23 سبتمبر... ملحمة توحيد السعودية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
&
العلاقات الأخوية مع الكويت أصبحت نموذجاً يحتذى بين الدول
كتب المقال: السفير السعودي د. عبدالعزيز بن إبراهيم الفايز
&
يأتي اليوم الأول من برج الميزان الموافق 23 من سبتمبر من كل عام ليذكرنا بيومٍ مجيد في تاريخ المملكة لا تنساه الأجيال السعودية المتعاقبة، ذلك اليوم الذي توّج الملحمة الوطنية الكبرى بإعلان توحيد المملكة العربية السعودية في عام 1932م، بعد كفاح الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، الذي استمر حتى استطاع أن يوحد جميع أجزاء الوطن تحت راية التوحيد، معلناً قيام المملكة العربية السعودية.
ومع حلول هذه المناسبة الوطنية الغالية على كل سعودي وسعودية، نسترجع جميعاً تضحيات الآباء والأجداد الذين أسسوا وساهموا في هذا الكيان الكبير، والتي تعطينا دافعاً للحفاظ عليه وعلى المكتسبات التي حققها هذا الوطن بحكمة قادته وسواعد أبنائه المخلصين.
وبعد توحيد المملكة وضع، المغفور له بإذن الله، الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود البلاد على مشارف النهضة الحضارية التي عاشتها وتعيشها إلى يومنا هذا في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية.
واستكمل أبناؤه البررة من بعده المسيرة، فبنوا على الأسس التي أرساها، حيث واصل أبناؤه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله، يرحمهم الله جميعاً، البناء والتطوير وتحديث المملكة في شتى المجالات، متمسكين دوماً بمبادئ وقيم الملك المؤسس، ومدافعين عن العقيدة الإسلامية، ومتفانين في خدمة الوطن والمواطن.
تضحيات وجهود
وإذ نستذكر تضحيات وجهود من سبق من قادة البلاد وكبار المسؤولين فيها ممن توفاهم الله عز وجل، فإننا لا ننسى جهود أصحاب السمو الملكي الأمراء سلطان بن عبدالعزيز ونايف بن عبدالعزيز، يرحمهما الله، اللذين خدما الدين والوطن وقدما الكثير لهذا الوطن وتحملا المسؤولية وأديا الأمانة بكل إخلاص وتفانٍ، فنسأل المولى عز وجل أن يتغمدهما بواسع رحمته ويسكنهما فسيح جناته.
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، يحفظه الله، تواصل المملكة مشاريع التطوير والتحديث في كل المجالات وفي جميع المناطق، وتعيش المملكة في عهده مرحلة ازدهار ورخاء وعزم على الإنجاز والتعمير والتشييد والبناء، لتوفير كل سبل الرفاهية للمواطنين، فقد بدأ، عهده الميمون بعدد من الأوامر الملكية التي وضعت المملكة على مشارف مرحلة واعدة بالخير والرفاه مؤكدة حرصه، على استثمار كل الطاقات الوطنية البشرية والموارد الوطنية المادية لخدمة الوطن والمواطن.
كما حظيت المرأة السعودية باهتمام خادم الحرمين الشريفين من خلال سعيه إلى فتح المجالات أمامها، لتشارك الرجل السعودي في عملية البناء والتحديث، باعتبارها شريكاً في مسيرة التنمية.
واستطاع الملك سلمان بن عبدالعزيز بخبرته الواسعة بشؤون السياسة والإدارة أن ينهض بالمملكة نهضة نوعية في شتى المجالات، رغم كل التطورات والظروف والأحداث الإقليمية والدولية التي أحاطت بالمنطقة مؤخراً، ومكّن المملكة من أن تحافظ على مكانتها عالمياً، حيث أنها إحدى الدول العشرين الأكثر تأثيراً في العالم سياسياً واقتصادياً.
عاصفة الحزم
ومع تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم، دخلت المملكة مرحلة جديدة تميزت بالتصدي للمشاريع الإقليمية والدولية التي تريد الهيمنة وبسط النفوذ الأجنبي في المنطقة، وهي أخطار تنبهت لها، فبادر إلى الاستجابة لنداء السلطة الشرعية في اليمن الشقيق، فقاد تحالفاً عربياً تمثل في عملية عاصفة الحزم لمواجهة الجماعات المسلحة الخارجة على سلطة الدولة في اليمن، والتي سعت إلى الهيمنة على اليمن ومؤسسات الدولة وجعله قاعدة للنفوذ الأجنبي، ثم تلت عملية عاصفة الحزم عملية إعادة الأمل للشعب اليمني الشقيق.
وعلى الصعيد الداخلي والإقليمي والدولي تضطلع المملكة بدور رئيسي في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، وتواصل تصديها لظاهرة الإرهاب التي كانت هي من أوائل الدول التي عانت منه، حيث فقدت عدداً من أبنائها شهداء في العمليات الإرهابية.
وتمكنت المملكة بفضل الله ثم القيادة الحكيمة والجهود الأمنية المكثفة من إحباط العديد من المخططات الإرهابية للفئة الضالة، واستشعرت أهمية تضافر الجهود الدولية لمواجهة الإرهاب، فنظمت أول مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب، كما عملت على إنشاء مركز دولي خاص لمكافحته يتبع منظمة الأمم المتحدة.
علاقات متميزة
وفي هذه المناسبة الغالية لا يفوتني أن أتطرق إلى العلاقات الأخوية الوثيقة بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت الشقيقة، والتي أكدت الأيام أنها أصبحت نموذجاً يحتذى به في العلاقات بين الدول، فالتواصل بين خادم الحرمين الشريفين وسمو أمير دولة الكويت وكل المسؤولين على جميع المستويات مستمر، ما انعكس على العلاقات المتميزة بينهما على الصعيدين الرسمي والشعبي.
ويشرفني في هذه المناسبة أن أتقدم بالتهنئة بحلول اليوم الوطني إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وإلى الأسرة المالكة الكريمة وإلى الشعب السعودي النبيل، داعياً المولى عز وجل أن يحفظ وطننا الغالي من كل مكروه، وأن يعيد هذه المناسبة على الجميع بكل الخير، وأن يديم على المملكة وشقيقتها الكويت الأمن والأمان والاستقرار والرخاء وعلى سائر الدول العربية والإسلامية.
التعليقات
عروش صنعتها بريطانيا
عراقي متشرد -في بداية القرن العشرين أرسلت بريطانيا جواسيسها إلى الشرق الأوسط ومنهم لورنس العرب وشكسبير لتحريض البدو على الثورة على السلطة العثمانية.ولم يكن هناك من شيوخ البدو أفضل من الهاشميين الذين يتمتعون بنفوذ ديني بين القبائل البدوية،فكان أول إتصال للورنس بهم،ووعدهم بعرش الحجاز وباقي بلدان العرب في حال ثورتهم على العثمانيين،وفعلا ثاروا على العثمانيين وطردوهم من الجزيرة والشام . كان آل سعود يراقبون الوضع عن كثب فاغتنموا الفرصة و حدث صراع بينهم وبين الهاشميين من أجل عرش الحجاز،بريطانيا لم تف بوعدها وخذلت الهاشميين وبدل أن تقف معهم وقفت مع آل سعود ومولتهم بالمال والسلاح حتى بالمقاتلين ومنهم المدفعي شكسبير.كان لورنس من أقرب الأشخاص إلى ابن سعود وكان ظله ويقضي معظم وقته في داره. في أحد المعارك بين الهاشميين وآل سعود ،هرب آل سعود من المعركة وتركوا شكسبير الذي كان منشغلا بتصليح المدفع فأمسكه الهاشميون وجزوا رأسه، فعاتبت بريطانيا آل سعود فقالوا لها إن شكسبير لا يعرف قواعد حرب الصحراء وهي إهرب اليوم وهاجم غدا.وبسبب الدعم البريطاني إنتصر آل سعود.ولكي ترضي بريطانيا الهاشميين إقتطعت جزء من فلسطين وسمته إمارة شرق الأردن وأتت بأحد الهاشميين ونصبته أميرا عليها ثم أتت بآخر وهو فيصل ونصبته ملكا على سوريا وعندما احتلت فرنسا سوريا ولبنان هرب فيصل إلى الحجاز.كانت مس بيل في بغداد هي الحاكم الفعلي للعراق ،فجرت إتصالات بينها وبين لورنس واتفقا على تنصب فيصل ملكا على العراق.قتل لورنس في حادث دراجة في اسكتلندا في الثلاثينات،وشارك في تشييعه شرشل الذي قال ليس هناك شخص قدم خدمة لبريطانيا مثل لورنس،وشارك في التشييع الكثير من زعماء أوربا.في مذكراته أعمدة الحكمة السبعة يذكر لورنس الكثير مما ذكر سابقا ومما قاله:فقدت رجولتي من أجل بريطانيا.ما زال إلى اليوم آل سعود يدفعون التعويضات لقبائل الهاشميين مقابل مبايعتهم لآل سعود على عرش الحجاز.وهكذا نصبت بريطانيا ملوكا وأمراء على الحجاز والشام والأردن والعراق