جريدة الجرائد

ربيع أميركي أم زلزال سياسي؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يوسف القبلان

معظم التوقعات وفي مقدمتها توقعات الإعلام الأميركي، والاستطلاعات كانت تُنصب هيلاري كلينتون الرئيس 45 للولايات المتحدة الأميركية. لكن النتيجة النهائية الرسمية كانت بمثابة الزلزال السياسي على حد وصف سياسي أميركي.

المتابعون للانتخابات في أميركا وخارجها -وأنا أحدهم- ظنوا أن ترامب لن يفوز في الانتخابات لأسباب كثيرة منها عدم وجود الخبرة السياسية، ولغته العنصرية، وشخصيته المندفعة واتجاهاته نحو التغيير في العلاقات الدولية السياسية والاقتصادية. ما حصل أن بعض تلك الأسباب قادته إلى الفوز، إلى جانب خطأ هيلاري في السير على خطى أوباما في مجتمع يعشق التغيير. ويجذبه الخطاب الشعبي واللغة غير الرسمية والوضوح وهذا ما نجح فيه ترامب. أما توفير فرص العمل للأميركيين فهي عامل جذب قوي ومؤثر في كسب المؤيدين، وهذا رغم كونه مجرد وعد انتخابي الا أنه أحد الأسباب التي ساعدته على الفوز.

كانت حملة الانتخابات بين ترامب وكلينتون معركة شرسة ومن أسوأ الحملات في تاريخ أميركا من حيث أسلوبها ولغتها ومحتواها. ورغم أن كلينتون انتقدت المستوى الهابط لحملة ترامب وقالت إنها لن تفعل نفس الشيء الا أنها فشلت في ذلك، وفي هذا شيء من التناقض. ويبدو أن ترامب نجح في سحب منافسته إلى المعركة التي يجيدها ويملك أسلحة الانتصار فيها.

هل ما حصل ثورة أميركية أم جزء من تغيير سياسي عالمي، وهل سينفذ ترامب الأفكار والتوجهات التي طرحها في حملته الانتخابية، أم ستقيده متطلبات المنصب، وصلاحيات الرئيس رغم سيطرة الحزب الجمهوري على كل السلطات؟ ستكون ثورة وانقلاباً على الثوابت الأميركية لو نفذ ما قاله في حملته الانتخابية لكنه لن يفعل وإن رغب في ذلك. خطابه بعد تحقيق الفوز جاء بشخص جديد رئيساً لكل الأميركيين وهذا هو المتوقع لأن الحملة الانتخابية منافسة للفوز بالسباق وتحقيق الانتصار للشخص والحزب، أما الرئاسة فهي مسؤولية مختلفة.

هل سيكون العالم أمام أميركا جديدة؟ إن حصل هذا فهو تغيير يتفق مع الثقافة الأميركية. هذه الثقافة كان يمكن أن تقود إلى وصول أول امرأة إلى رئاسة أميركا لكن هذا لم يتحقق لأسباب لا أظن أن لها علاقة بجنس المرشح.

فشلت كافة التوقعات التي سبقت الانتخابات ووصل ترامب إلى البيت الأبيض فهل تصدق التعليقات اللاحقة بأن ما حدث زلزال سياسي أم ثورة؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام والسنوات القادمة؟ وبعد نتيجة الانتخابات لا أحد يملك القدرة على التوقع.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف