جريدة الجرائد

اللبناني - السعودي - الأميركي: أمين الريحاني

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

 مشاري الذايدي  

 حسنًا فعلت السفارة السعودية في لبنان، ورئيسها المكلف المستشار وليد بخاري، في عقد الملتقى الثقافي السعودي اللبناني «الأول» تحت عنوان «عروبة الريحاني»، في دارة رئيس البعثة السعودية في اليرزة.
الملتقى خُصص للمؤرخ والأديب، صاحب «الفريكة»؛ ضيعته، أمين الريحاني، الذي كان صديقًا للملك المؤسس عبد العزيز، وبينهما صفحات ثرية من التاريخ والسياسة، دوَّن شطرًا منها الأديب الريحاني في كتابيه، «تاريخ نجد وملوك العرب»، ثم «الرسائل المتبادلة» التي خرجت لاحقًا.
الريحاني من الرواد العرب الذين التقوا الملك عبد العزيز في أول العشرينات من القرن المنصرم، ورافقه على أكوار الإبل من رمال الأحساء إلى ميناء العقير، حيث عقدت اتفاقية الحدود الشهيرة بين نجد والكويت والعراق، وكان حاضرها، ودوَّن عنها مواد تاريخية في غاية النفاسة، بكتابه «ملوك العرب».
لذلك كان المستشار وليد بخاري محقًّا وهو يتحدث في كلمته عن الأثر الذي تركه أمين الريحاني في الثقافة والوجدان السعوديين.
البادرة اللطيفة كانت في تكريم ابن أخي الريحاني، وسميِّه، أمين ألبرت الريحاني، بتسليمه القلادة الذهبية، وهو تحدث بدوره عن العلاقة التاريخية التي تربط لبنان بالسعودية، والعلاقة بين الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود والأديب أمين الريحاني.
صداقة من نوع نادر ومتميز ربطت بين الملك العربي المسلم المحافظ، مع الأديب اللبناني - الأميركي، المسيحي، العصراني، أمين الريحاني، يحسن تذكرها في أجواء الكراهية التي سيطرت على سماء الشرق الأوسط.
كان معيار الريحاني السياسي والأخلاقي هو الحفاظ على العروبة. كان هذا حلمه في تلك الأيام المثيرة من أيام العرب، حيث تفكك الدولة العثمانية وهجمة القوى الغربية. لذلك كان صائبًا تقديم الدكتور ميشال جحا، في هذا الملتقى ورقة عمل بعنوان «عروبة أمين الريحاني».
الحق أن الريحاني ليس هو اللبناني ولا المسيحي الوحيد الذي جمعته آصرة وثيقة بالملك المؤسس عبد العزيز، فهناك سفير السعودية في الأمم المتحدة اللبناني المسيحي جميل بارودي، ولدينا أيضًا الوزير والسفير والمؤرخ العمدة، فؤاد حمزة، وهو من دروز لبنان، وقد عمل بجد وإخلاص مع الملك عبد العزيز.
أظن أن تنشيط مثل هذه اللقاءات، يجلو الصدأ عن صفحات سعودية نقية منيرة، تكشف عن البعد العروبي، والنزعة التلقائية غير المتشنجة في تقدير ذوي النصح الصادق والمواهب الفريدة، دون نظر لأي اعتبار آخر.
مثلما حصل في ملتقيات السعودية الثقافية الجديدة ببيروت، يمكن ذلك بالقاهرة والرباط وإسلام آباد ونيودلهي وجاكرتا وعمّان وطرابلس الغرب، وغير ذلك.
نقول للسفارة السعودية بلبنان: أحسنتم.

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف