جريدة الجرائد

مائة عام من الفشل

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

سمير عطا الله

أولاً هذا التصحيح. ورد في مقال أمس أنني أتمنى &"سنة أمنية&" للجزائر. والصحيح &"سنة آمنة&" وأبعد الله السنوات الأمنية عن الجميع. دخلنا 2016. مائة عام على اتفاقات &"سايكس &- بيكو&". خرجنا من الحكم التركي ممزقين مشلعين مثل الإمبراطورية، ودخلنا حكم الاستعمار الأوروبي. أعيد تركيب الخريطة العربية وفقًا لإملاء المصالح، ووضع في قلبها مأساة فلسطين.


تصرفت بريطانيا وفرنسا على أن العالم العربي مجموعة أطيان أعطيت لهما، مشرقًا ومغربًا. هذه السنة 60 عامًا على السويس: في تلك الحرب، التي وقفت فيها إسرائيل إلى جانب الدولتين، أدركت أوروبا أن المرحلة الاستعمارية في الشرق بدأت في الزوال. تبع السويس حرب الجزائر والمغرب وتونس. وظهر مناضلون مؤسسون مثل محمد الخامس والحبيب بورقيبة وأحمد بن بيلا. وأدى ذلك لاحقًا إلى موجة تحرر في أفريقيا وحول العالم. وبقيت فلسطين تخسر المزيد.


الدولة العربية التي نتجت عن &"سايكس &- بيكو&"، بدأت في الانهيار. أحلام الوحدة الكبرى تحولت إلى يأس الوحدات الصغرى. حروب فلسطين انتهت إلى احتلالات إضافية، من القدس إلى الجولان. وتولى الفلسطينيون أنفسهم، طبعًا بمساعدة الأشقاء والأصدقاء، شق ما ليس محتلاً من الأرض، محاطًا بالمستعمرات.


قاتلنا من أجل الاستقلال ولم نستطع الحفاظ عليه: في العراق يقاتل الإيرانيون والأميركيون لاستعادة أرض الدولة وسيادة العاصمة، وفي سوريا يتصرف فلاديمير بوتين كأنه وزير الدفاع. احتفال لبنان بعيد الاستقلال أصبح ملغيًا لأن لا رئيس يرعاه أو يلقي كلمة العيد. الرئيس اليمني خارج عاصمته، يقاتل من أجل استعادتها. ليبيا تبحث عن إدريس يعيد توحيدها، وعن جيش يضب جيوشها عن الناس والأرزاق.


قسمنا &"سايكس &- بيكو&" إلى دول، لكننا أخفقنا في إقامة الدولة. أنهكنا شعوبنا بالسياسات الاقتصادية الفارغة وبالتأميمات وبالانقلابات وبالهزائم. دول أنهر وتشكو من الجفاف. وعواصم كبرى بلا كهرباء ولا مياه. وملايين الولادات يسابقها خصب البطالة وأطفال الشوارع.


تحررنا من الاستعمار لكننا لم نتحرر من أنفسنا. أعطينا حق وحرية الانتخابات ففاز الأستاذ توفيق عكاشة بأعلى الأصوات في مصر. وكاد يصبح رئيسًا لمجلس الشعب لو لم يكتشف أن مصر لا تستحق قيمه ولا بد من اللجوء إلى بلد مثل ألمانيا. قبل مائة عام كانت مصر في ذروة نهضتها الصحافية والثقافية والفكرية، كانت الناس تقترع لسعد زغلول.


نحن أمة تترحم على ماضيها وتبكي عليه. كلما مرت مناسبة بكينا من ذكرى حبيب ومنزل. لا. لن نبكي على &"سايكس &- بيكو&". البلدان مفروشة بالضحايا. وكذلك الدول.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ماذا عن كوردستان
الباتيفي -

اين العدل حتئ في الكتابه انم لا تعتدلون وطن مساحته اكبر من فلسطين بعشرات المرات شعب يفوق عدده شعب فلسطين والكويت ولبنان والبحرين وقطر والامارت وربما عمان ايضا اصبحو من اكثر الذين ظلمو بسبب اتفاقيه سايكس بيكو وها هي تركي تلقي كل سياسي يدعو الئ حكم ذاتي في السجن بتهمه الخيانه للدستور في فلسطين اذا طلب عرب اسرائيل باي شئ وخرجو في تضاهرات سلميه ولم يستخدمو العنف فانهم لا يتعرضون لهم واللغه العربيه معترف بها ويرفع علم فلسطين او قطر او اي دوله معاديه لا سرائيل فانهم لا يسجنون باي تهمه اما في تركيا فهي بالعكس كلمه كوردستان تبدو مثل حيازت ممنوعات اين هي العدله في ايران شباب الكورد يعلقون في الاعمده لانهم سنه وكورد في سوريا يقتل الارهاب يوميا الكورد لانهم بنضرهم كفره بعد عذاب لعقود طويله ومعانات مع البعث الفاشي وفي العراق يعاني الاقليم من حصار اقتصادي وضغوط سياسيه من قبل ايران والعراق وتركيا ويتعرضون لحرب وارهاب من قبل داعش احفاد البعث الفاشي الذي استخدم كل وسائل القتل الجماعي من اسلحه كيميائيه ومقابر جماعيه وتهجير وحرق 5000 قريه وبلده لانهم كورد يطالبون بحكم ذاتي انتم توثقون لماسي الشعب الفلسطيني يوم بيوم منذو انشاء اسرائيل علئ ارضهم ومعكم بقيه وسائل الاعلام العالميه اما نحن فلا شئ قبيل ذالك ممنوع لكي لا يتم احداث شروخ في الوحده العربيه والاسلاميه عندما يتذكر اي شخص ويقول بان الكورد هم اكبر ضحايا الاستعمار الغربي وبعدهم الفلسطينين فانه بنضركم فقد كفر ويجب ذبحه وهو حلال مثلما يفكر الطاغيه الجديد القديم اردوغان فمتئ ستعدلون ولو بكلمه حق يا اخوتنا في الاسلام يا عرب ام ان الاسلام والدين عندكم يختلف عما نعرفه من عدل ورحمه ومساوات في التعامل بين الناس سبحان الله في طبعكم العجيب