جريدة الجرائد

حسين شبكشي: الأخوة السعودية المصرية!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الأخوة السعودية المصرية!

 حسين شبكشي  

 القاموس السياسي العربي مليء وثري بالمفردات والكلمات المعبرة والكفيلة لوصف كل حالة ووضع. ومن أكثر العبارات استخدامًا واستهلاكًا هي «الدولتان الشقيقتان»، و«العلاقات الأخوية»، و«المصير المشترك».. وهي كلمات مثالية وجميلة وحاملة لمعانٍ رائعة.

اليوم والكل يراقب المشهد الإعلامي بين دولتين بحجم مصر والسعودية لا يمكن إلا أن يعتقد أن هذه المفردات تبخرت وباتت بلا معنى على أرض الواقع. ليس هذا هو أول خلاف بين البلدين وحتما لن يكون الأخير، ولكن اليوم بوجود أدوات التواصل الاجتماعي الحديثة والفعالة في نقل الأخبار والشائعات بقوة وسرعة، ووجود خصوم واضحين لديهم المصلحة العليا في تدمير العلاقة بين البلدين، تصبح خطورة أي موقف سلبي والاستمرار فيه مسألة ذات أبعاد لافتة ومهمة، وعليه لا بد أن يرتفع صوت العقل والحكمة، والنظر إلى العلاقة بين البلدين كمسألة عامة، وليس من خلال الحكم عليها من ثقب ملف واحد أو موقف واحد.
من الطبيعي أن لكل دولة الحق في علاقاتها السياسية، والأطراف التي تتوافق معها بحكم الصالح العام الذي يعنيها، فهي وحدها القادرة على تقييم الموقف العام. أيضًا هناك الكثير من الدول التي ترتبط بعضها بالبعض بعلاقات عميقة جدًا، ولكنها لا تتفق على ملفات بعينها، ولنا مثال في ذلك فيما يحصل بين الدول الأوروبية وبعضها بعضًا، مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا على سبيل المثال.
كذلك هناك اتفاق عريض مطلوب الحفاظ عليه بين مصر والسعودية، فهما الثقل المتبقي في منطقة باتت شديدة التوتر والالتهاب. من الواضح جدًا أن هناك اختلافًا بين مصر والسعودية في المسألة السورية والوقت نفسه، هناك اتفاق في ملفات كثيرة أخرى. مصر تخشى البديل الإخواني القادم للحكم في سوريا، وتعتبر سوريا امتدادًا طبيعيًا لأمنها القومي، والسعودية ترى نظام الحكم في سوريا دمية دموية في أيدي نظام إيران التي تستخدمه لتمزيق المنطقة (والشواهد كثيرة وموجودة لدعم موقف الدولتين)، ولكن هناك إدانة مطلوبة ولا يمكن إنكارها، وهي أن نظام بشار الأسد نظام مجرم يقتل شعبه، وهي مسألة لا لبس فيها، ولكن تبقى علاقات مصر بالسعودية والسعودية بمصر حجر زاوية يجب الحفاظ عليه؛ حتى لا يتفتت مع ما يحاك في حق المنطقة بشكل عام.
المسألة بحاجة لرقي في التعامل.. رقي حقيقي فوق بعض الجماهير الشعبية التي يبدو أنها تقاد باتجاه التصعيد والتخوين الأحمق للوصول إلى نقطة اللاعودة، وهذه مسألة يتمناها صغار العقول والخبثاء.
التوتر الحاصل في ملف العلاقة المصرية السعودية بحاجة لعلاج فوري وحكيم، وبحاجة لإسكات كل الأقلام والأصوات المشاغبة والراغبة في التصعيد من الطرفين، فنحن أولاً وأخيرًا نتعامل مع إعلام موجه في البلدين، بالإمكان السيطرة عليه، وعدم تركه حتى يخرج عن السيطرة العاقلة.
لن يكون من المفيد إعادة سرد العلاقات المهمة بين مصر والسعودية وأهمية كل بلد للآخر، فإذا كان ذلك غير معروف حتى هذه اللحظة فلن يكون مجديًا إعادة سرده، ولكن الأهم هو وضع حد للخلاف قبل السماح له بأن يتصاعد؛ لأن البلدين بحاجة ماسة لبعضهما البعض مهما علت أصوات مضللة وخادعة باسم الاستقلال والكرامة.
العلاقات الأخوية الحقيقية بين البلدين تقتضي الترفع والتسامح والتفهم، فهذا هو التطبيق الحقيقي لمعنى الأخوة.

 

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
انت ايضا
خالد -

انت ايضا استخدمت مصطلح العلاقات الأخوية!! لا تدور في حلقة مفرغة، رائحة الخيانة فايحة من السيسي، الله يستر .

الاخوه المصريه السعوديه
عبدالله العثامنه -

مصر والسعوديه بحجاجه لبعضهما البعض أكثر ممن ذي قبل اذا علمنا ان الجنيه المصري سيجري تعويمه في الايام القادمه وأن حيتان مصريه تنتظر هذه الفرصه لتعوم على عومه وتبتلع قوت الشعب المصري،،كما أن الهجمه على السعوديه تتطلب رص الصفوف بمزيد من الحلفاء الأقوياء لتمتين الجبهه الداخليه وتعزيز أسباب القوه المطلوبه ،، هناك اعلاميين مصريين "ما بيسووش قرشين من العمله في ايام هبوطها" ينفخون في نار الفتنه بأوامر وتعليمات محفليه مدروسه لالقاء مصر في الهاويه ومعهم ومن ورائهم نخب مصريه تُكن العداء للسعوديه مدفوعه بأحقاد دفينه، وهناك أيضا كتّاب سعوديون إما لانتمائهم للاخوان المسلمين أو لليبراليه اعتنقوها أو لعنجهيه وفوقيه مقيته تلبّسوها ينفحون في نار الفتنه !!،،،أرى أن العلاقات السعوديه المصريه يجب أن تكون محكومه بالأمن القومي لكلا البلدين وأركّز على (الأمن القومي) وليست متروكه لاعلاميين مشبوهين يعملون على الروموت كنترول أو كتّاب لا يفهمون ثلث الثلاثه في السياسه وفي المصالح السياسيه المشتركه،،المرحله القادمه مطلوب منها اضعاف السعوديه قدر الامكان وتشليحها من حلفائها وتجويع مصر وسرقة مدخراتها لتكون فريسة للتشيّع،، وهذا ما يحدث الأن بالضبط .