«بضغطة زر» .. من ظلمات الإنترنت إلى تفجير بيوت الله
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
&مفاتيح الأجهزة الذكية المحيطة بالشباب مدخل لمحرّضي التطرف ومخرج للمضطربين
&ذئاب &"داعش&" وغيرها من التنظيمات شباب أحداث يعيشون في عمق هذه المنظومة التقنية المعولمة والمتسارعة.
&تركي التركي &
&بزيه الرياضي وهيئته الرثة اختار الإرهابي المصاب في محاولة تفجير مسجد الرضا بحي محاسن في الأحساء أن يتخفى بين جموع المصلين بعد أن أحكم الأمن قبضته عليه. ورغم وجود حزام ناسف حول خاصرته، إلا أنه فضل الفرار على "ضغط الزر" وتفجير نفسه. وكأن هذا القرار لم يأت إلا في اللحظة الأخيرة. بعد أن اصطدم بيقظة رجال الأمن الذين ألقوا القبض عليه حيا.
&
خلايا الإنترنت
الانتحاري في الأساس مشروع شخص مضطرب نفسيا وفكريا، متردد ومشحون منذ اللحظة الأولى. بأفكار ومعتقدات الغرض منها إيصاله لهذه اللحظة التي يقرر فيها أن يزهق الأرواح ويهرق الدماء من أجل أجندات سياسية خارجية متشابكة قد لا يدرك هذا المضطرب دوره فيها. بقدر ما يدرك جيدا نتيجة ما هو مقدم عليه. وهذا بحد ذاته دليل إدانة يوجب مقاضاته ومحاسبته أشد الحساب عما تسبب فيه من أذى وترويع.
&
&
"ضغطة زر" أو لمسة شاشة، رموز ومصطلحات يعيشها ويغرق فيها شباب اليوم جيدا. ومن باتوا يعرفون بالذئاب المنفردة. من الانتحاريين الذين يهبون أرواحهم خدمة لمشاريع غيرهم. بدءا من المحرض وانتهاء بشبكات وعصابات تنظيمية سياسية عالمية. وذئاب "داعش" وغيرها من التنظيمات أيضا شباب أحداث ليسوا ببعيدين عن هذه المنظومة التقنية المعولمة والمتسارعة.
&
فالبحث عن المال والشهرة والنعيم ليس بالأمر الجديد على بني البشر عموما. ولكن الجديد هو سرعة طلب الحصول على هذه الأمور. إذ نعيش اليوم زمنا يعد بسرعة الحصول والوصول لكل شيء وأي شيء. وهو ما تربت &-مع الأسف - عليه شريحة كبيرة من الشباب. وما استقر في نفوسهم مخلفا الكثير من الهشاشة الفكرية والنفسية باختلاف الاتجاهات والاهتمامات.
&
الأزرار والمفاتيح المحيطة بكثير من الشباب هي المدخل الرمزي والفعلي لمحرضي الفكر المتطرف وهي المخرج أيضا لشاب يبحث عن حلول سريعة للتخلص من واقعه والظفر بآخر جديد، وإن كان وهما مكذوبا. ومن يستغل هذه الحاجة لدى بعض الشباب المضطرب هو من سيظفر بطاعتهم منذ اللمسة الأولى لعوالم التواصل الافتراضي وصولا لضغطة زر الحزام الناسف في بيت من بيوت الله.
&
عصابات وعُصابيون
استهداف مسجد ومحاولة إثارة الفتنة بين عموم المواطنين. كلاهما أمران يشيران إلى تورط تنظيم داعش تحديدا في هذا العمل الإرهابي. ومع ذلك لم يعلن التنظيم لهذه اللحظة مسؤوليته عما حصل. على عكس السرعة التي كان يعلن بها كثير من العمليات السابقة.& فشل المحاولة رغم أهميتها وازدواجيتها، إذ كانت مجهزة بانتحاريين اثنين. إضافة إلى عدم الإعلان من قبل التنظيم. مؤشران لا يمكن تجاهلهما مع توالي الأخبار عن تراجع التنظيم على الأرض. وتفكك قياداته. وفرار كثير من أفراده. ما حدا بالتنظيم لاستصدار أحكام تقضي بقتل كل من يحاول ترك التنظيم وأخرى تجبر أبناء العشائر في العراق وسورية على الانضمام بعد أن كان الالتحاق بالتنظيم أمرا اختياريا.
&
المحصلة أن "داعش" يعاني تنظيميا كما لم يعان من قبل مع استمرار التضييق على تهريب النفط والآثار. ومع زيادة الهجرة واللجوء باتجاه الغرب. ما يفرغ أراضي "داعش" من مجندين محليين محتملين. فضلا عن أحكام الحدود التركية السورية الذي نتج عنه إيقاف تدفق المتطوعين من الخارج. حصار جوي وأرضي. يحكم قبضته على التنظيم جغرافيا.
&
ولكن يبقى أن كل ذلك لا يمنع تفشي أفكاره وتوصياته افتراضيا. عن طريق شبكة إنترنتية من العصابات والعصابيين حول العالم، المستفيدين ماديا ونفسيا. من وجود مثل هذا التنظيم الإجرامي. ليلتقط هذه الدعوة شباب في مقتبل العمر. أوهموا باستمرار وبتعبئة متواصلة أن هناك "نعيما" أكبر ينتظرهم ما إن يقرروا التخلي عن أسرهم وحياتهم. وأن كل ما يتطلبه الأمر "حزام ناسف" يحيط به الشاب خاصرته. فيأخذه بعيدا، عن هموم الدنيا ومشقتها، إلى حيث "النعيم"، فقط بضغطة زر.