جريدة الجرائد

تعثّر الديموقراطية وتطورها

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

خالد الطراح  

«مشكلة الديموقراطية» لخصها الأخ العزيز الزميل مبارك الدويله (بومعاذ)، في مقاله بتاريخ 2016/11/2، فيما حمل المقال معاني ورسائل عدة بين السطور أتمنى ان يتمعن في قراءتها السياسيون والناخبون المقبلون حالياً على انتخابات جديدة، ممكن ان تنتشل الكويت وتعثر الديموقراطية من وضعها الحالي، ومحاولات وأد الديموقراطية ومكتسبات لم تتحقق بسهولة ولم تكن ترفاً سياسياً، فقد جاءت نتيجة نضال سياسي قاده الآباء والاجداد لدولة الدستور المكتوب.
أصاب كبد الحقيقة الاخ بومعاذ في تحليله، لا سيما بخصوص ان الناس عندنا بدأوا «يكفرون» بالديموقراطية. وربط تأخر مسيرة التنمية بسبب ما يدعيه البعض بشأن التأزيم المفتعل من قبل مجالس الامة السابقة، خصوصاً قبل ولادة الصوت الواحد، لكن برهنت الظروف والاحداث ان الديموقراطية براء من هذه الاتهامات، وان العلة تكمن في ممارسات حكومية ونيابية سيطرت عليها انانية سياسية، جعلتها تقدم المصلحة الفردية والجماعية على المصلحة الوطنية.
54 عاما هو عمر الحياة الديموقراطية، وما زالت هناك قوى تستهدف بشراسة الديموقراطية، وهي قوى ليست خفية، بل تعيش بيننا، وبعضها صعد على اكتاف الديموقراطية ليصل الى مقاعد وزارية او تحقيق مصالح اقتصادية، بينما الضحية الوطن والمواطن.
ولا بد من المصارحة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الكويت.. ان التشرذم السياسي بين القوى السياسية، التي يفترض ان تتصدى لمؤامرات واضحة الاهداف في اغتيال الديموقراطية، ركزت على تصفية حسابات سياسية مع تيارات فكرية وسياسية دون السمو فوق الجراح او اختلاف الرؤى من اجل هدف اسمى واعلى وهو المصلحة الوطنية والتصدي لمحاولات تشويه الديموقراطية، الى درجة تشويه البعض لقوى سياسية اخرى، وتصوير المشهد وكأننا امام سباق محموم بين بعضنا وبعض، بينما السباق الحقيقي هو بين قوى تستهدف محو 54 عاما من المكتسبات الديموقراطية!
ليس سراً اليوم ان هناك من يحاول تشويه مواقف القوى التي كسرت المقاطعة بحجج مختلفة، والمحزن ان هناك من ما زال يفكر بسطحية ساذجة في تسخير كل الطاقات ضد الحركة الدستورية التي بادرت الى الاعلان عن كسر المقاطعة للانتخابات، وهو قرار حكيم يدلل على تقييم للتحديات الراهنة، بينما هناك قوى، وانا شخصيا منها، أسعدها قرار كسر المقاطعة، فالمصلحة الوطنية تتطلب التضامن والتعاون في دعم قوى صلبة نحو قبة عبدالله السالم، من اجل تصحيح النظام الانتخابي قبل اي امر آخر، وعدم الدخول في مناكفات سياسية الخاسر الاكبر فيها الكويت، وطنا ومواطنا.
اننا امام تحد خطر جدا يستوجب ان نضع الديموقراطية نصب أعينا، وإذا ما استمر التفكير بنمطية التشرذم السياسي او تسوية الحسابات والانانية، فلن يتربح من ذلك سوى المفسدين وقوى الفساد، لذا من الواجب ترجيح صوت العقل في الانتخابات واعطاء الصوت لمن هو قادر على الصمود في الدفاع عن الديموقراطية وحمايتها وتصحيح النظام الانتخابي من اجل كويت الماضي والحاضر.
شكرا لمن عاد، وشكرا سلفا لمن سيحكِّم العقل في انتخابات 2016.

خالد أحمد الطراح

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف