هل تفضل إسرائيل فوز دونالد ترامب؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
هل تفضل إسرائيل فوز دونالد ترامب؟
رندة حيدر
تدرك إسرائيل اليوم أكثر من أي وقت مضى تأثيرها المحدود على سير المعركة الانتخابية التي لم يسبق للولايات المتحدة أن شهدت مثلها من قبل. ولم ينسَ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو النتائج السلبية التي ارتدت عليه جراء وقوفه علناً في عام 2012 إلى جانب المرشح الجمهوري ميت رومني ضد باراك أوباما. لكنه من جهة أخرى لا يبدو نتنياهو متحمساً كثيراً لوصول مرشح ديموقراطي آخر الى الرئاسة لمدة أربع سنوات، وامكان عودة الإدارة الأميركية الجديدة في عهد هيلاري كلينتون، التي تعرف عن كثب ملف النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، الى الدعوة لتحريك العملية التفاوضية وحل الدولتين، بينما يفضل نتنياهو استمرار الوضع القائم إلى ما نهاية. لهذه الأسباب حرص نتنياهو على عدم التطرق إلى موضوع الانتخابات الرئاسية الأميركية والمحافظة ظاهراً على موقف حيادي.
ولكن يمكن الاستدلال على الموقف الضمني لنتنياهو وأحزاب اليمين في إسرائيل من خلال الاعلام القريب منهما وخصوصاً من خلال صحيفة "إسرائيل اليوم" المجانية التي يملكها المليونير الأميركي اليهودي شلدون أدلسن صديق نتنياهو الحميم والذي تربطه أيضاً صداقة وثيقة بدونالد ترامب. ففي تغطية الصحيفة لموضوع الانتخابات وفي تعليقاتها السياسية يظهر تعاطفها الواضح مع المرشح الجمهوري. وإذا كان صحيحاً ما نشرته صحيفة "الغارديان" من أن أدلسن تبرع بمبلغ 25 مليون دولار دعماً لترامب، فلا غرابة والحال هذه ان تتحول الصحيفة التي يملكها في إسرائيل الى المدافع الأول عن المرشح الجمهوري، وأن تكون الوحيدة التي لم تيأس بعد من احتمالات فوزه على المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون.
ليس خافياً على أحد داخل إسرائيل عنصرية دونالد ترامب واحتقاره للنساء وعداؤه لوسائل الاعلام وكراهيته الكبيرة للغرباء، لكن كون هذه العدواة ليست موجهة ضد اليهود بل ضد العرب والمسلمين يجعل العديد منهم يتساهلون مع عنصريته ويتعاطفون معه، كما أن تصريحاته المؤيدة من دون قيد أو شرط لإسرائيل ووعوده لها بأنه اذا انتخب سيعمل على زيادة المساعدات الأميركية لها، يجعله في رأي شريحة لا بأس بها من الإسرائيليين ربما أفضل من كلينتون.
ولكن في نظر الصحافة الليبرالية الإسرائيلية التي تمثلها صحيفة "هآرتس"، تفرض مصلحة اليهود عدم وصول ترامب العنصري الى سدة الرئاسة الأميركية. وفي رأي المعلق السياسي آري شافيط أن ترامب هو جزء لا يتجزأ من ظاهرة صعود اليمين الظلامي الشعبوي في أكثر من مكان في أوروبا الذي لا يعبر عن مواقف معادية للسامية في الوقت الحاضر ولكن لا شيء يضمن عدم حصول ذلك مستقبلاً.