عبر ايران كما جاء في الاخبار