نايلة تويني: رئيس قوي ورئيس بالقوة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رئيس قوي ورئيس بالقوة
نايلة تويني
سنتان ونصف سنة من الشغور الرئاسي ولم يتوصل اللبنانيون الى اتفاق على من يكون الرئيس، لان الجهات الافعل حالياً لا تريد رئيساً قوياً، بل رئيساً مكبلاً بكل القيود التي تحول دون ان "يتلاعب" بالاوامر العليا الصادرة ربما من ادارة الولي الفقيه، وخصوصاً بعدما ورث "حزب الله" الوصاية السورية وصار يمارس دورها في الرقابة على السياسة وحتى على أجهزة امنية فيتلقى تقاريرها وينسق نشاطاتها.
في العام 2005، ثم في العام 2009، فشل الحزب وفريق 8 آذار في تحقيق اكثرية نيابية تسمح له بالاتيان برئيس يرسم خطوطه ويحدد مساره، وقد اتعبه الرئيس ميشال سليمان بمجموعة من المواقف التي غرد بها منفرداً، لذا لا يريد ان يكرر التجربة، ويفضل رئيسا فاقع اللون والانتماء، ومكبلاً. فالعماد ميشال عون أيضاً غير "منضبط" ويمكن ان يتحرر في لحظة ويقدم على خطوات لا توافق سياسة الحزب. لذا كانت سلة الرئيس نبيه بري، التي يوافق عليها الحزب ويؤيدها، وإلا لكان تحرك في اتجاه آخر. أما العماد عون الذي يتحدث باستمرار عن الرئيس القوي، فصار يستجدي الترشيح والرضى والتفاهمات والتوافقات، وبانت اشادته بالطائفة السنية مفتعلة ومصطنعة، وحوّل نفسه قوة معطلة لانتخاب الرئيس أملاً في ان يصير هو الرئيس ولو بالقوة.
والرئيس سعد الحريري الذي اسقط الحزب حكومته وساهم في عزله و"نفيه" وهلل لتراجعه المالي والسياسي، تبدل الموقف منه اليوم، فرميت كرة الرئاسة في ملعبه، وصار الجميع في انتظار كلمة سر منه، ما يجعله "الرئيس القوي" على رغم كل الملمات التي اصابته، لكنه أيضاً يواجه كماً من التحديات وخصوصاً لدى أهل بيته، ويواجه تحدي الصمود رئيساً للوزراء في وجه محور اسقطه سابقا واسقط معه كل التفاهمات التي ولدت في الدوحة.
والمعادلة هذه محرجة أيضاً للحزب بين حلفائه قبل الخصوم، وخصوصاً مع النائب سليمان فرنجية، ومع الجمهور الذي سمع تكراراً خطابا معادياً، ومحرجة للرئيس نبيه بري الذي حشر في موقع المعادي للاكثرية المسيحية ولارادة بكركي.
كل هذا يجعل الجميع في موقع الحشر، وفي موقع الباحث عن مخرج، لكننا لا نتمنى كلبنانيين ان نخلص الى ما ذهب اليه النائب وليد جنبلاط في تغريدة سابقة ومفاده القبول بأي رئيس للخروج من نفق الشغور الرئاسي.