في إصلاحات العبادي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
مصطفى زين
طالب رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي &"الحشد الشعبي&" بالتصدي لـ &"مؤامرة&" تحاول القضاء على &"العملية السياسية&"، متهماً أطرافاً لم يسمها بالضلوع في هذه المؤامرة. لكن أي متابع للشأن العراقي يعرف أن &"المتآمرين&" هم أنفسهم الذين أطاحوه من الحكم، ولم يتيحوا له تجديد ولايته مرة ثالثة، بحجة أنه طائفي ويحمي الفاسدين، ويتفرد في اتخاذ القرارات. وهي التهم ذاتها التي تكال للعبادي الذي خلفه وطرح حزم إصلاحات يعرقل تنفيذها المستفيدون من &"العملية السياسية&" ومن الوضع القائم، وهم موزعون على كل الطوائف والمذاهب.
&
فعلى رغم ضحالة هذه الإصلاحات وعدم مسها بجوهر الواقع السياسي القائم على المحاصصة منذ الإحتلال الأميركي عام 2003 يجد هؤلاء المستفيدون أنفسهم مستهدفين بها. وواقع الأمر أن العبادي يحاول إنقاذهم من الدرك الذي وصلوا إليه بفسادهم وعدم اهتمامهم وفشلهم في إدارة البلاد من دون أن يمس مصالحهم أو مواقعهم.
&
من المآخذ على العبادي أنه لم يلتزم &"ورقة التفاهم السياسي&" التي وافق عليها وأتت به رئيساً للوزراء. وهي ورقة تظهر مدى ضحالة المخيال السياسي لهذه الطبقة الحاكمة، ومدى تمسكها بـ &"إنجازات الإحتلال&". فهي تطالب رئيس الوزراء بإقرار قانون الحرس الوطني، أي تشريع ميليشيات سنية مقابل الميليشيات الشيعية، ودعم المحافظات السنية في محاربة &"داعش&"، وبقانون للأحزاب لم تحدد مواصفاته. وزيادة حصة السنة في المناصب الحكومية. ونقل صلاحيات الكثير من الوزارات إلى المحافظات. وتصحيح العلاقة مع الأكراد. وتحرير الأنبار.
&
هذه باختصار بعض المطالب التي وافق العبادي على تحقيقها شرطاً لتعيينه رئيساً للوزراء. وهي شروط من باب المماحكة السياسية، وليست إصلاحاً للنظام، فضلاً عن أنها وصفة لتقسيم العراق، فإذا طبقت تصبح لكل طائفة جيشها وموازنتها ومرجعيتها المحلية والإقليمية، وتتحول المحافظات إلى أقاليم متناحرة تغرق في حروب لا نهاية لها، خصوصاً أن لـ &"داعش&" وغيرها حاضناتها، مثلما لـ &"الحشد الشعبي&" حاضناته.
&
يرد العبادي على اتهامه بعدم تطبيق &"الورقة السياسية&" أنه أنجز أكثر من خمسين في المئة منها، ويقول إنه أقر النظام الداخلي لمجلس الوزراء، وعدل في المناصب في وزارة الدفاع، وزاد حصة السنة من هذه المناصب من 18 إلى 22. وأقر قانون الحرس الوطني وغيره الكثير وأحالها على البرلمان الذي يتلكأ في المصادقة عليها. والواقع أنه يلعب لعبة المالكي ذاتها، فقد أحال هذه &"المنجزات&" على المشرعين، وهو يعرف أنها لن تمر بسبب الخلافات العميقة بين هؤلاء الغارقين في الفساد والمحسوبيات.
&
كل الوقائع تشير إلى أن العبادي لن يستطيع تطبيق إصلاحاته بسهولة، على رغم دعم المرجعية والولايات المتحدة، وهو يراوح مكانه. ويتعرض لـ &"مؤامرات&"، طالما تعرض لها سلفه الذي أطيح من منصبه بسبب موقفه المتعاطف مع النظام السوري، وليس بسبب رفضه إجراء الإصلاحات المطلوبة. فهي إصلاحات لتحسين واقع المحاصصة ولا تتجاوز هذا الأمر.
&
سيبقى العبادي في منصبه، سواء نفذ ما وعد به من إصلاحات أو لم ينفذ، طالما أن سياسته الخارجية منسجمة مع توجهات واشنطن. أما معالجة الفساد الذي ينخر الدولة والمجتمع ففي حاجة إلى تغييرات جذرية لن يستطيع المختلفون على الحصص إنجازها.
&
التعليقات
خلط الاوراق
حسين -يبدو ان الكاتب ، حاول ان يخلط الاوراق . الفساد المستشري ، ليس سرا واصبح طافيا على السطح ، والعمل جار اما لمحاربته ووضع حد له او على الاقل ايقاف حالة التدهور منه. اما من جاء بالعبادي رئيسا للوزراء ليس الاتفاق السياسي، لان كتلته ، التحالف الوطني ،لديها الاغلبية اي اكثر من 180 مقعدا في مجلس النواب اما ورقة الاتفاق السياسي فهي لتكون المشاركة في الحكومة للجميع ، وليس للسنة فقط ولكن للكرد والمسيحيين والايزيدية والصابئة ، الذين لم يذكر وجودهم الكاتب . والقرارات الاخيرة التي اتخذها العبادي جاءات بناءا على مطالب المتظاهرين والمرجعيات الدينية الشيعية والسنية ، التي ايدت قراراته ، ولم يشر اليها الكاتب . والشيء الاخر والغريب ان الكاتب خلط بين الحشد الشعبي واسماه مليشيات، وبين مجموعة الارهاب الداعشي ، ونسي ان الارهابيين يدمرون ويقتلون ويذبحون ويهجرون ويغتصبون ويفجرون البشر ويعدمون يوميا العشرات ، وان الحشد الشعب ورجال العشائر معهم ، يقدمون انفسهم والغالي والنفيس لتحرير المدن التي اغتصبها الارهابيون القتلة في نينوى والانبار وصلاح الدين وديالى . ويعيدون اهليها اليها معززين مكرمين كما حدث في تكريت والعلم والدور وسامراء وجرف الصخر وغيرها ، وان الخلط لديه ساوى بين حاضنات الارهابيين للقتل والذبح والتدمير وبين حاضنات الحشد الشعبي ورجال العشائر لتحرير ارضهم والدفاع عن عرضهم . ونسي الكاتب من اغتصب الالاف في الموصل وسنجار وتلعفر وفي سهل نينوى . الان ياتينا الكاتب ليتقول على الاخرين بحجة الفهم والدراية . العالم يصرخ للعمل المشترك للقضاء على الارهابيين الدواعش والكاتب يساويهم مع الحشد الشعبي . ومن جاء بالعبادي ايها الكاتب صناديق الاقتراع ، دعم امريكي للعراق موجود ولكن كيف ؟ مثلما ان الدعم الامريكي موجود للكثير من الدول العربية من المغرب الى الخليج وتعرفها ايها الكاتب الذي خلط الاوراق او خلط التفكير لديه؟؟؟