جريدة الجرائد

اليمن: شرعية التاجر وشيخ القبيلة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

مطلق بن سعود المطيري

اليمن ليست دولة تدور بها حرب بين أ

طراف داخلية وخارجية وحسب، بل دولة مصالح وفرص لم تمثل في المبادرات السياسية التي طرحت من أجل الوصول لحل نهائي لأزمتها الطاحنة، فتجاوز الحرب الى حقل المصالح والفرص ليس تجاوزا عبثيا ولا هروبا من مواجهة استحقاقات الحرب، ولكنه إعادة لتعريف الأزمة وفقا لمصالح اليمن الوطن وليس لصالح أطراف الصراع: "الشرعية والانقلابيون".

فالأمر يتطلب ألا تكون هناك شرعية مقدسة ولا قوة لمشروع توسعي خارجي يستغل الطائفية لفرضه بروح عقيدة لا تقاوم، فرص السلام في اليمن لا يمكن أن تأتي بها الشرعية وليست على أجندة الحوثي والمخلوع، الفرصة عند طرف ثالث يمني مازال غائبا أو مغيبا عن الدوائر المهمة والمتحكمة في الصراع، إنها موجودة في إرادة الشعب، ولكن من يمثلها وكيف؟ وهنا نريد أن نشير لرجل الأعمال وشيخ القبيلة، الرأس المال الاقتصادي ورأس المال الاجتماعي، فمن هذه التوليفة يمكن تشكيل شرعية منقذة وممثلة لإرادة الشعب، فرجل الأعمال لا يحتاج لانتخابات لكي يتم التأكد من تجارته، وكذلك شيخ القبيلة لا تحتاج مشيخته لتزكية دولية أو محلية..

في المملكة يوجد رجال أعمال سعوديون من أصول يمنية يهمهم عودة اليمن لاستقراره ويوجد لبعضهم شراكات مع رجال أعمال يمنيين، وشيوخ القبائل مازالت كلمتهم نافذة في قبائلهم ومازال السلاح بأيديهم وفوق ذلك لا أحد يزايد على وطنيتهم، البداية تكون بقيام رجل أعمال واحد وشيخ قبيلة بالتحرك لطلب عقد اجتماع موسع يجمع نظرائهم، ليتم التباحث في آلية تشكيل مجلس إنقاذ، يوجه بوقف إطلاق النار، وتوفير المساعدات الإنسانية والطبية، لا يرجع في قراراته إلى الشرعية أو الانقلابيين، هؤلاء هم من سوف ينقذ اليمن وليس مبادرات المبعوث الأممي.

مبادرة إنسانية ليس لها أي هدف سياسي، إنسانية يمنية، من اليمن الى اليمن، فحتى خيار مكان الاجتماع لو تم في مدينة جدة مثلا، فهذا ليس له بعد سياسي، فالأمر يتعلق بوجود الرأس المال اليمني، وقدرة أصحابه على المشاركة والعمل لإنقاذ بلدهم، الجوع والمرض لا يحتاج لشرعية سياسية تقاومه، بل يحتاج لضمير إنساني وطني يتجاوز جميع العقبات السياسية والنفوذ والسلطة، للوصول للجوعى والمرضى في أي مكان في اليمن، تشكيل مجلس إنقاذ إنساني يمني لا يخضع لشرعية ولا لحوثي أو مخلوع، هو فقط المجلس الذي يمثل الشعب اليمني بدون مصالح او تقسيمات طائفية، الحوثي مشروع طائفي والشرعية ضعيفة، والنتيجة زيادة في الموت والمرض والجوع، فلينهض الشعب اليمني ويقضي على كل العوائق التي تمنعه من مساعدة شقيقه الجائع والمريض.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
يمني يتساءل
يمني -

أين عاصفة الأمل؟ هل صار كل شيء هباءً منثورا؟