جريدة الجرائد

سؤال بسيط عن الإرهاب

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

داود الشريان

سُئل الرئيس باراك أوباما في إحدى مقابلاته عن المدة الزمنية التي تستطيع فيها أميركا القضاء على ما يسمى &"داعش&"، فأجاب: &"نحتاج إلى عشرات السنين، وربما ثلاثين سنة&". هذه الإجابة تلاها تشكيك أميركي بتصريح لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قال فيه: &"عام 2016 سيكون بلا داعش&". أصرف النظر قليلاً عن أميركا والغرب، وإيران، والأيديولوجيا التي تحرك هذه الجماعة الإرهابية، واتهامات التمويل والدعم للتنظيمات الإرهابية، المتبادلة بين الدول.

&

هل تصدّق أن كل دول العالم الكبرى، تتحالف وتسخّر كل ترسانتها العسكرية الجبارة لمحاربة تنظيم لا يملك قوة عسكرية تذكر، وعلى رغم ذلك يكبُر ويتمدد؟ لا نريد أن نبدأ بالاستناد إلى نظرية المؤامرة، فهذا المنهج سيمنعنا من طرح الأسئلة التي ينبغي أن تُطرح. لا بد في البداية من أن نسأل عن هدف هذا الإرهاب، وإن شئت ماذا يريد أن يحقق في نهاية الأمر. من العبث تصديق أن تلك التنظيمات وعلى رأسها &"داعش&"، تريد معاودة الخلافة الإسلامية، فالمقدمات لا تشي بأن المسلمين، فضلاً عن غيرهم، سيقبلون بهذه الخلافة التي تمارِس كل هذا العنف والوحشية. هذه خرافة وتصديقها جنون.

&

هذا الإرهاب له أهداف سياسية، ليس بينها تأسيس خلافة إسلامية، إذاً ما هي هذه الأهداف؟ لفهم لغز الإرهاب لا بد من قراءة المستقبل السياسي لهذه المنطقة في ظل ما يجري. بهذا نستطيع البدء بفك طلاسم هذا اللغز، أو ربما الاقتراب من وضع تصور للأهداف السياسية للأعمال الإرهابية التي تشعل منطقتنا والعالم. هل يمكن القول إن هدف الإرهاب هو جعل الدين العدو الأول للشعوب العربية والإسلامية، وبقية العالم؟ لماذا أصبح اسم الإرهاب الجديد &"الدولة الإسلامية&"؟ هل الهدف هو تفجير الإسلام من داخله؟... وتكريس الحشد المذهبي والعرقي بين شعوب المنطقة؟ وتمزيق العلاقات التاريخية بين المجتمعات؟ وتالياً لكل حادث خطة وحديث؟ مَنْ هي الأطراف التي ينفّذ الإرهاب أهدافها؟ هل الإرهاب وسيلة جديدة لتحقيق ما يسمى &"الفوضى الخلاّقة&"؟ هل يجوز القول إن أصحاب هذه الفوضى هم مَنْ صنع تنظيم &"داعش&" ويحرّكه، على رغم أنهم طامحون دوماً للسيطرة على المنطقة؟ وإذا صح أنهم صنعوا &"داعش&" وسهّلوا لبعض الدول تمويله واستخدامه، ألا يمكن أن ينقلب السحر على الساحر، فيعجزون لاحقاً عن استعادة زمام السيطرة على المنطقة؟ السؤال الذي يبحث عن إجابة: ماذا يريد صانع الإرهاب في نهاية الأمر؟

&

الأكيد أن الإرهاب الراهن صناعة دول جبّارة. والأكيد أيضاً أن صانع الإرهاب نجح في إحاطة مشروعه بغموض لا يقل في خطورته عن وحشية هذا الإرهاب، إلى درجة انه جعلنا نؤمن بأننا مسؤولون عنه، وبأنه صنيعتنا، فاستبدلنا الجدل حول ديننا وقيمنا وتراثنا، بالأسئلة الحقيقية التي يجب أن نطرحها حتى نصل إلى فك طلاسم هذا الكابوس.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
صلاح الدين في طريقه اليهم
عبدالله العثامنه -

قلتَ في مقالك (لفهم لغز الإرهاب لا بد من قراءة المستقبل السياسي لهذه المنطقة في ظل ما يجري ) نعم الفهم الصحيح الذي يعطيك نتائج طيبه هو قراءة مستقبل المنطقه الذي يستدعي بديهة قراءة أفكار الخصوم لذا تجد كثيراً من المحللين السياسين لا يستطيعون الوصول الى كنه الحقيقه لأنهم لم يبنوا تحليلاتهم على هذا الأساس ولم يتجرأوا على قراءة الأفكار على أساس أنها ضرب من الشعوذه التي لا أصل لها !! برغم أن قراءة مستقبل الأمه هو نفسه ضربٌ من الخيال المُتوقع ،،، كل الأسئله التي طرحتَها أجبتُ عنها في تعليقات سابقه بأساليب متنوعه،، ، قراءة مستقبل الأمه وقراءة افكار الخصم المبنيه على معطيات سابقه لطبيعة مسلكه وتصرفاته وانفعالاته تنبيك عن احداث ستحصل قبل حدوثها لذا كنتُ من أوائل المُحذرين من داعش حين ظهر رغما أنه لم يكشف عن طبيعته في ذلك الحين،، نجح الخصوم في حصر الارهاب بداعش فالكل يتكلم عنه ولا يتكلم عن خمسه وخمسين فصيلاً شيعياً عراقياً وفصائل اخرى افغانيه وباكستانيه ولبنانيه وايرانيه يزيد عددها مجتمعة عن الثمانين فصيلا يعيثون في الأرض فساداً،، ونجحوا في فبركة داعش على أساس أنه تنظيم سُني وهو في الحقيقه "تنظيم شيعي" بالتالي ألصقوه بنا فحوصرنا به وهذا ما حدث (كانوا ينتظرون كلمة من المغفور له الملك عبدالله بن عبد العزيز يدين فيها الارهاب ويعلن الحرب عليه فقالها وتلقّفوها فكان تحالف كوباني)،،لاحظ: خطتهم تنص على أن تكون دائماً في موضع المُتهم الذي يجب أن يدافع عن نفسه وحين تبدأ وتُعلن دفوعاتك يستغلوا الموقف بخطط موضوعه مسبقاً ومُعده اعداداً جيداً،،، سألتَ سؤالاً خطيراً :( ألا يمكن أن ينقلب السحر على الساحر، فيعجزون لاحقاً عن استعادة زمام السيطرة على المنطقة؟) الاجابه نعم نعم لأنهم أغبياء فكل مكائدهم واحتيالهم ومجازرهم الحمقاء التي تراها عباره عن حروب استباقيه محكومه بالخوف من القادم،، أغبياء أغبياء أغبياء يستدعون صلاح الدين من جديد،، والله العظيم انهم يستدعون صلاح الدين ،، وقريباً سترى قريباً .

اعلى الخيل لي انا وحدي
o/ottonnoh -

..لزمننا؛انهت الربيبة موسمها عسيرا في الوان غير متباينة وريح غير مخرش،وزعت البدرة على الزرافات،بعضها مبكرا؛ظهرت النتائج باكثرية تحاشتها الحشرات؛احسنه الربيبة عن اليمين وفي الشمال اراني الغريب على طبيعتي المجهزة سلفا مند السنة؛تطابقت مكتسباتي سوى الدوق؛تلك الخضر ،وهده الفاكهة والبقول تحشو دوقي احبارا ورنينا،وفي الصراف رقصات فواصل الساعة الالكترونية.اجتث جماح 20بخاري في نابض قدرته 62غرام.

مادام انتم بهذه العقلية
............... -

في البداية لابد ان اعترف اني معجب بالأستاذ داود الشريان و اتابع كتاباته و لكن هذه المرة انا لا اتفق معه بتاتا و لم اكن اتوقع ان اقرأ له ما كتبه في هذه المقالة و هو المعروف عنه انه كاتب موضوعي . اولا يجب وصف الإرهاب بالإسلامي تحدبدا . لأن لا يوجد ارهاب اخر يقتل الناس باسم الدين غير اسلامي , ثم انتم اذا بقيتم في العقلية هذه بالتنصل من مسؤولية كل السوء الموجود فيكم و المنبثق من نصوص الكراهية في دينكم و من تراثكم الذي ليس سوى سلسلة من الغزوات و المتأسس على الإرهاب و القاء تبعة ارهابكم و سيئاتكم على الغير فسيستمر الإرهاب الإسلامي بحصد الاف ألأرواح الى ما شاء الله و الى ان يظهر بينكم رجال شجعان حكيمين لا يخافون من هيجان ابناء دينهم المخدرة عقولهم بالأفيون و يقولون لهم الحقيقة و يفتحون عيون شعوبهم المغيبة على ما في دينهم من تحريض على البغضاء و الكراهية و التشجيع على القتل و الذي هو الأساس الذي تاسست عليه داعش و القاعدة و هذه النصوص هي النبع الذي يرتوي منه الإرهابيين و تلهمهم للقيام باعمالهم . و حتى لو سلمنا بنظرية المؤامرة التي انتم مولعون بها دون الشعوب الأخرى ( و لن ترضوا انتم على اليهود و النصارى و لا على كل الناس الغيرمسلمين حتى لو شعلوا لكم اصابعهم العشرة شموع فلن ترضوا عنهم هذاالغرب فتح لكم ابوابه على مصراعيها و لا زلتم تتهمونه بانه يتآمر عليكم و حول الكنائس الى مساجد و تقولون عنه انه يحارب الإسلام ) و ان امريكا و الغرب هي المسؤولة عن صنع داعش فأمريكا لن تستطيع ارغام مسلم واحد على الإنضمام لداعش او القاعدة ما لم يوظفوا ايات الكراهية و يستخدوها لإقناعه للإلتحاق بصفوف داعش . كفى تضحكون على انفسكم وتبحثون عن سبب خارجي . فتشوا في دواخلكم و دواخل عقيدتكم و يجب ان تعرفوا ان كراهية كل من ليس مسلما التي ترضعونها لأطفالكم و تلقنونها لتلاميذ المدارس ابتدائيتكم هي ثقافة مدمرة تحرق العالم وتحرق كل من يؤججها . في كل ألاديان يوجد ناس فقراء و ناس اميين و حكام دكتاتوريين و امريكا تبحث عن مصلحتها و لها عداوات مع روسيا و الصين و حتى اليابان و امريكا و الهند لكنها لماذا لم تخلق منظمات ارهابية صينية او يابانة او روسية او هندية ليقتلوا ابناء شعوبهم و يقتلوا الأجانب لماذا فقط تخلق منظمات اسلامية ؟ لماذا فقط المسلمون هم الذين يقتلون الناس الأبرياء في المقاهي و المسارح ؟ السب