جاستا ومحاولة لي الأعناق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سارة الرشيدان& &&
&
أميركا تريد سلطة المال، تريد النفط، وتريد أن تقلل خسائرها وتزيد معدلات النمو لديها، لتبقى لها الرفاهية التي ترويها دماء الشعوب الأخرى وأموالهم..
الثقافة تتشكل لتعبر عن إنسان وعن وطن وعن قومية، الثقافة الإفريقية ترتبط بذات القارة، والثقافة الآسيوية لا تنتمي لقاريتها &- إن صح التعبير- بل لتنوعها أكثر المرتبط بدول تشكل علاقات مع البحر، فتكون هندا أو شبه جزيرة أو جزرا وغيرها، وبينما نقول منتج أميركي، قد يكون من الشمال أو الجنوب لا نقول منتج آسيوي، الثقافة الأميركية لها منطلقات أخرى مختلفة خدمت في الشمال الثراء والسيطرة حتى شاعت فكرة التفوق وعبارة (ليبارك الرب أميركا)! وفي الجنوب ثقافات أخرى، بعضها ساخط على الشمال، وبعضها مهاجر إليه لفقر وغيره ولا تعنيه البركة تلك.
وما دمنا وصلنا هناك فلا بد أن نعرج على الحدث الأهم، والقانون الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، وهو قانون (جاستا) الذي أقره الكونجرس الأميركي بشكل نهائي، وأقتبس من المادة الثالثة: (مسؤولية الدول الأجنبية عن الإرهاب وكل أفعال تصدر من الدول الأجنبية أو من أي مسؤول أو موظف أو وكيل بتلك الدولة أثناء فترة توليه منصبه بغض النظر إذا كانت العمليات الإرهابية تمت أم لا). ومنحت هذه المادة المواطن الأميركي حق تقديم دعوى ضد أي دولة أجنبية.
هذا القانون الذي سن لمحاكمة الدول التي ترى أنها تدعم الإرهاب وتغريمها ثمن أرواح قتلى البرجين في شهر سبتمبر تعاطت معه الدول وبعض الأفراد وكثر الحديث حوله، خاصة أن تفجير برجي التجارة كان تصرفا إرهابيا محضا، جعل أميركا تشعل حروبها ضد الإرهاب الذي تصنع أعشاش دبابيره ثم تطالبنا بأن نقضي عليها!
للتاريخ، فردّة الفعل السريعة المناوئة له كليا أو جزئيا والتي حدثت من داخل أميركا نفسها ومن خارجها تحمل على الطمأنينة، لأن هناك من يخشى من محاسبة الدولة العظمى اليوم التي تعتمد عظمتها العسكرية على قدرتها على السيطرة على الشعوب الأخرى بقوتها باسم المصالح تارة والحرب على الإرهاب تارة من جهة؛ والأهم بيع أسلحتها ودعم اقتصاد تجار السلاح من جهة أخرى خاصة وبعض الرؤساء يملكون شركات تصنع الأسلحة كآل بوش.
ثقافة راعي البقر (الكاوبوي) الذي يجيد حمل السلاح، ويقتل كل من في الحانة، وينفخ في مسدسه، ويضعه بفخر في جرابه؛ ما تزال هي المسيطرة على السياسة هناك، فالحروب التي تخوضها، وتحدث دمارا لا يمكن إلا أن يكون شاملا، وتقتل إنسان الأرض البسيط وتعتقله بلا تهمة، بل بطريقة أشبه بألعاب الفيديو "أن تقتل أكثر يعني أن تربح".
جوانتانامو السجن الذي يُعرَّف بأنه (لا ينطبق عليه أي من قوانين حقوق الإنسان إلى الحد الذي جعل منظمة العفو الدولية تقول إن معتقل جوانتانامو الأميركي يمثل همجية هذا العصر).
من صنع القاعدة ودعم زعماءها ثم عاد لملاحقتهم هو من أخرج البغدادي من سجنه وولاه (ليدعشن) ما (قعده) و(يقعد) ما (دعشنه) ويقتل من يخرج عن شروط لعبته، بل ومن يشارك فيها.
مواقف الإدانة للقرار بدأت بتحركات وتصريحات انطلقت ممن له حق عندهم، وكانت إدانة بعض الدول المسلمة كتركيا وتحرك اليابان -على حد علمي- لمقاضاة أميركا على جرائم حربها ضد الإنسانية.
في ظل هذا وأثناء حدوثه يتم قصف حلب وتدمير مستشفياتها، ويقتل المسعفون ونسمع أصوات إدانة رخوة؛ وهذا ما يلفت النظر إلى علاقة قوية بين كل ما حدث ويحدث، وأنه يدار باللوبي الصهيوني والإيراني الرابح الأكبر في المنطقة.
المجاهرة بالتدمير والقتل المنظم للأبرياء ورعايته تحمله لنا وسائل إعلام مرئية ومسموعة، وناهيك عن الغريق والزاحف لحدود قد لا يتجاوزها، والتوغل الإيراني في أرض العرب -الذي يبدو أن أميركا راضية عنه- وتغيير هوية سكان الأرض.
أميركا تريد سلطة المال، تريد النفط وتريد أن تقلل خسائرها وتزيد معدلات النمو لديها لتبقى لها الرفاهية التي ترويها دماء الشعوب الأخرى وأموالهم. بالتأكيد نرفض القانون والمنطق يرفضه، وقد آن الأوان لمواقف اقتصادية من هذا الطغيان والابتزاز، فما دامت تريد الاستنزاف فعلينا أن نوجه خياراتنا الاقتصادية نحو جميع الاتجاهات التي لا تصب في مصالحها. لنتوسع في العلاقات مع دول أخرى لا ترى أموالنا حقا لها لتزداد وحشيتها في امتصاص دماء الشعوب بعد ليّ أعناقها.&
&