جريدة الجرائد

البروفيسور كوهين: الصهيونية استخدمت العنف والإرهاب لإقامة دولة إسرائيل

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

هشام حصحاص

 باريس ـ «القدس العربي»: جرت «القدس العربي» حوارا مع البروفيسور جاكوب كوهين، كاتب ومفكر يهودي فرنسي من أصول مغربية، يعتبر من أبرز المثقفين المناهضين للصهيونية ومن المدافعين عن القضية الفلسطينية في فرنسا وعن قضايا العرب ضد إسرائيل والهيمنة الغربية. ولد كوهين في مدينة مكناس المغربية عام 1944 وحصل على الإجازة في القانون وأكمل دراساته العليا في فرنسا وعمل أستاذا للقانون الدولي في كلية الحقوق في الدار البيضاء بين عامي 1978 و1987 وانتقل للعيش في فرنسا منذ عقود حيث تفرغ للكتابة وصدرت له العديد من الكتب وعشرات المقالات وأجرى مئات المحاضرات حول القضية الفلسطينية.
○ كيف تعرفون الصهيونية، خصوصا أن هناك من يخلط بينها وبين اليهودية؟
• الصهيونية عبارة عن ايديولوجية نشأت في القرن العشرين ولا علاقة لها باليهودية لأن التقاليد اليهودية ترفض عودة اليهود بأعداد كبيرة لفلسطين.في البداية كانت الصهيونية عبارة عن حركة علمانية تهدف إلى إنشاء وطن لليهود في أي منطقة في العالم وليس على أرض فلسطين، ولكن القيادات الصهيونية أجمعت على تأسيس دولة لليهود في الأرض المقدسة أي فلسطين بتواطؤ الغرب خصوصا بريطانيا، التي كانت ترفض استقبال اليهود المضطهدين من النازية والشيوعية. معظم كبار الخامات في بداية القرن العشرين كانوا رافضين للصهيونية ولفكرة تأسيس دولة لليهود على أرض فلسطين، وبعد 1948خضع رجال الدين اليهود لخدمة فكرة الصهيونية، بعدما تمكنت من الاستيلاء على فلسطين. وفي 1924تم اغتيال أحد النبلاء اليهود في فلسطين لأنه رفض فكرة إقامة دولة يهودية وقال لممثلي الحركة الصهيوينة «نحن نعيش في سلام مع العرب في فلسطين ولا نريد دولة يهودية». الصهيونية منذ نشأتها استخدمت العنف والإرهاب من أجل ترويع وقتل الفلسطينيين وإجبارهم على مغادرة بلادهم من أجل إقامة دولة إسرائيل بقوة الحديد والنار.
ومنذ عقود أصبح هناك خلط متعمد بين اليهودية والصهيونية من طرف إسرائيل والدول المساندة لها كي تبتز كل الذين يجرأون على انتقاد الدولة العبرية. وبما أن الصهاينة يسيطرون على معظم وسائل الإعلام العالمية فإنهم يسوقون لهذه الفكرة التي مفادها أن كل من يعادي الصهيونة يعادي أيضا اليهودية، أي أنه معاد للسامية وهذا طبعا أمر يعاقب عليه القانون في الغرب. 
هناك إرهاب فكري لكل من يجرؤ على انتقاد إسرائيل أو الصهيونية كحركة عنصرية.
○ تتحدثون في كتابكم «ربيع السيانيم»عن كيفية تغلغل الصهيونية في كل دول العالم. من هم السيانيم؟
• السيانيم تعني المتعاونين مع إسرائيل، وهم يهود يتواجدون في كل دول العالم، يعملون في مختلف المجالات كالاقتصاد والإعلام والسياسة والثقافة لصالح الموساد من أجل الدفاع عن مصالح إسرائيل في الغرب والدفاع عن سياستها، ويقدر عددهم بالآف الأشخاص. السيانيم ينشطون أيضا من خلال جمعيات ومنظمات وشركات في كل دول العالم ويدعمون إسرائيل من دون مقابل.
فمثلا في الإعلام، الصحافيون السيانيم يعملون على تجميل صورة إسرائيل وتبرير كل سياساتها العدائية والاستيطانية، من قتل وتشريد للفلسطينيين، ويعملون على الدفاع عن الصهاينة في فرنسا عبر إنتاج برامج وأفلام كلها تخدم إسرائيل وكل من تجرأ على انتقادها يتم التشهير به واعتباره معاديا للسامية. وطبعا السيانيم يتربعون على عرش كبرى شركات الإنتاج العالمية للسينما في الولايات المتحدة، من أجل خدمة إسرائيل والترويج لها من خلال الأفلام.
ففي هوليوود يتم إنتاج أفلام للتسويق لإسرائيل كواحة ديمقراطية متحضرة وسط عالم عربي متخلف وهمجي. كما يتم تصوير العربي على أنه متعصب دينيا، مما يقوده لارتكاب أعمال إرهابية وقتل الأبرياء.صورة العربي في وسائل الإعلام والسينما العالمية سيئة جدا وترسخ الصور النمطية السلبية على العرب باعتبارهم متعطشين للدم ولا يحبون السلام، وأن كل ما تقوم به إسرائيل من حروب وسفك للدماء ما هو إلا للدفاع عن النفس.
إن قوة السيانيم لا تكمن في الميدان الإعلامي بل تتعداه إلى كل المجالات الأخرى كالسياسة والاقتصاد، وهو ما يفسر مثلا تسابق الحكومة الفرنسية وكل النخب السياسية من كل التيارات من أجل حضور العشاء السنوي للمجلس التمثيلي اليهودي في فرنسا، من أجل تقديم فروض الطاعة والولاء. وهذا المجلس يقرر رفض أو قبول أي حزب، وستلاحظ أن كل الأحزاب التي تنتقد إسرائيل أو تدعم القضية الفلسطينية لا تتم دعوتها، مثل الحزب الشيوعي وحزب الخضر. هناك من السياسيين من يعرف جيدا أن لا مستقبل سياسيا لديه إذا لم يكن داعما للصهيونية، وتحول مثلا مانويل فالس رئيس الحكومة الفرنسية من داعم للقضية الفلسطينية إلى أبرز المدافعين عن دولة إسرائيل.
○ تزعم أن اللوبي الصهيوني في فرنسا يرفض اندماج المسلمين في فرنسا، ما هي مصلحته في ذلك؟
• اللوبي الصهيوني في فرنسا يخشى من العرب والمسلمين في حال اندماجهم أن يصبح لهم أي نفوذ وتأثير في السياسة والاقتصاد والإعلام لأن هذا لا يخدم قطعا مصالحهم ومصالح إسرائيل. إذا ظهرت نخب فرنسية من أصول عربية وإسلامية تدافع عن نفسها وعن قضاياها فهذا فيه تهديد لإسرائيل أيضا. تخيل مثلا نوابا من أصول عربية يجرمون التعامل مع إسرائيل أو يدعون لمقاطعتها لأنها تستمر في عدوانها ضد الفلسطينيين وتواصل الاستيطان واحتلال ما تبقى من أرض فلسطين.
كما أن اللوبي الصهيوني في فرنسا لن يقبل أبدا بوسيلة إعلامية واحدة يديرها عرب، تدافع عن قضاياهم. كبرى وسائل الإعلام الفرنسية ملك رجال أعمال يهود بعضهم صهاينة حتى النخاع، لكن لو أراد ثري عربي مثلا أن يشتري جريدة فرنسية ويضع على رأسها شخصية إسلامية مثل طارق رمضان، فهذا أمر مستحيل.
أنا متأكد أيضا أن بعض الشخصيات التي تمثل المسلمين في فرنسا هي صناعة صهيونية من أجل خدمة مصالحها وللترويج على أن مسلمي فرنسا لا يستحقون أي احترام وتقدير. الإمام حسن الشلغومي الذي تم فرضه في وسائل الإعلام الفرنسية، يعتبر إهانة كبيرة لكل مسلمي وعرب فرنسا، ببساطة لأن هذا الرجل شخص انتهازي ولا يتقن حتى الحديث باللغة الفرنسية. إنه شخص لا يمثل إلا نفسه، ولكن تم فرضه رغم استهجان المسلمين له ورغم وجود نخب مكونة على أعلى مستوى من المسلمين. ببساطة اللوبي الصهيوني يريد أشخاصا مثل الشلغومي الذي يدافع عن إسرائيل التي زارها عدة مرات، ودعا للتطبيع معها، وذرف الدموع على وفاة شمعون بيريز. الصهاينة لا يريدون للمسلمين ان يتبوأوا مناصب عالية تمكنهم من اتخاذ قرارات لصالحهم أو التأثير على سياسات الدولة الفرنسية التي تميل دائما لإسرائيل.
○ لماذا هذه الهجمة الشرسة على الإسلام والمسلمين في الآونة الأخيرة من كل التيارات السياسية، حتى من طرف الحزب اليساري الحاكم؟
• هناك حملة شعواء ضد المسلمين في فرنسا هي نفسها التي عاشها اليهود في ثلاثينيات القرن الماضي، خطاب مبني على الإقصاء والتشكيك في قدرتهم على الاندماج في الجمهورية الفرنسية، عبر التضييق على حرياتهم الشخصية مثل الحجاب والبوركيني والأكل الحلال. إن بعض المثقفين الحاليين الذين يتحدثون عن «خطر الإسلام» في فرنسا، هم صورة طبق الأصل للمثقفين الفرنسيين الذين كانوا يتحدثون عن «خطر اليهود» في بداية القرن العشرين. مسلمو فرنسا يعيشون الآن خطاب العنصرية والإسلاموفوبيا نفسه من أجل دفعهم على الخضوع وعدم المطالبة بحقوقهم وجعل حياتهم لا تطاق في فرنسا. 
لا تزال العنصرية والكراهية والعجرفة تتحكم في الفكر الفرنسي خصوصا ما يتعلق بالإسلام والعرب لاعتبارات كولونيالية استعمارية تاريخية. لحد الآن وبعد أكثر من نصف قرن على نهاية الاستعمار الفرنسي في الدول المغاربية والافريقية، يتعامل الساسة الفرنسيون بدونية واحتقار إزاء الفرنسيين من أصول عربية. لقد تم إنشاء مؤسسة الإسلام قبل أسابيع وتعيين جان بيار شوفينمان على رأسها، هذا قمة الاحتقار لملايين المسلمين الفرنسيين. كيف يعقل أن يتم تعيين شخص لا علاقة له بالإسلام والمسلمين على رأس مؤسسة تسعى لترسيخ مفهوم إسلام فرنسا وتكوين الأئمة الخ؟
هناك طبقة سياسية لا تريد أن يكون للمسلمين أي نفوذ ووجود، ولا تريد لهم الاندماج كما يدعون بل تريد تدجينهم وإخضاعهم كما كانت تفعل إبان الاستعمار. بالنسبة للنخب الفرنسية، العربي والمسلم الجيد هو الذي يطأطئ رأسه خانعا ولا يطالب بحقوقه، بل ذلك الذي يتنكر لأصله وثقافته ودينه. ولسوء الحظ لا يزال بعض المسلمين يتصرفون باعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية وورثوا هذه العقلية من آبائهم منذ الاستعمار. 
○ بماذا تنصح مسلمي فرنسا؟
• على مسلمي فرنسا أن يفتخروا بأصلهم ودينهم وثقافتهم لأنني لاحظت أن بعض النخب الفرنسية من أصول عربية من أطباء ومحامين وجامعيين، أصبحوا يستحون من إظهار ديانتهم وثقافتهم تجنبا للحرج أو المضايقات، وهذا ليس حلا طبعا. كما أدعو المسلمين إلى أن يثوروا ضد كل أشكال التمييز والعنصرية ومقاضاة كل من يتجاوز حدوده معهم لأنهم مواطنون فرنسيون، لهم كامل الحقوق. أدعوهم إلى أن ينظموا أنفسهم في جمعيات ومنظمات كما يفعل اللوبي الصهيوني.
دائما ما أنصح في محاضراتي مسلمي فرنسا على أن يتركوا معاركهم الداخلية لاعتبارات جهوية جانبا والتركيز على ما يجمعهم ويقوي شوكتهم. وهناك من يلعب على هذا الوتر الجهوي، وزرع الفتنة بين الجزائريين والمغربيين والأتراك الخ. رغم الخلافات بين يهود الشرق ويهود أوروبا إلا أنهم في المجلس التمثيلي لليهود على قلب رجل واحد، ولا يفجرون هذا النوع من الصراعات خصوصا في العلن.
مسلمو فرنسا غائبون سياسيا، حضورهم باهت يكاد يكون منعدما ما عدا بعض الأسماء التي تم تعيينها ولم يتم انتخابها. على مسلمي فرنسا أن يدخلوا عالم السياسة ويترشحوا في كل الاستحقاقات الانتخابية على المستوى المحلي والوطني، لأنه لن يكون لهم تأثير ووجود إذا لم يستثمروا ميدان السياسة لصالحهم لأنهم قوة انتخابية كبيرة. 
كما يجب عليهم العمل في إطار جمعيات، وهنا أشيد بعمل الجمعية الفرنسية لمناهضة الإسلاموفوبيا التي تقوم بعمل جبار وممتاز على يد شباب مسلمين. هناك جيل جديد من الفرنسيين من أصول عربية، مثقف وحاصل على شهادات عليا ويتبوأ مناصب محترمة في المجتمع، سيفرض نفسه على النخب الفرنسية عاجلا أم آجلا. أنا متأكد أن المسلمين في فرنسا سيحصلون على حقوقهم لكن هذا يتوقف على مدى قدرتهم على تنظيم أنفسهم. 
○ ما رأيك في دور إسرائيل في الثورات العربية. هل إسرائيل ضالعة في الانقلاب العسكري في مصر؟
• إسرائيل والغرب لعبا دورا مهما في تخريب الدول العربية، خصوصا تلك التي عرفت ثورات شعبية. في مصر مثلا تم الإطاحة بمرسي لأنه ببساطة كان أول رئيس منتخب بشكل ديمقراطي واكتسب شرعيته بصناديق الاقتراع، ولم ينجح الغرب في مساومته وتهديده كما كان يفعل مع أغلب الأنظمة العربية. نظام مبارك الذي كان يتصرف كعصابة ومافيا تنهب ثروات البلد، بالإضافة إلى أنه لم تكن له أي شرعية. وبالتالي هذا كان يسهل على الغرب الضغط عليه وتهديده لأنه هرب مليارات الدولارات للخارج، وكان يزور الانتخابات. الإخوان المسلمون كان لهم مشروع يعيد الكرامة المسلوبة والهيبة لمصر وللعرب أمام الغرب وأمام إسرائيل وهو ما لم تقبله هذه الدول وحرضوا على الانقلاب عليه. 
وعندما تحدث مرسي عن إعادة النظر حول عدد من الاتفاقيات، وعن سيادة مصر، كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، وهو ما عجل بالإطاحة به بمساعدة الغرب والدولة العبرية، والآن نظام السيسي أصبح مطيعا لإسرائيل لأنه يستجيب لكل تعليمات الدولة العبرية عبر خنق قطاع غزة، وردم الأنفاق ومنع حركة المسافرين ووصول المساعدات الإنسانية.
أما مسرحية الخروج في مظاهرات حاشدة لإسقاط مرسي فهذا أمر مردود عليه، لأن في فرنسا نعيش الشيء ذاته، شعبية فرانسوا أولاند هي الأدنى في تاريخ الرؤساء الفرنسيين، وخرجت مظاهرات مناهضة ضده، ورغم ذلك لم تتم الإطاحة به.
أنظر أيضا كيف أجهض الغرب الثورة التونسية حينما وصل حزب النهضة إلى الحكم. لقد قام بوقف كل الاستثمارات وبسبب العمليات الإرهابية وبدوافع أمنية مشكوك في من يقف وراءها ومن نفذها، توقفت أفواج السياح الأوربيين عن التوجه لتونس، وتم خنق اقتصاد البلاد، واتهمت الحكومة التي كانت تقودها النهضة بالفشل.
يتبجح الغرب بقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان لكن هذا كله دجل وكذب، لأن الغرب يريد عالما عربيا خاضعا وخانعا وفقيرا ومتخلفا من أجل السيطرة عليه. لن يسمح الغرب أبدا، بقيام نظام عربي يثور ضد سيطرته أو يعادي إسرائيل.
○ هل صحيح أن إسرائيل ترغب في بقاء الأسد في الحكم؟
• أعتقد أن إسرائيل كانت ترقب تطورات الثورة السورية في بدايتها وتحسب هامش الربح والخسارة من خلال بقاء نظام الأسد من عدمه، لكن الآن البلاد تعيش حربا أهلية طاحنة، وأصبحت خرابا ولم يعد هناك دولة. لا دولة عربية تخيف إسرائيل الآن. نظام الأسد حتى قبل بداية الثورة كان ضعيفا جدا وكان خاضعا لها وللخطوط الحمراء التي وضعتها له، ولم يطلق رصاصة واحدة من أجل استعادة الجولان منذ أربعين سنة ولم يرد على تحليق الطيران الإسرائيلي فوق أجوائه، أو حينما دمر موقعا للبحوث النووية داخل أراضيه. بقاؤه من عدمه لا يعني شيئا بالنسبة لإسرائيل.
○ هل تعتقد أن الغرب لعب دورا في دعم وقيام بعض التنظيمات الجهادية مثل تنظيم «الدولة»؟
• أنا متأكد من أن تنظيما مثل «الدولة» لا يمكنه السيطرة بهذه السهولة على أراض واسعة في كل من العراق سوريا من دون المساعدة اللوجيستية والتمويل والتسليح من طرف دول وأنظمة، على رأسها طبعا الولايات المتحدة من أجل تقسيم العالم العربي إلى دويلات والتحريض على الاقتتال الطائفي. لقد سمعت ايهود باراك وزير الحكومة الإسرائيلي الأسبق يقول في وسائل الإعلام العبرية، أنه «لو أرادت الولايات المتحدة وإسرائيل القضاء على داعش لفعلت ذلك منذ مدة». كيف يعقل أن لا يتم مثلا قصف قوافل لمئات السيارات لتنظيم الدولة عندما كان يتنقل من مدينة إلى مدينة أو يعبر من العراق لسوريا؟
أكاد أجزم أيضا أن أغلب العمليات الإرهابية التي تم تنفيذها في عدد من دول العالم، قامت بها تنظيمات إرهابية لكنها مخترقة عبر جواسيس وأجهزة مخابرات دولية. وطبعا هذه التنظيمات لا تعرف بأنها مخترقة وأن أجندتها موجهة من طرف جواسيس يعملون لصالح أجهزة مخابرات غربية.
○ وقع الكونغرس قبل أسبوعين على اتفاقية مع إسرائيل لمساعدتها بـ 38 مليار دولار، لماذا يدافع الغرب عن إسرائيل رغم أنها لا تحتاج لذلك؟
• إسرائيل تقدم خدمات جليلة لدول الغرب، بحيث إنها كلب حراسة يفتك بكل دولة عربية تحاول الوقوف في وجه النظام العالمي الغربي. لقد عملت إسرائيل دور الشرطي وقامت بتخريب العالم العربي على مدى عقود وذلك عبر تغلغل الموساد في أغلب الدول العربية وفي دول الساحل وغرب افريقيا. هذه المليارات عبارة عن استثمار في قوة غاشمة تؤدي دورا وأجرا على كل مهماتها. لقد أصبح العالم العربي ممزقا إلى طوائف ودويلات وغارقا في الاقتتال وإسرائيل تنعم بالأمن والاستقرار والازدهار. الدولة العبرية ومنذ نشأتها كانت محمية الغرب وساعدتها بمليارات الدولارات من أجل التفوق العسكري والتكنولوجي على كل الدول العربية. فمثلا فرنسا ساعدت إسرائيل على بناء مفاعلها النووي. وفي المقابل أسدت إسرائيل خدمات للغرب منذ نشأتها، حيث حضرت وشاركت في العدوان الثلاثي على مصر أيام الزعيم عبد الناصر لمعاقبته على تأميمه لقناة السويس، وقامت بتدمير البرنامج النووي العراقي في عهد صدام حسين.
○ ما رأيك في مسلسل السلام وحل الدولتين؟
• اتفاق أوسلو كان هدية لا تقدر بثمن لإسرائيل وكان خطأ فادحا ارتكبته السلطة الفلسطينية وهو ما أوصلها إلى ما هي الآن فيه. كل من يعول على حل الدولتين فهو واهم وحل الدولتين مجرد مسرحية، لأن إسرائيل لن تعترف أبدا بدولة فلسطينية، فهي دولة استعمارية مارقة لم تحدد لحد الآن حدودها الجغرافية وتسعى للتمدد على حساب جيرانها. إسرائيل تناور وتساوم منذ سنوات من أجل ربح الوقت والسلطة الفلسطينية تعتقد أنها تفاوض من أجل حل الدولتين الذي لن يأتي أبدا، في ظل ظروف الانقسام الفلسطيني والتشرذم العربي.
لقد انتقل عدد المستوطنات من 150 ألفا إلى 600 ألف وإسرائيل تريد ربح المزيد من الوقت من أجل الوصول إلى مليون مستوطنة وبالتالي سيكون من المستحيل إخلاؤها. بالإضافة إلى أن هناك قيادات فلسطينية لا يهمها قيام دولة فلسطينية بل مستعدة للتعاون مع إسرائيل والتنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني.
كنت أتمنى لو أن محمود عباس تحلى بشيء من الشجاعة وقام بحل السلطة الفلسطينية لإظهار إسرائيل على حقيقتها، باعتبارها دولة احتلال ضربت عرض الحائط كل القرارات الدولية منذ عقود، وكان العديد من أحرار العالم سيهبون للتعاطف من جديد مع القضية الفلسطينية. كما كان بإمكان عباس التنحي عن السلطة من أجل تنظيم انتخابات رئاسية وترشيح القيادي مروان البرغوثي للرئاسة، وحتما كان سيفوز بها، وهو ما كان سيجعل منه رمزا وطنيا كبيرا سيعيد للقضية الفلسطينية وهجها، وسيعتبر رئيسا منتخبا داخل السجون الإسرائيلية. دولة إسرائيل تتبنى سياسة استعمارية وعنصرية تجاه الفلسطينيين، ورغم ذلك نرى عددا من النخب العربية تسارع من أجل التطبيع مع إسرائيل، إنه أمر يثير غضبي وحزني. أنا يهودي عربي وقلبي يتفطر ويعتصرني الألم والحزن عندما أرى واقع الأمة العربية وما تعيشه من انقسامات واقتتال، وخصوصا كيف أن إسرائيل تفعل ما تشاء وتتصرف كدولة مارقة والعرب لا يحركون ساكنا. على الأقل إذا كانت الأنظمة العربية عاجزة فلا تصفق للباطل وتساهم في خنق الفلسطينيين وحصارهم كما يفعل النظام المصري الحالي في قطاع غزة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف