بعد «تورا بورا».. ماذا عن العائدين من «دابق»؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
جميل الذيابي
سؤال ينبع من تبعات وقائع مماثلة سابقة، ينبغي أن تكون شكّلت تجارب لا بد من الاعتبار منها، لئلا تتكرر التبعات والإفرازات والتداعيات على أمن المملكة واستقرارها.
فقد أضحينا خلال الآونة الأخيرة نشاهد أرتال سيارات محملة بعناصر تنظيم «داعش»، وهي تفر من دابق في سورية، ثم من الموصل في شمال العراق، بعد التحالف الدولي لطرد «داعش» من المناطق التي سيطر عليها التنظيم خلال السنوات الثلاث الأخيرة. السؤال:
إلى أين تراهم فارون وأين ستكون وجهتهم القادمة، وما هي خططهم؟
هل سينتحرون جماعياً بالذهاب إلى الرقة، وهي المعقل الأخير بأيديهم، وهم
يدركون أن دول العالم كله ستزحف صوب الرقة لملاحقتهم وطردهم، بعد استعادة الموصل؟ لقد تراوحت التقديرات بشأن عدد عناصر داعش، لكن أكثر تلك الترجيحات تضع مقاتليها بين خمسة وستة آلاف عنصر من دول عدة.
مرة أخرى، إلى أين سيذهبون؟ وبما أن التقارير الأمنية الرسمية والأسرية تؤكد وجود بعض السعوديين بينهم، فإن من المشروع أن نتساءل: هل سيعودون للمملكة؟ مثلما عاد عناصر «القاعدة» من كهوف تورا بورا بأفغانستان إلى السعودية في بداية الألفية، وما لبثوا أن عاثوا في أرجاء البلاد فساداً وتخريباً وتكفيراً وتفجيراً وإزهاقاً للأنفس البريئة، وترويعاً للآمنين والمستأمنين.
وذاعت يومذاك تسميات من قبيل «العائدون من أفغانستان». فهل سيكون هناك قريباً «العائدون من دابق»؟ أم «العائدون من الموصل»؟ أم «العائدون من الرقة»؟
وبالمثل، فإنه مشروع أيضاً أن نتساءل كيف ستتعامل الدولة مع أي عودة غير مرحب بها من هذا القبيل؟ وهل تملك الدولة قوائم كاملة بأسماء هؤلاء المتعطشين لسفك الدماء؟ وهل أعدت الدولة عدتها لأي طارئ من هذه الشاكلة؟ إنها أسئلة مهمة لئلا يعيد التاريخ نفسه، فقد رأينا كيف سعى العائدون من «القاعدة» إلى تحويل المملكة إلى جحيم من الجرائم الإرهابية، والتفجيرات، والاغتيالات، والفظائع. وجاء من بعدهم «العائدون من سورية» و«العائدون من العراق» ليستهدفوا بقنابلهم وأسلحتهم النسيج الوطني المتماسك، لإحداث فتنة طائفية من خلال تفجير المساجد، واستهداف مكة المكرمة والمدينة المنورة ورجال الأمن. ولا بد من التنويه أن عدداً من هؤلاء الإرهابيين الفارّين من جنسيات عربية وإسلامية عدة غالبيتهم من التوانسة والليبيين، ومن دول غربية من أمريكا وكندا وبريطانيا وفرنسا وبلجيكا، وبعضهم جنّدتهم إيران التي تؤوي قادة «القاعدة»، بدءا من «استضافة» أسرة أسامة بن لادن انتهاء بأبي الفرج المصري الذي قتل بغارة أمريكية في صفوف جبهة النصرة (فتح الشام) التي تمثل امتداداً لتنظيم «القاعدة». وليس من شك في أن هؤلاء العائدين المحتملين خطرون وسيأتون لتنفيذ أجندات إرهابية، ومخططات خبيثة، نحو الخراب وتأجيج الطائفية والحقن المذهبي.
نلاحظ جميعاً، أن هناك عناصر تحريضية وخلايا نائمة داخل البلاد تنتظر الفرصة للانقضاض، يساندها محرضون ومتعاطفون يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي للتجنيد والتخطيط والتنفيذ، لذلك علينا جميعا التكاتف والقيام بمسؤولياتنا الوطنية، إذ لا تزال الجهود الأمنية وحدها في الواجهة والمواجهة. لابد من تكامل مؤسسات الدولة الحكومية والأهلية وقبل ذلك المواطن، لفضح كل صاحب فكر «داعشي» أو «قاعدي» أو من على شاكلتهما من الإرهابيين المجرمين الذين يتربصون بالبلاد والعباد!
الأكيد أن المرحلة حرجة.. والمنطقة مشتعلة، والأمن هو الخيار الذي لا يمكن التفريط أو العبث به، والتمرد في أي بلاد في العالم لا يحتاج إلى جيوش وقوات كبيرة العدد لتمارسه، بل إن تفجيرا واحدا في مدينة آمنة، أو صحراء مترامية، كفيل بترويع الناس.
لذلك كان لا بد أن نتساءل: هل نحن جاهزون لكل الاحتمالات؟!
التعليقات
داعش مختَرقه
عبدالله العثامنه -من المبكر الكلام عن العائدين الدواعش الى الدول العربيه لأن أفلام ومسرحيات داعش في سوريا والعراق لم تنته بعد والكلام الأن يدور على الدواعش المرسلين الى دول أسيا الاسلاميه،،، قبل معركة الموصل بساعات جاء القرار"الاستخباراتي الأممي"لقيادات داعش بالمغادره الفوريه الى سوريا وغادروا فعلاً ومعظم الذين غادروا "الملثمون الشيعه"وتركوا الدواعش المغفلين من أهل السنه يواجهون مصيرهم رغم أن الذين غادروا مختَرقون من فصائل المقاومه العراقيه والجيش الحر خصوصاً "التوانسه والمغاربه" الذين ثابوا وعادوا الى التسنن، والدليل أن أبا بكر البغدادي قام قبل حوالي الشهر بتغيير طاقمه الأمني ولو لم يفعل لسمعنا خبر مقتله، ثم أتبعها قبل يومين بتصفية 59 من الدواعش في الموصل بينهم ثلاثه من العناصر السريين تابعين لفصائل المقاومه العراقيه (أي أنه قتل 56 داعشي أصلي من أجل التخلّص من ثلاثه مدسوسين) ودليل أخر على اختراق داعش مسلسل الانهيارات الكبيره للدواعش في معارك درع الفرات حيث تقوم العناصر الوطنيه المزروعه في صفوف داعش بالاتفاق مع الجيش الحر قبل المعركه وأثنائها في قرية ما بقتل عناصر داعش غيلة فيحصل الانهيار ويدخل الاتراك والجيش الحر ويحتلوها بسهوله بعد معارك صوريه ويهرب الدواعش الى قرية أخرى وهكذا يتكرر السيناريو ، ولو دققت في جثث قتلى داعش لوجدت أن الكثير منهم قُتل من الخلف غدراً،،، ما أود قوله أنه لو ترك الجيش الحر والفصائل العراقيه لقضوا على داعش في أسابيع معدوده لكنها لعبة الاستخبارات الأمميه والايرانيه التي يراد لها أن لا تنتهي قبل الانتهاء من أهدافها المرسومه.