قولوا الموصل الآن وليس الموصل غداً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
فاتح عبد السلام
انشغل العالم بما فيه الأطراف المحلية والاقليمية كثيراً بمرحلة ما بعد داعش في الموصل وتدابيرها وتسوياتها ومخاطرها ، وبالرغم من ضرورة أن تكون هناك خطط مستوفية لجميع الاحتمالات للخطوات التالية بعد العمل العسكري ، إلا إننا لا نزال نشهد أصعب محنة تتعرض لها مدينة عراقية أو في العالم أجمع من حيث وقوعها أسيرة بيد تنظيم داعش . المدن الاخرى التي تحررت من داعش في العراق أو تلك التي لا تزال بقبضته في سوريا هي أصغر حجماً وأقل عدداً في السكان.
يوجد في الموصل في أقل التقديرات مليون ونصف مليون نسمة ، وهم جميعاً من دون استثناء باتوا دروعاً بشرية بيد الارهاب الذي يتحكم برقابهم ولا يزال في كل يوم يحزّ عدداً منها كون أصحابها سربوا أخباراً عن تحركاته الى الجهات الامنية العراقية أو كونهم قاوموه بما تيسر لديهم من سلاح خفيف وقليل ، حيث تشهد الموصل عمليات تصفية لكوادر التنظيم في الأحياء السكنية بشكل يكاد يكون يوميّاً.
قبضة الإرهاب التي اجتمعت كبرى دول العالم لتفككها طوال أكثر من سنتين ونصف السنة بكل أنواع السلاح، تجعل من المنطقي أن لا نتوقع من الأهالي المغلوبين على أمرهم أن يفعلوا أكثر مما فعلوه حتى الآن في مواجهة هذا التنظيم الذي اضطر لغلق معظم أبواب مساجده المتخذة بيوتاً لنفث سمومه بعد أن قاطع الناس الصلاة فيها .
قبل مرحلة ما بعد داعش في الموصل ، هناك المرحلة الحالية الأهم، حيث الموصل رهينة بأهلها بيد داعش ومهددة بقتل أو تشريد مئات الألوف من أبنائها فضلاً عن مخاوف الانتقام من مليشيات تتحرك على وفق أجندات ولا يعنها ان الاهالي كانوا أسرى بيد التنظيم الارهابي.
ما معنى حضور التوافق والتنسيق لمرحلة ما بعد داعش في الموصل إذا لم يبق أحد من بشر أو حجر في المدينة الأساسية في العراق . تنسيق من أجل مَن إذن ؟
إنقاذ أهالي الموصل أولوية بكل المقاييس في هذه المعركة الطويلة ،التي لا تبدو سياقاتها واضحة، بعد ترك تحرير الحويجة لوقت غير معلوم والفتق الأمني الكبير لداعش في كركوك وازدياد أحاديث الأوساط الدولية عن مفاجآت في هذه المعركة، التي تؤكد مؤشرات عدة انها غير محصورة بسقف الأيام المعدودة كما يقال هنا وهناك .