جريدة الجرائد

مصر والسعودية وحرب اليمن

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

داود الشريان

عاود الكاتب الصحافي اللبناني عادل مالك نشر حوار أجراه مع الراحل الملك فيصل بن عبدالعزيز في مقال نشره في &"الحياة&" بعنوان &"لقاء مع الملك فيصل قبل نصف قرن عن اليمن&". الحديث نُشِر في جريدة &"النهار&" اللبنانية، في 1 أيلول (سبتمبر) 1964، وفيه سأل عادل مالك الملك فيصل: &"بعد سنتين من قيام حرب اليمن، والمضاعفات الخطيرة التي طرأت عليها، ما موقفكم من هذه المشكلة؟ وما الحل في رأيكم؟&"، فأجاب الملك فيصل: &"حرب اليمن لليمنيين، وحلها بين اليمنيين أنفسهم في فئاتهم المتناحرة المتقاتلة، فما لنا نحن ولهذه المشكلة؟ قلناها مراراً وأقولها اليوم: لا علاقة لنا البتة بالمشكلة اليمنية! وتسألني عن الحل؟ إنه مرتبط بالوجود المصري في بلاد اليمن. أما الحل الذي اقترحناه في ما مضى فهو انسحاب كل الجيوش الأجنبية من اليمن، وإفساح المجال للمواطنين اليمنيين ليقولوا الكلمة في حركة المصير، فإن قالوا: جمهورية فلتكن جمهورية، وإن قالوا ملكية فلتكن ملكية وليعد الإمام البدر. وأضاف الملك: &"مئتا ألف يمني من &"الجمهوريين&" و &"الملكيين&" من النساء والرجال والأطفال قتلوا، وعشرون ألف جندي مصري قُتِلوا حتى الآن. هذه هي حصيلة حرب اليمن، فعلامَ الاختصام والاقتتال؟ أفي سبيل تحرير اليمن&"؟

&

الحال التي فرضها الراحل جمال عبدالناصر على السعودية في حرب اليمن في ستينات القرن العشرين، عاود تكرارها المرشد في إيران، بالشعار ذاته، &"تصدير الثورة&". لم تكن للسعودية، ولا حتى مصر، مصلحة في دخول حرب اليمن في الماضي، وليست لهما مصلحة اليوم في هذه الحرب، ولكن حين أصبح اليمن ساحة لتهديد أمن المنطقة، فإن التدخُّل صار قدراً سياسياً لا مفر منه. المفارقة التاريخية هنا أن مصر لم تجد حماسة للدخول في الحرب، على النحو المأمول، على رغم اقتناعها بأن انقلاب الحوثي يهدد أمن اليمن والمنطقة، ولعل السبب هو أن تجربتها السابقة في هذا البلد كانت موجعة.

&

لا شك في ان موقف مصر من &"عاصفة الحزم&" شكّل دعماً سياسياً كبيراً، وهي وصفت هذا الموقف بأنه يأتي &"انطلاقاً من مسؤولياتها التاريخية تجاه الأمن القومي العربي وأمن منطقة الخليج العربي&"، فضلاً عن أنها نوّهت في بيان للخارجية المصرية بأنها تنسّق مع الرياض ودول الخليج في شأن ترتيبات المشاركة بقوة جوية وبحرية مصرية، وقوة برية إذا لزم الأمر. وكانت لهذا البيان أصداء مهمة عربياً ودولياً، لكن المشاركة المصرية ظلت دون تطلعات البيان الأول، ما خلق انطباعاً لدى طهران بأن القاهرة أصبحت خارج حسابات هذه الحرب.

&

الأكيد ان حرب اليمن السابقة كانت جزءاً من أخطاء مرحلتها، وتردُّد مصر اليوم ناتج من الإحساس بالذنب تجاه الشعب اليمني، والجيش المصري. لكن الحال في اليمن اليوم مختلفة، فالحرب على الحوثي هي دفاع عن بلد عربي من أطماع دولة أجنبية، وهو يتطلب تحركاً مصرياً بمستوى موقع مصر في حماية الأمن القومي العربي.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الطائفية ليس لها شفاء
محمد الأغا -

الطائفية أعمت الكل ..حتى الأدباء الذين كان لهم حساب في الأدب .. الأخ داود الشريان مع اعتزازي به لم يبق مكان إلا وإتهم فيه إيران التوسعية .. غداً سيكتب الشريان عن محاولة انقلاب الحكم في جزر المالديف أو جزر القمر وسيتهم إيران أيضاً.. إيران الشيعية ..

شعور بالخيانه لا بالذنب
د/محمد -

عزيزى الكاتب مصر تشترك في حرب اليمن من باب الدعم العربى للسعوديه وردا للجميل السعودى المتمثل في الدعم المادى لمصر لا اكثر اما مصر فهى غير مقتنعه في قراره نفسها بهذه الحرب الطائفيه التي تدمر افقر شعب عربى شقيق لنا اما عن شعور مصر بالذنب اتجاه شعب اليمن نتيجه للتجربه السابقه فهذا غير صحيح بل تشعر مصر بالخيانه والطعن في الظهر من الذين امدوا القبائل اليمنيه بالسلاح واتى بضباط أمريكيين ليدربوا هذه القبائل على استخدام هذا السلاح ليقتلوا به الجنود المصريين وطبعا انت تعرف جيدا من اقصد التاريخ لا يزور ياسيدى وشكرا