مبروك لميشال عون؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ميشيل تويني
الأسبوع الفائت كتبت أن العماد عون لن يكون رئيساً في ٣١ تشرين الاول، ليس من منطلق ألا يأتي رئيس، بل لأن المعطيات لم تكن توحي الثقة بأنه سيكون هنالك رئيس. بعد أسبوع تغير المشهد وتبدلت المعطيات والمواقف السياسية. وفي لبنان يتغير الموقف بسهولة، فمن يعارض اليوم يؤيد غداً، والعكس صحيح.
فما الذي تبدل؟
أولاً، الموقف الخارجي، ويحكى عن ارتباط بين ملف اليمن وملف لبنان.
ثانياً، موقف الرئيس نبيه بري الذي كان لحسابات أضيق مما صرح به.
ثالثاً، مباركة المملكة العربية السعودية التي كانت قبل ذلك غير واضحة، وحتى رافضة. ولهذا يمكن اليوم القول إن وصول الجنرال أصبح شبه مؤكد، إلا إذا طرأ ما لم يكن في الحسبان.
لكن ثمة أسئلة برسم "التيار" والجنرال وبرسم الرئيس الجديد.
١- السؤال الاول شخصي: لماذا خوّن "التيار" وزعيمه جبران تويني يوم تحالف مع الرئيس سعد الحريري في ٢٠٠٥، واليوم لم يأت الجنرال إلا بتحالف مع الحريري؟ لماذا يكون التحالف مع الغير جريمة ويصبح مع الجنرال متاحاً؟ لا أحد ضد هذا الانفتاح، وربما يكون لمصلحة الوطن، لكن لماذا تخوين الآخرين عندما يفعلون الشيء نفسه؟ على اللبنانيين إذاً ألا يشتموا الآخرين لأننا في بلد أحزابه مبنية على وصول الزعيم وليس على الفكر السياسي لسوء الحظ.
٢- العماد عون طرح برنامج تغيير وإصلاح ومحاربة الفساد، فكيف سيطبقه وهو متحالف اليوم مع من اعتبرهم رموز الفساد؟
٣- هل يكون التحالف مع جعجع لتعزيز الموقع المسيحي والبدء مثلا بقانون انتخابي عادل، أم سيتقبلان قانون الـ٦٠، وهنا التحدي الكبير لهما؟
٤- ماذا سيفعل الجنرال بمواضيع الناس، وأولها ملف النفايات الذي بات لا يحتمل؟
يجب ألا ننسى أهمية انتخاب رئيس للجمهورية بعد فراغ دام أكثر من سنتين، لكننا لا نعتبره إنجازاً لأن انتخاب الرئيس في أي بلد أمر طبيعي. ومن الطبيعي أن يكون أثر هذا الاستحقاق إيجابياً على الاقتصاد والحياة الديموقراطية، وخصوصاً أنه سيؤدي الى تسمية الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة، مما يعكس جو وفاق عام بين كل الأطراف الذين تبين أن خلافاتهم كانت على السلطة وليس على رؤية سياسية او على مصالح من يمثلون. فالحريري تحالف مع من يوصله، وعون مع من يوصله، وجعجع مع من يقويه، وبري لم يدعم من لم يسلّفه. ورغم هذه المهزلة السياسية، لا يمكن إلا أن نكون إيجابيين، خصوصاً إذا تمكن الجنرال من ان يأتي بحكومة قوية تعمل جدياً. والصعوبة بعد تخطي ٣١ تشرين الاول ستكون في تأليف حكومة، وهل من فعل كل شيء لإسقاط الحريري سيقبل به مجدداً ويسهّل التأليف؟ لا نملك إلا أن نعطي من فشلوا في الماضي فرصة ليثبتوا العكس اليوم.