ترامب وحكمة درويش
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
مشاري الذايدي
كتب الأستاذ عادل درويش مقالة حكيمة في هذه الصحيفة، تحت عنوان «.. وتأتي الرياح بفرص جديدة»، عن ماذا يجب على العرب فعله تجاه إدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب.
استهلها درويش ببعض الأمثال العالمية، السياسية، ومنها المثل الصيني: «الأزمة فرصة تمتطي رياحًا خطرة» والإيطالي: «لا تحكم أبدا على كتاب من غلافه»، مهديا هذه الأمثال لصناع الرأي العام ليضعوا الرئيس الأميركي القادم دونالد ترامب في الميزان.
في خضم «الهجاء» الفائض في الميديا العالمية، بقيادة اليسار والليبراليين في أميركا، معهم ماكينة الإخوان وماكينة إيران - مع بعضهم كالعادة! - يجب الهدوء والتأمل قليلا، في عوائد هذه «الفرصة الخطرة».
من هو المستفيد ومن هو المتضرر من فوز ترامب بالرئاسة الأميركية، بأغلبية ساحقة لحزبه في الكونغرس؟
إيران الخمينية وجماعة الإخوان، ومن يحالفهما من «الثورجية» واليسار، لا ريب في أنهم يقعدون في المربع المتضرر من هذا الفوز.
ترامب، ورجاله الجدد، لم يخفوا غيظهم من اتفاقية «الصابر الاستراتيجي» باراك أوباما مع الجمهورية الخمينية، بنشاط وهمة الوزير كيري. أيضا لم يخف ترامب عزمه على سحق «داعش» وكل جماعات الإسلام الراديكالي، يعني أكيد أن جماعة الإخوان حاضرة ببهاء في هذا التصنيف!
هل يعني هذا الارتياح لكل سياسات ترامب الخارجية - وهي ما يهمنا - أم يجب القلق من بعض السياسات؟
بداية لا يمكن الجزم بـ«وضوح» كل السياسات، التي ما زالت قيد التشكل، وربما كانت فيها أشياء مؤلمة لنا، أقصد العرب الذين هم ضد إيران والإخوان.
لكن كون هذه السياسات «قيد التشكل» هو فرصة سانحة، وليس معضلة، خاصة وأن الرجل يمتلك عقلية رجل الأعمال، وينطلق من الحماسة الوطنية الأميركية. هو يقول إنه سيحارب المسلمين المتطرفين والإرهابيين.. ممتاز، وأين الغلط في هذا؟! كلنا نحارب هؤلاء.
يجب «المبادرة» - إن لم يكن قد بودر بالفعل - للمساهمة في بناء هذه السياسات الترامبية الخارجية، والبحث عن نقاط اللقاء معها، وهي كثيرة، حتى نعوض سنوات الظلام الأوبامي الخطير في منطقتنا.
لماذا «نقتات» على هجائيات الميديا الأميركية الليبرالية المعادية لترامب، نتبنى مشاعرهم، ومشاعر جماعة الإخوان أو الخمينية، أو «بعض» نشطاء الأقليات ومجتمع هوليوود بأميركا.
ليست قصتنا. والسياسة لغة المصالح. أختم بنصيحة عادل درويش: «أمام العرب ثلاثة أشهر لفك الارتباط العاطفي بإدارة أوباما، وانتهاز فرصة رئيس جديد أعتقد أنه سيسرع بإعادة رسم خرائط السياسة الخارجية، ومن الحكمة أن يشارك العرب في رسم هذه الخرائط بدلا من البقاء خارج الخطوط التي سيتم رسمها في الأشهر الـ18 المقبلة».