جريدة الجرائد

نجاح العتيبي التي لخبطت الجبير

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

خلف الحربي

وزيرنا الهمام المفوه عادل الجبير له مكانة غالية في قلوب السعوديين، يثلج الصدور دائما بحضوره الذهني القوي وسرعة بديهته وتعبيره عن فكرته الواضحة بأقصر الطرق وأكثرها تأثيرا دون تكلف، رجل جاء في الوقت المناسب ليكون خير خلف لعملاق الدبلوماسية السعودية الأمير الراحل سعود الفيصل -رحمه الله. ومنذ الأيام الأولى لتوليه حقيبة الخارجية بدا الجبير محاربا شجاعا في مجاله.. لم تربكه الحملات الإعلامية الدولية التي انهالت على بلاده من كل حدب وصوب، وكان مستعدا دائما لمواجهة كل الصحفيين الذين تهافتوا للصيد في الماء العكر.. لأنه مؤمن بأن بلاده على حق، وقادر على  التعبير عن إيمانه هذا بكل وضوح وقوة.


كان مقنعا جدا ومؤثرا جدا في كل ردوده على الصحفيين الذين حاولوا أن يربطوا بين الإسلام والإرهاب، أو الآخرين الذين حاولوا خلط الأوراق عند حديثهم عن الحرب في اليمن، أو مهما كانت الأسئلة الملغمة عن إنتاج النفط، عن الاتهامات بدعم الإرهاب، عن الموقف في سوريا، عن الاقتصاد السعودي في هذه المرحلة.. في كل مرة كان الوزير ينجح في تفكيك اللغم الماكر بل وينجح أكثر في تفجيره في وجه الخصوم.

حتى جاءت لحظة غير منتظرة.. فالصياد هذه المرة ليس صحفيا أجنبيا أو دبلوماسيا إيرانيا بل فتاة من أهل البلد. اختارت المبتعثة نجاح العتيبي مقعدا في القاعة التي يتزاحم فيها الصحفيون الأجانب، وبينما كان الوزير الذكي يتصدى للأسئلة الماكرة وكأنها كرات تنس.. دخلت نجاح على الخط وسألت سؤالا قديما يعتبر الأكثر ترديدا في البلد حول قيادة المرأة للسيارة.. هذا هو السؤال (البلشة) الذي كانت مواجهتنا له لمدة 50 عاما بأن الوقت غير مناسب لطرحه فما بالك بالإجابة عليه!! لغم صنعناه بأيدينا ووضعناه أمام أقدامنا بكل إصرار، ولا نريد من أي مخلوق كان أن يقول لنا: لم فعلتم ذلك بأنفسكم؟.. هذا قيدنا ونحن أحرار فيه!

لم يكن الجبير مقنعا -كما هي عادته- حين أجاب على سؤال نجاح.. فقد عاد فجأة إلى الزخارف اللغوية والمبررات الجاهزة التي تتلخص في تحميل المجتمع مسؤولية هذا الوضع الغريب.. بدا المشهد هذه المرة مؤثرا بشكل عكسي وكأن الوزير يشرح لمن في القاعة بأن ما تقوله هذه المرأة صحيح ولكن لدينا مجتمع يرفض هذا الشيء الصحيح.. حاول الجبير استخدام كل مهاراته في تفكيك لغم نجاح المفاجئ ولكن كما يقول المثل: (الشق أكبر من الرقعة) فخسر المنازلة، لأن أفضل ترجمة يمكن أن يجدها الصحفيون على جوابه أن مجتمعنا متأخر ومستمتع بهذا التأخر والحكومة لا تريد أن تفسد استمتاعه بالتأخر.. وهذا في الغالب غير صحيح.

تحية لنجاح العتيبي حتى لو قلتم بأن توقيت سؤالها مضر.. فأنتم في كل مرة ترفضون هذا السؤال بحجة سوء التوقيت.. بينما الوقت دون نهاية.

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
من يحتاج القيادة
فاطمه علي الشمري -

للأسف الذي يثير مسألة قيادة المرأة للسيارة في السعودية هم من ليسوا بحاجة لقيادة السيارة ولديهم بدل السايق عشرة ودائمو السفر والتواجد بالخارج ومريدي الشهرة؟؟!!هناك قضايا مصيرية تخص المرأة وكرامتها تحتاج من يتبناها ويطرح الحلول الجذرية المتوازنة لصالحها ؟؟! والمرأة المحتاجة تطحن للعيش الكريم !والحاجة للسيارة خاصة من لا معيل لها..لكن لا يصل صوتهن للعالم؟؟النخبة واصحاب القرار في سبات ؟؟

Ff
خلف العتيبي -

ما اطقع من نجاح الا انت

لم يكن مقنعا لأمثالك
راهي مرهون -

الجبير اعطى الجواب المقنع الا لمن اصر على عدم الاقتناع امثال الكاتبلا ادري لماذا تصر العتيبي على سؤالها و قريباتها لم يمنعن من قيادة السيارة في البراري؟!

عقوق الوطن
خالد علوش -

أستغرب من الكاتب إشادته للطالبة ، بالرغم من أنني مقتنع بحق المرأة السعودية في قيادة السيارة ألا أن طرح هذا السؤال وفِي هذا المكان والزمان هو عقوق للوطن. نعم عقوق ياحضرة الكاتب المحترم ، تخيل أن أبنك يشتكي تقصيرك له لأبناء الحي ، هل كنت ستشيد بأبنك او سوف تنصحه بأن لا يتحدث عن المشاكل العائلية خارج المنزل.

رد على الكاتب
محمد ربيع -

الشق أكبر من الرقعه فعلا دولتنا في صراع من الشرق والغرب والشمال والجنوب وهذا يسأل عن قيادة المرأة للسيارة سؤال غبي فعلا الجبير همومه أكبر من هذا الموضوع والسؤال من وراء هذا الموضوع وهذا التوقيت دوروا وزير آخر يجيب عليكم أسئلتكم التافهه الله يرحم والديكم واتركوا الجبير ماهو فاضي لكم في الجو 24 ساعه من دوله لدوله

مقال ركيك ومليء بالتشفي
سعدون العمر -

من وجهة نظري أن رد معالي وزير الخارجية أثار حفيظة خلف الحربي، وكرد فعل قام بإنشاء هذا المقال.. على أية حال، أيها الكتاب السعوديون، تعلموا من الكتاب في تونس والجزائر حب الوطن والكتابة من أجل بناء ونهضة هذا الوطن وترجمة هموم المواطنين، هذا الاسبوع نشر خبر عن اغلاق مركز طبي للقلب ولم يكتب عنه الا الوزير السابق حمد المانع، بينما كتابنا حفظهم الله يستمتعون في أروقة الفنادق في دبي العزيزة علي شخصيا

التوقيت مناسب ولكن
إبراهيم -

التوقيت مناسب .. فليس من المعقول أن توقيت هذا السؤال طوال العشرين سنة الماضية يكون دائما غير مناسب .. ولكن الغير مناسب هو توجيهه للوزير .. هو حاليا يحمل مسؤولية حماية المملكة من تبعات الحرب ضد الحوثيين وضد داعش ويقاوم الهجوم المتوالي على المملكة من الصحافة الشرقية والغربية والعربية أيضا ويعمل على إرساء علاقات المملكة وحمايتها من الدول الصديقة قبل العدوة خصوصا في الوضع الاقتصادي الحالي وغيرها الكثير من الأمور البالغة الحساسية .. إلا يكفي ما هو فيه ليتم إقحامه أيضا بنك المشكلة؟

مضحك
ابو يزيد -

حالكم أصبح فضيحه عالمية ومضحك اقليما ههههمنذ متى كانت قيادة المرأة للسيارة عنوانا للتقدم والتطور هل سيجعلنا ذلك بلد صناعي أو زراعي أو متقدم تكنولوجيا وطبيا وسنصل لسطح القمر وعندما تحدث الجبير فهو صادق فالمجتمع يرفض قيادة المرأة للسيارة لدرء الفتن عنها وتحصينها مما يراد بها والحكومة مشكورة تعي ذلك جيدا .ولا نريد التقدم والتطور حقك يا مهرج الورق .

ديكتاتورية التفكير
مواطن -

طبيعي ان تسال نجاح عن ما يشغل تفكيرها نظرا لصغر عمرها وقلة تجربتها ومايشغل تفكيرها ومبلغ طموحها لكن الغريب الاشاده من خلف وهو يعرف ان التوقيت خاطئ والمكان غير مناسب للسؤل ولكن يزول الاستغراب من اذهان الجميع عندما ندرك ان من همهم انفسهم انانيون لدرجه انهم لا يفكرون الا باثارة ما يرغبون في تحقيقة دكتاتورية التفكير