انتهى تمرد صالح والحوثيين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عبد الرحمن الراشد
فقط بعد أقل من خمسة أشهر من استيلائهم على الحكم، صار وضع المتمردين اليوم كارثيًا؛ محاصرين بلا بنزين ولا ديزل، ولا كهرباء، ولا ميناء، ولا مطار، ولا موارد مالية، ولا اعتراف دولي، وبسبب القصف الشديد ينام الرئيس المعزول مع قادته في الأقبية، والحوثيون يختبئون في الجبال.
هذه حرب ناجحة في ظروف صعبة، ففي أواخر مارس (آذار) الماضي كان الحوثيون قد استولوا على كل اليمن، متحالفين مع قوات الرئيس المعزول صالح، ورفضوا كل الحلول السياسية رغم أنها أعطتهم الحصة الأكبر في الحكومة، والآن باتوا يتحصنون في صنعاء، وبعض مدن الشمال المعزولة، وهي الأخرى غاضبة عليهم، فميناء الحديدة صار معطلاً، لأن أهله يقفون ضد الحوثيين، والميناء توقف عن الحركة بعد أن قصفت قوات التحالف بعض أرصفته لمنع المتمردين من استخدامه.
العاصمة صنعاء نفسها، صارت محاصرة، حيث تعسكر على بعد بضعة كيلومترات منها قوات الحكومة الشرعية، تدعمها قوات سعودية وإماراتية، قادمة من محافظة مأرب بعد أن استولوا عليها وغيروا مسار الحرب. وسواء دخلت القوات صنعاء أم لا، فإن الوضع في اليمن قد تغير تمامًا ضد الانقلابيين، أي الحوثيين الموالين لإيران وقوات الرئيس المعزول علي صالح. خسروا عدن ومأرب الاستراتيجيتين، وصار الاحتفاظ بما تبقى يكلفهم الكثير.
وخارج اليمن صارت الأمم المتحدة، والدول الكبرى، تتعامل رسميًا مع عدن عاصمةً مؤقتة لليمن، وتراسل الحكومة التي عادت من منفاها في الرياض إلى عدن، يتقدمها خالد بحاح، ممثلةً وحيدةً للشعب اليمني. هذا من حيث الأعراف الدبلوماسية، والاعتراف القانوني، أما على الأرض، فإن الانتصار في عدن وإلى مأرب، وسط اليمن، شجع مناطق على إعلان ولائها للحكومة، منتفضة ضد الحوثيين دون قتال يذكر. لهذا يحاول الحوثيون القيام بمعارك استعراضية دعائية على الحدود السعودية البعيدة شمالاً، للحفاظ على معنويات ميليشياتهم وأتباعهم.
وحتى دون صنعاء، فإن الحكومة الشرعية تعد دولة كاملة؛ تدير عدن عاصمةً بديلة، وميناء رئيسيًا للبلاد، والمطار الوحيد المفتوح، وتدير مأرب، مركز البترول، وشريان الحياة للبلاد، ومن دونها صار يتحتم على المعزول صالح أن يدفع من خزانته في منزله، تكاليف الحرب ومرتبات قواته. ومثل صالح، فقد الحوثيون مصدر مالهم الرئيسي، وعليهم أن ينتظروا إيران حتى تدفع لهم لتمويل عملياتهم، خارج منطقتهم صعدة.
وبدعم السعودية والحلفاء، الحكومة في عدن غير محتاجة إلى تشغيل آلات إنتاج النفط في مأرب، ولا فتح أنبوبه الذي يمتد خمسمائة كيلومتر إلى البحر الأحمر، وستحرم خصومها من مشتقات المصفاة الرئيسية، التي من دونها سينفد مخزونهم من الوقود وستتوقف قواتهم عن الحركة، وقد توقف محطة الكهرباء، ومقرها أيضًا مأرب، التي تضيء صنعاء، التي تقع على بعد ثمانين كيلومترًا.
لهذا، قوات الحكومة اليمنية ليست مضطرة إلى تحرير ما تبقى من اليمن، بل تستطيع الاحتفاظ بانتصاراتها.. فهي ما دامت تمسك بمصادر الحياة، تمسك بالحكم.. النفط والمال والكهرباء. وسيضطر المتمردون، مهما حاولوا الصمود، إلى التفاوض والقبول بما هو أقل مما كان معروضًا عليهم ويرفضونه قبل شهر واحد فقط.
التعليقات
الانتصار
عابر -يتباهى الراشد في هذا المقال بالانتصار العسكري الذي تحقق للرياض في اليمن. إذن مبروك للسعودية إنجازها هذا. لقد انتصرت قواتها العسكرية على الجيش الأحمر السوفياتي وعلى جيوش هتلر وموسيليني والجيش الأمريكي والياباني، وبذلك حققت معجزة في اليمن بهذا الانتصار العسكري الباهر. يبقى أمام السعودية أمر آخر ألا وهو إعادة إعمار اليمن وتنشيط الحياة فيها من جديد، فهذه المهمة هي التي يتعين على الرياض تحقيقها بتفوق ويجوز لها التفاخر والتباهي بها، اللهم إلا إذا كان همها هو تدمير الدول المجاورة لها ولو من باب التدمير للتدمير.
الى المسمى عابر
ولائي للبنان فقط -يا المسمى عابر من تعليقك و تهجمك على الكاتب المحترم عبد الرحمن الراشد ، يتبين لنا أنك من أيتام الفرس . ان الكاتب الراشد لهو معروف بقلمه المحترم و ليس كأبواق ايران الذين يصدحون راسنا بالمقاومه و تدمير اسرائيل . لو كنت تفهم ؟! لعرفت ماذا كتب الراشد في تحليله . و لكن اْبواق ايران انفعاليين من دون مصداقيه . السعوديه دفعت و ستدفع الكثير لإعادة إعمار اليمن كما فعلت و تفعل دوما في بلدي لبنان و الدول العربيه . و ليس كأذناب ايران الذين يدمرون و السعوديه دائما اول المانحين للمساعدات . نعم يا عزيزي لقد انتصرت السعوديه و الحلف العربي على الفرس و أذنابهم ... و لقنت ايران و أذنابها درسا لن ينسوه و نعم انه انتصار على التكبر و الهمجيه و الاجرام الإيراني في حق الكثير من الدول العربيه . و يا عابر لأنك لست بأصيل تكتب بالعربيه ضد العرب لمصلحة الفرس . السعوديه ليس عندها حري ثوري و فيلق القدس و لا يصدحون رأسنا بتدمير اسرائيل و تصدير الثوره و جنرالات السعوديه لا يصرحون كل يوم ان إمبراطورياتهم تسيطر على اربع عواصم عربيه ... و اخيرا ليس عندهم مجرم ارهابي اسمه قاسم سليماني ... فرجاء اصمت لان تعليقك ليس بمحله ... عاشت السعوديه لتقود التحالف العربي لتهزم ايران الفرس و أذنابها .
لا يمكن احتلال اليمن !!
علي البصري -اليمن مستنقع تضاريسه جيده لحروب طويلة لاتنتهي وحرب اليمن لها اولويات اهمها تقسيم اليمن على سلم الاولويات وتخريبها مثل سورية واستنزاف مواردها وخاصة البشرية والشبابية واستزاف السعودية والخليج وجره للوحل اليمني والحروب الطائفية التي ستشتغل لوجود الاقليات الشيعية التي تتقلى على نار في البحرين والسعودية والكويت لااعتقد ان الدول العظمى تسمح للسعودية لتكون اكبر من حجمها فتصل الى التحكم في المضائق وعقد المواصلات اذن الدور محدود لايتعدى الاستنزاف المالي لعائدات النفط المنخفضة اصلا واستنزاف الحوتين وايران (يبدو انها تفهم اللعبة) فتتعامل بحذر بالغ حتى تنجلي الغبرة لتكون فاتحة التغيير في انظمة المنطقة وسقوط التيجان والعروش الخاوية .