جريدة الجرائد

العراق بوابة العرب الشرقية

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

&عبد الله بن عبد الكريم السعدون&

تعرّض العراق خلال السبعين سنة الماضية لشتى أنواع المؤامرات الداخلية والخارجية، فمنذ قيام إسرائيل والعراق على قائمة الدول العربية التي يجب إضعافها، بل وحتى تقسيمها، فقد كان العراق في النصف الأول من القرن العشرين من أغنى الدول وأكثرها قدرة على النهوض والتقدم، وقد كان في عهد النظام الملكي واحة حب وتآلف للجميع، ليس للمسلمين واختلاف مذاهبهم فقط، لكن للأديان الأخرى أيضا، فقد كان في العراق على سبيل المثال حوالي مئة وعشرين ألف يهودي من ألمع التجار والعلماء والأدباء والمحامين، لكن إسرائيل التي تكونت حديثاً وبحاجة ماسة إلى المهاجرين وكعادتها أوكلت مهمة تهجيرهم إلى مسلمين متطرفين قاموا بتفجير منشآتهم وأنديتهم وبتخطيط من منظمات صهيونية يتزعمها مناحيم بيغن وغيره، ما جعلهم يتخلون عن الجنسية العراقية في عام 1950 ويذهبون إلى فلسطين ومعهم أموالهم وخبراتهم ليصبحوا أفضل المهاجرين والداعمين للعدو المحتل، ولم تتوقف المؤامرات التي يخطط لها وتنفذ بأيدي أبناء البلد وأسوأها الانقلابات العسكرية التي اتخذت من الدكتاتورية والبطش سلاحاً للقضاء على المعارضين، ومن أسوأ ما أصاب العراق قيام الثورة الدينية الخمينية بجواره وإصرارها على تصدير الثورة لتصبح العراق وجهتها الأولى، ثم قيام صدام حسين بحرب معها امتدت ثماني سنوات قضت خلالها على أهم مقدرات العراق البشرية والمالية، ولتنهي حرب تحرير الكويت، ثم الغزو الأميركي للعراق ما تبقى من قدراته وكل مقومات القوة عنده.

&

العراق هو بوابة الوطن العربي على إيران، وهو الجبهة التي تنطلق منها إيران إلى سورية ولبنان، ولذا لا بد من مساندة العراق عربياً وتسليط الضوء إعلامياً على عروبته وإبراز دور المعتدلين من أبنائه سنة وشيعة،

على أن أخطر ما واجه العراق بعد الغزو هو دستوره الطائفي وقادته الطائفيون الذين سلم المحتل لهم القيادة، ما جعل البلد مقسماً بين سنة وشيعة وعرب وأكراد، لتجد إيران ضالتها فتدخلت في كل كبيرة وصغيرة في الشأن الداخلي للعراق فعلا صوت الطائفية والمذهبية على الوطنية، ووظفت آلتها الإعلامية لتعزيز دور المرجعيات الشيعية التابعة لها، وتوهم الفرد العراقي الشيعي البسيط أنها جاءت لتحميه وتعيد له عزته ونفوذه وحريته، أما الأكراد وهم لا يقلون خطراً على وحدة العراق من إيران فقد سعوا لتأسيس دولتهم الخاصة بهم وإحياء حلم الدولة الكردية.&

واليوم بدأ العراق يعي حجم المؤامرة التي حيكت ضده بكل دهاء، لقد وعى أنه لا خلاص له إلا بالعودة إلى محيطه العربي، وقد رأينا ذلك في مفاجأة تصويت العراق مع بقية الدول العربية في استنكار مهاجمة السفارة السعودية في طهران وهو إجماع عربي لم تشذ عنه سوى لبنان المغلوبة على أمرها، وهذا التوجه العربي من العراق بحاجة إلى دعم وتشجيع من دول مجلس التعاون بشكل خاص والدول العربية بشكل عام ومن ذلك ما يأتي:

&

أولاً. الاقتصاد هو العامل الأهم في توجه العراق واستقراره، ومع نزول أسعار البترول إلى هذا المستوى واستمرارها قد لا تتمكن الحكومة العراقية من دفع مرتبات الملايين ممن وظفتهم حكومة رئيس الوزراء السابق المالكي على أسس طائفية، ما يعني التخلص من هذه الأعداد والعودة إلى التنمية المستدامة، وهنا لا بد أن يبحث العراق عمن يساعده، فهل يستمر مع إيران أم يتوجه إلى الدول العربية القادرة على مساعدته ومنها دول مجلس التعاون؟&

وهنا يجب أن يبنى التعاون على أساس الربح لكل طرف حتى يستمر التعاون، ومنه التعاون السياحي بحيث تشجع السياحة الدينية إلى النجف في العراق بدلاً من مشهد في إيران، وقد أحسنت المملكة بفتح سفارة لها في بغداد، ولعل بقية دول مجلس التعاون تحذو حذوها لتركز على الجوانب الاقتصادية والثقافية التي يستفيد منها الإنسان العراقي.

&ثانياً. الجانب الثقافي لا يقل أهمية عن الجانب الاقتصادي، فقبل الثورة الإيرانية لم يكن في العراق فرق بين السني والشيعي، بل كانت المصاهرة والمجاورة والزمالة، ولا أدل على ذلك من وقوف كل أبناء الشعب العراقي في وجه الجيش الإيراني خلال سنوات الحرب العراقية - الإيرانية، فقد كان في كل بيت شيعي شهيد أو معاق، ويعرف ذلك من الأعلام السوداء التي كانت تعلق في مقدمة البيوت، ولهذا لا بد من تكثيف التعاون مع المراجع الشيعية العربية المعتدلة من أمثال آية الله السيستاني وجعلها بديلاً عن المراجع الفارسية وتكثيف الإعلام العربي بكل قنواته لإبراز دور المعتدلين من الطرفين (الشيعي والسني) ليس في العراق وحده، بل وفي كل دول مجلس التعاون، فلا شيء يغيظ إيران وغيرها من متطرفي السنة والشيعة كالصوت المعتدل المتسامح من كلا الطرفين، ولا شيء يفرحهم كصوت الطائفي الحاقد الذي يوغر الصدور وينمي الحقد لتتلقفه مواقع التواصل والمحطات الإعلامية الطائفية المؤثرة وتنشره بكل الوسائل الممكنة.&

ثالثاً. الجانب التعليمي والتربوي من أهم عوامل استقرار الدول وتفويت الفرصة على الطائفيين المتربصين بأمن الوطن واستقراره، والعراق وبقية الدول العربية بحاجة إلى تعليم يؤصل للتسامح والتعاون والتآخي من منطلق ديني وقومي، لهذا يجب أن تنقح المناهج في كل الدول العربية من كل ما يدعو للفرقة والتناحر، وإلا ستظل هذه المنطقة في حروب دامية لسنوات طويلة على غرار ما عانته أوروبا على مدى ثلاثة قرون من الزمن.&

العراق هو بوابة الوطن العربي على إيران، وهو الجبهة التي تنطلق منها إيران إلى سورية ولبنان، ولذا لا بد من مساندة العراق عربياً وتسليط الضوء إعلامياً على عروبته وإبراز دور المعتدلين من أبنائه سنة وشيعة، عربا وأكرادا ليكون المنطلق حكومة مدنية تؤمن بالتعدد وتحارب المذهبية والطائفية وتعود إلى محيطها العربي.

&

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الان عرفنا العراق بوابة
حسين -

المقال اورد معلومات عن العراق معسولة ولكنا مغروسة بمرارة وعلقم ، لانه لم يقل كل الحقيقة التي قد تكون مرة على اولئك الذين يريدون العراق ، بما يسمى بوابة شرقية ، ولكنهم نسوا ان من دمر العراق هم العرب انفسهم اولا وبمساعدة امريكية وايرانية وتركية ؟ اين اولئك الذين يريدون العراق بوابة شرقية ودعموا نظام قاتل وادخل العراق بحروب وغزا دولة شقيقة وقتل شعبه بالكيمياوي وهجر الملايين بدون وجه حق وسيطر على اموالهم واملاكهم؟ اين العرب من الحصار الذي فرض على العراق وشعبه يجوع وقتل يوميا وهم يتفرجون عليه بل يدعموا النظام ؟ اين العرب عندما فشل نظام الطاغية واسقط باحتلال امريكي جاء من دول الجوار العراقي ، ومعه دخل الارهابيون العرب بحجة مقاومة الاحتلال وجل همهم هو قتل العراقيين وتدمير بناهم التحتية ؟ اين العرب والعراقيون يواجهون الارهاب منذ اكثر من عشرة اعوام ، بل تعمل اجهزة العرب الاعلامية والمخابراتية على تاجيج الطائفية والعرقية والشوفينية العنصرية ؟ اين العرب من معاناة العراقيين وهم يحاولون النجاة من الارهاب بالهجرة واللجوء وتعمل اجهزة المخابرات العربية على عرقلة دخولهم وحصولهم على سمات الدخول ( الفيزة ) وتضع شتى الصعوبات امامهم وتحاول تعميق الطائفية بين العراقيين ؟ اذا كان حكام العرب صادقين مع انفسهم وشعوبهم العربية ان يعملوا معا وبقوة ضد الارهاب الذي بوادره تهدد الوجود العربي وتسمح لتدخل ايران وتركيا ودول اخرى ، لان تدمير العراق وسوريا ومصر وليبيا واليمن وفيرها سيجعل حواضن الاهاب ميسوره في الكثير من البلدان بسبب التهجير والفقر والتدمير الذي اصاب وسيصيب الكثير من الدول العربية . ايران وتركيا وجدتا ارضية خصبه في خلافات العرب مع بعضهم ودعم بعضهم ضد البعض الاخر ، وتدخل بعضهم ضد البعض الاخر ، فعمقت الطائفية والعنصرية ، وكلاهما تركيا وايران ، لديهما مصالح عثمانية تركية وفارسية ايرانية ، ونحن العرب قابعون على الكرسي ونريد التسيد ونحن غير قادرين ونتصور المال هو من يسيدنا ؟ هذه الحقيقة المرة قد تكون المؤلمة . هل سنصحوا ؟؟؟

، وقد كان في عهد النظام
Rizgar -

، وقد كان في عهد النظام الملكي واحة حب وتآلف للجميع، !!!!!تم اعدام الضباط الكورد لا سباب عنصرية ١٩٤٧ , الكورد رفضوا رفضا قاطعا الانضمام الى الكيان المنبوذ ,فقصفRAF مركز مدينة السليمانية ١٩٢٣, تم حكم الاعدام على ملك كوردستان شيخ محمود الحفيد , وتم حرق كوردستان وتعريب المدن الكوردية .تم قتل المثقفين الكورد في مظاهرة ضد الكيان المنبوذ ١٩٣٠, لقد تم ابادة الاثوريين في مجزرة سميل بصورة حقيرة ١٩٣٢, قرر الحكومة العراقية الحقيرة باعدام شخص واحد في كل قرية كوردية ١٩٤٢ .....ملايين الجرائم لتحقيق النزوات العنصرية العربية .

اهل العقل بلا زحمة؟؟
Rizgar -

اهل العقل بلا زحمة؟؟ وكيف تريدون ان توحدون عراقكم البائس.. هل بقمع الشعب الكوردي الذي يريد استقلاله .. ام ابادة السنة العرب لانهم يرفضون ان يحكمهم شيعة.. والذين يريدون اقليميا سنيا او دولية سنيا مع اخوانهم السنة العرب بسوريا.. وفي كليهما الخاسر هم الشيعة الذين يستنزفون ثرواتهم ودماءهم في سبيل اكذوبة اسمها صخام العراق الواحد..

واعلموا بان
أُسْكُتْلَنْدِيّ -

واعلموا بان (خياطيكم الذين تريدونهم) للحفاظ على (جستابوا العراق الواحد) هم سبب بلاء الملايين وهم سبب الظلم.. فدعاة وحدة العراق بطشوا بكل الابرياء.. فصدام والمالكي وكل الطغاة وعرابي الفساد من الحكام سرقوا ونهبوا وقتلوا تحت شعار (وحدة العراق المصخم الواحد).. في وقت العراق مشروع مصطنع .. ضم ثلاث مكونات متنافرة قسرا.. لينتج قنبلة موقوته بل انشطارية بكوارثها.. التي ابادات الملايين من شعوب منطقة العراق.. وهذا يحتم على العقلاء لادراك بان العراق استمراره يعني استمرار الكوارث (وان العالم افضل بلا عراق).. (والعالم اكثر امنا بلا عراق).. وعليه يجب تاسيس ثلاث دول .. تعكس واقع المكونات فيه

(مشروع النبي يعقوب؟؟؟)
أُسْكُتْلَنْدِيّ -

والمضحك ان عبد الله بن عبد الكريم السعدون يحذرنا من ما اسماه (مشروع تقسيم العراق)؟؟ والذين يسمعه يضن انه يدافع عن (مشروع النبي يعقوب؟؟؟).. ولم ينتبه بانه يدافع عن خرائط سيايكس بيكو.. خرائط الانكلو فرنسية المباركة روسيا قيصريا في بداية القرن الماضي.. فهو بالمحصلة يدافع عن خرائط المستعمرين الانكليز والفرنسيين.. ويطالبنا بان نتمسك بها رغم عقود من الفشل والكوارث وبحار الدماء.. (فلا نعلم كل من الدماء يحتاج عبد الله بن عبد الكريم السعدون ان تسفك .. حتى يقتنع بان عراقه الفاشل غير قابل للاستمرار).

السيد عبد الله
زاخولي -

السيد عبد الله بن عبد الكريم السعدون (انه يعرف مصلحة العراق اكثر منهم)؟؟ بكل صلافة.. متناسين بان في ظل عراقه الواحد كل الكوارث والحروب والمصائب والضياع والسبي والاغتصابات والتهجير والنزوح والدكتاتوريات والانظمة الفاسدة وسوء الخدمات والفساد المالي والاداري وتنظيمات الارهاب الدموي والبعث و القاعدة وداعش والمليشيات والمقابر الجماعية .. الحصار والجوع .. الخ من الكوارث جرت وتجري . بظل وحدة العراق وليس بظل التقسيم . .. ورغم كل ذلك الفشل و الكاتب يدافع عن اكذوبة اسمها وحدة العراق..

ذهب زمن البوبات
علي البصري -

تكفي الحروب والطائفيات ،النفط اصبح بسعر الماء ولاادري كيف تمولون حروبكم في اليمن وسورية والعراق وبوكوحرام ووووو الاتدرون ان السيناريو للقضاء عليكم في 5 سنوات القادمة ،امريكا تفاوضت وحلت مشاكلها مع ايران ،العراق لايحارب ايران من اجلكم اذا اردتم الحرب معها يمكنكم من دون العراق جربوا ولو مرة واحدة ولاتجعلوا الاخرين ضحايا احقادكم ثم تتملصون كما فعلتم بالمعتوه صدام حسين هذه الافلام راح وقتها مع بطل التحرير وحامي البوابة الشرقية العبد المؤمن صدام !!!