جريدة الجرائد

بين الفرح والحزن... وداعاً كاسترو

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ريم خليفة 

تضاربت المشاعر بين الفرح والحزن على إعلان نبأ وفاة قائد الثورة الكوبية فيدل كاسترو، إذ رأى البعض أن وفاته هي نهاية حقبة الثورة وتحرر الشعوب من قبضة الإمبريالية وبداية حقبة أخرى تتشكل فيها عناصر تحمل نفس توجهات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب واليمين المتشدد والشعبويين في أوروبا.

الكوبيون في ميامي بولاية فلوريدا الأميركية احتشدوا ابتهاجا بنبأ وفاة كاسترو، وسط التقاط صور السلفي والأهازيج على وقع الطبول والأواني.

وهتف المتظاهرون «الآن دور راؤول كاسترو»، و»عاشت كوبا»، و«كوبا حرة»، و«حرية، حرية».

بينما علق آخرون في تغريدات بأنه «كان مجرما وقاتلا»، «تحكمت أسرته في موارد كوبا تحت حكم حزب الأسرة الواحدة».

في الوقت الذي عزت فيه جماعات اليسار في أرجاء العالم بما فيها المنطقة العربية على وفاة الرفيق كاسترو بتغريدات وتعليقات تصفه بالبطل والمناضل.

كانت هي اللحظة المهمة لكوبيي المنافي وخاصة في ميامي، إذ لم يعبروا بتفاؤل وتحسن الوضع في كوبا بعد وفاة فيدل كاسترو؛ لأن الحكم باق في يد شقيقه الأصغر.

نفس الأمر الذي علق عليه أحد الزملاء الصحافيين الكوبيين في حديث مطول معه بالقول «كاسترو عزل كوبا عن العالم، وتحول من انسان مبدئي إلى طاغية، رغم كل ما تحقق في مجالات علمية مثل الطب والرعاية الصحية... الخ، لكن تبقى كوبا اقتصاديا متخلفة كما هي الحريات داخلها... ولست متفائلا بأن الوضع سيتغير».

ويقيم عدد كبير من معارضي ومنتقدي كاسترو في ميامي بما فيها اسبانيا وتحديدا في مدريد، ومعظمهم من الكوبيين المنفيين والفارين من حكمه.

السلطات الكوبية أعلنت الحداد الوطني لتسعة أيام بعد ساعات على وفاة كاسترو، الذي أوصى -بحسب وصيته- بحرق جثته.

كاسترو الذي انتزع السلطة في ثورة 1959 وحكم كوبا 49 عاما، أقام دولة الحزب الواحد، وأصبح شخصية رئيسية في الحرب الباردة. اسس دولة شيوعية على أعتاب الولايات المتحدة، وتحدى على مدى 50 عاما محاولات أميركية لإسقاطه.

في نهاية المطاف، لم تكن محاولات واشنطن ولا الكوبيين المنفيين ولا انهيار الشيوعية السوفيتية هي من أنهى حكم كاسترو، بل المرض الذي أجبره على التنازل عن السلطة لشقيقه الأصغر راؤول.

مهما قيل وكتب عن كاسترو، يبقى أنصاره في العالم وتحديدا في العالم العربي يرون فيه شخصية بعيدة عن سلطوية، وأن الشعب الكوبي رغم الحصار اعتز بكرامته وتراثه الثوري، وأبى أن يرضخ أو ينقلب على قيادته التاريخية.

كوبا التي صورتها الولايات المتحدة وحلفاؤها بالشيطان، انتصرت، والآن بعد البدء في رفع الحصار الظالم عنها، سوف تتحقق الكثير من الإنجازات، وحتما سينعم الشعب الكوبي بحياة أفضل، وستزول الكثير من السلبيات، وتصبح جزيرة الحرية اكثر انفتاحا وتطورا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، هذا اذا ما انتهت المخاطر التي احاطت وتحيط بها.

ويبقى اليسار حول العالم مولعا به، وخاصة الثوار الاشتراكيين في أميركا اللاتينية وإفريقيا والحركات اليسارية في المنطقة العربية.

 إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف