جريدة الجرائد

الموصل ونحن وأهل العراق

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عزة السبيعي   

الموصل -أو نينوى- يقول التاريخ أنها لم تسقط بيد الفرس مطلقاً رغم كل هذا التاريخ وهذه الحروب وكل هذه الخيانات. كأنما هناك تعويذة تحفظها للعراق دائماً. حتى الأتراك أنفسهم والذين يجمعهم بالموصل ذكريات عثمانية ظلت المدينة التي تجمع نهري العراق دجلة والفرات بعيدا عنهم، ظلت عراقية جداً.
في كذبة من أكاذيب الجيش الإلكتروني الإيراني يقول فيها إن بوتين يقول: "إن بالنجف شيخا لو قال لرجاله لا تمسوا إلا في مكة لفعلوا". هم يقصدون السيستاني، والذي بالمناسبة لا يتحدث العربية إلا مع ألف خطأ نحوي.
الرد على هكذا كذبة يحتاج إلى صورة فقط لجنود جيش المالكي وهم بملابسهم الداخلية فارين من الموصل والتي تناقلتها وكالات الأنباء العالمية.
تلك الصورة للأسف الشديد كتب تحتها الجيش العراقي، وفي الحقيقة الجيش العراقي البطل والذي يعرفه التاريخ؛ معظم جنوده وقياداته كانت من الموصل، فلما جاءت أميركا بمخططها الطائفي عزلتهم واستبدلتهم بأتباع المالكي، والذين أثبتت التحقيقات العراقية أنهم سلموا الموصل لداعش.
يبدو أن الخطة الأميركية تضمنت أن يعطى الداعشيون فرصة أكبر للفرار إلى المنطقة الأقرب لتركيا، لكن إردوغان كان ذكياً جداً وفرض بلاده في الحرب ليحمي حدوده ويتأكد بنفسه أن أعداء الأمة الإسلامية من الدواعش لن يمنحوا فرصة أخرى للانتقال إلى بلد إسلامي آخر.
نحن ـ السعوديين ـ وإن كنا بعيدين عن هذا المشهد الحربي إلا أن المعركة لم تكن بعيدة عن قلوبنا الخائفة على المكون السني في العراق والمقصود من كل تلك الحروب أولاً.
عادل الجبير كان واضحا جداً في مطالبته بحماية المدنيين من السنة مع الإشارة في كل مرة إلى حرص المملكة على وحدة العراق، وكل رحلات الوزير وخطاباته كان لها -ولا يزال- الأثر كبير في تسليط الضوء على السنة وحمايتهم.
إن القوة السنية السياسية المتمثلة في تركيا والسعودية قادرة على الدفاع عن السنة، وهم من الحكمة بحيث يعرفون ماذا يفعلون وماذا يقولون لحماية السنة في العراق وفي غير العراق.
لكن بعض ممن يسترزقون بالخطابات العاطفية ويزيدون متابعيهم ببكائيات تضر ولا تنفع انطلقوا مع معركة الموصل بإشعال نيران الطائفية، واعتبار المعركة موجهة نحو السنة وليس داعش، متناسين أن داعش هجرت 3 ملايين عراقي سني حتى الآن، ولن يعيدهم إلى الأنبار والموصل وغيرها إلا زوال داعش.
البعض يستخدم عبارات تشير إلى طائفية الحكومة العراقية متناسيا أن ما يُبقي الطائفية هو مثل هذه الخطابات، وعبارات مثل "رافضة وشيعة وأعداء الإسلام"، ودفع الناس إلى التحزب ضد بعضهم البعض.
ما الفائدة من هذا الخلط ومن هذا النواح غير تأليب الناس بعضهم على بعض؟ ألا تستطيعون نصرة السنة بخطابات أرقى تدعو المجتمع الدولي لحماية المدنيين مهما كان دينهم أو ملتهم.
لماذا لا تدعو للتبرع للونيسيف والأمم المتحدة والمنظمات العاملة هناك والتي تشتكي كل يوم من قلة المال لمساعدة هؤلاء المساكين؟ ألن يكون ذلك أجدى من بكائيات تجعلك تبدو تدافع عن داعش لا عن المدنيين؟
العراق يحتاج إلى وقوفنا معه ضد الإرهاب والطائفية، وبعد أن يصبح دولة مدنية سيستطيع السنة فيه والشيعة والمسيحيون إيجاد طريقهم إلى حقوقهم.

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف