جريدة الجرائد

من حرّر الرمادي؟

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الياس حرفوش

وعد رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، بأن يكون هذا العام 2016 عام نهاية تنظيم &"داعش&". قال ذلك خلال زيارته مدينة الرمادي بعد تحريرها أوائل الأسبوع الماضي من قبضة التنظيم الإرهابي الذي استولى عليها في أيار (مايو) الماضي.

&

من حيث المبدأ، كان يفترض بعملية التحرير هذه أن تعزز معنويات قوات الأمن العراقية التي شاركت فيها، وأن تشكل مدخلاً لتحرير بقية المدن والمناطق العراقية من سيطرة &"داعش&"، وعلى الأخص الفلوجة والموصل، ثانية مدن العراق، التي سيطر عليها &"داعش&" في حزيران (يونيو) 2014 وألقى فيها أبو بكر البغدادي خطبته الشهيرة معلناً نفسه من مسجدها &"خليفة للمسلمين&".

&

غير أن تحرير الرمادي فتح الباب أمام جدل واسع بين مختلف المكونات العراقية حول: من يجب أن يعلّق على صدره وسام التحرير؟ وفي الوقت الذي أكدت الحكومة العراقية أن قواتها بالتعاون مع جهاز مكافحة الإرهاب وبدعم من غارات المقاتلات الأميركية التي تستهدف مواقع &"داعش&" في العراق وسورية، هي التي نجحت في النهاية في تحرير الرمادي، انبرى قادة &"الحشد الشعبي&" لتأكيد مشاركتهم في العملية، معتبرين أن عناصرهم جزء أساسي من القوات العراقية، وأن دورهم في هذه العمليات هو دور وطني، وليس طائفياً أو مذهبياً. وذهب أحد قادة &"الحشد&" إلى القول إن مشاركتهم كانت أساسية في قطع طرق الإمداد عن التنظيم، واصفاً دورهم بأنه &"أدى إلى قطع رأس الحية، فيما قامت القوات العراقية بدفنها&".

&

غني عن القول إن جدلاً من هذا النوع يعكس حال التفكك الذي يعيشه العراق اليوم، حيث الأولوية ليست، في نظر البعض، لتحرير البلد واستعادة سيادة الدولة على شعبها ومختلف مناطقها، بل هي، في نظر هؤلاء، لمن يكسب الحصة الأكبر في عملية التنازع الطائفي ومعارك المحاصصة القائمة. هذا التنازع هو الذي أدى منذ البداية إلى انهيار الدولة العراقية، وأتاح المجال لتنظيم مثل &"داعش&" أن يخترق النسيج الوطني، وهو ما ثبت عندما تعرضت القوات العراقية لهزيمة مدوية كانت أشبه بالفضيحة، وانتهت بانسحابها من الموصل، بأوامر من نوري المالكي، رئيس الحكومة آنذاك، إذ شعرت الوحدات الموجودة في الموصل بأنها غير مسؤولة عن حماية المدينة والدفاع عن أهلها.

&

في هذا المناخ الطائفي، يصبح تحرير الرمادي ورفع العلم العراقي من جديد فوق مؤسساتها الحكومية مجرد عملية رمزية تهدف الى رفع المعنويات الحكومية، وربما الشعبية في تلك المناطق. لكن ما هو أهم من استعادة المدينة سوف يكون استعادة أهلها الذين شُردوا نتيجة الحرب، وإعادة إعمار المنازل التي تهدمت والبنية التحتية التي دُمّرت.

&

باستعادة الرمادي من قبضة &"داعش&" تشعر عشائر الأنبار أنها تستعيد قرارها وحرية حركتها في مناطقها. وهو ما كانت محرومة منه في ظل سيطرة جماعة البغدادي. ومن حق هذه العشائر الآن على حيدر العبادي وحكومته أن تعاملها بغير ما تمت معاملة أهل تكريت بعد استعادتها في نيسان (أبريل) الماضي، فأبناء الأنبار كانوا مغلوبين على أمرهم مرتين، مرة على يد حكومة بغداد، التي يفترض أنها حكومتهم أيضاً، لكنها تعاملت مع أبناء العشائر على انهم متهمون إلى أن يثبتوا العكس، ومرة على يد عصابات &"داعش&" التي اعتبرت العشائر ورقة في يدها للمساومة أو لممارسة النفوذ.

&

وما لم يشعر أهل الأنبار بأن الانتصار على &"داعش&" هو انتصار لهم أيضاً، فستبقى معركة استعادة الفلوجة معركة صعبة، ناهيك عن المعركة الأصعب في الموصل، حيث التحدي الأكبر للدولة العراقية بسبب المساحة الكبيرة للمدينة وعدد سكانها الذي يفوق المليون ونصف المليون عراقي، يمكن أن يحولهم &"داعش&" إلى دروع بشرية، كما حاول أن يفعل بأهل الرمادي. هناك حاجة الآن أكثر من أي وقت لاستعادة ثقة السنّة في العراق بدولتهم وبمؤسساتهم، ليقفوا إلى جانبها في المعركة التي وعد بها حيدر العبادي لهزيمة &"داعش&" هذا العام.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
محاولة تفرقة فاشلة
حسين -

تحرير مدينة الرمادي وقبلها تكريت وبيجي وجرف الصخر والعلم والدور وسامراء والاسحاقي وطوز خورماتو، وانشاء الله تحرير الفلوجه والشرقاط والقيارة وصولا الى تحرير الموصل من اغتصاب الارهابيين القتلة والمجرمين لها ، يثير حساسية لدى العديد ممن يحاولون ذر الرماد في العيون ، ويثيرون التفرقة بين مكونات الشعب العراقي ، انهم فاشلون في اظهار الحقيقة التي قد تكون مرة عليهم ومن الصعب عليهم استيعابها، وكانهم يرتاحون لعراق مدمر يسوده عدم الاستقرار. ليس سرا ، وقد اعلن على الملا في العراق وعلى محطات التلفزة ، مشاركة كل مكونات الشعب العراقي في تحرير المدن ، بقيادة الجيش وقوات مكافحة الارهاب والشرطة ورجال العشائر والمتطوعين من الحشد الشعبي والبشمركه ، جميعا ساهموا في تحرير كل تلك المدن ، واعادة سكان المدن المحررة لها يتم تباعا بعد فحصها ، من كونها غير مزروعة بالمتفجرات ، خوفا على حياة الاهالي ، وفحص آلاف البيوت والمباني والمدارس والمؤسسات المدنية الاخرى يحتاج الى جهد كبير جدا ، يحتاج الى وقت ومعدات كثيرة ... لهذا يتم الفحص بشكل هاديء وتدريجي واي حي سكني مع ما فيها من مبان مدنية ، يتم فحصه والتاكد من خلوه من العبوات والمتفجرات ، يسمح لسكانه العودة ، وهذا ما تم في تكريت والعلم والدور وسامراء والاسحاقي وغيرها .... لماذا يحاول بعض الكتاب ، والمتمنطقين والمتطفلين والمزورين للحقائق والمرضى نفسيا ، التجني على الشعب العراقي ؟ لماذا لم تلاحظوا ما يدور في بلدان اخرى ، في اليمن وفي سوريا وفي مصر وفي السعودية وفي البحرين ، لتملأوا صحفها بمقالاتكم الفاشلة ، فقط تحاولون تشويه الصورة عن العراق الذي يحاول شعبه ، ومنذ اكثر من عقد ، القضاء على الارهاب المستورد والمدعوم عربيا واقليميا؟؟؟ سيصاب كل اولئك المرضى بالام فكريه قد تصل بهم الى الجنون ، عندما سيصل العراق الى نهاية المطاف في القضاء على الارهاب ، ويعود اولئك المجرمون الى بواطن من ارسلهم واحتضنهم ومولهم ودعمهم ، ليبثوا سمومهم عليهم ... وان غد لناظره قريب انشاء الله

الحرافيش
جبار ياسين -

مقال طائفي ، صدامي ، داعشي . المقال محمل بالرغبة في انتصار داعشي وينضح بما هو عروبجي متخلف والعربنجية صفة غير حميدة .

من حرّر الرمادي؟
من -

غير محرر