جريدة الجرائد

إنترنت الأشياء.. بين المكاسب المالية والمخاطر الأمنية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إنترنت الأشياء.. يمثل الانفتاح في هذه التقنية واتصال ملايين الأجهزة مسارا جديدا من الفرص الاستثمارية لعديد من الشركات، إلا أن تلك الملايين من الأجهزة المتصلة في الوقت ذاته ستكون عرضة للمخترقين والبرامج الخبيثة، فالتحدي الذي يجب وضعه في الحسبان هو صراع بين قطبي مكاسب ومخاطر هذه التقنية، التي ستسيطر على جميع الأشياء من المستشعرات والهواتف والساعات وصولا إلى معدات المصانع. وقال لـ "الاقتصادية" جميل جيتاني، عضو منتدب في شركة "تيراداتا" السعودية: "ستنشأ عملية إيجاد القيمة من خلال الأجهزة والبرمجيات والخدمات وأنشطة التكامل التي توفرها الشركات التكنولوجية التي تطبق إنترنت الأشياء. ويمثل إنترنت الأشياء فرصا لا متناهية للابتكار والنمو، وخاصة ضمن "رؤية السعودية 2030". ومع ذلك، فإن خطر حدوث خروقات أمنية في منظومة تربط آلاف الأجهزة وتتواصل مع بعضها البعض يعد تهديدا حقيقيا. ويمكن أن تؤدي الحوادث الشائعة مثل الدخول غير المصرح به وإساءة استخدام المعلومات الشخصية إلى حدوث هجمات على أنظمة أخرى وأن تشكل خطرا على السلامة الشخصية. كما قد تنشأ مخاطر تتعلق بالخصوصية أيضا، وذلك من خلال جمع المعلومات الشخصية ومعرفة العادات والمواقع والظروف المادية للأشخاص مع مرور الوقت. وقد يؤدي الافتقار إلى وجود أطر قانونية ملائمة وموحدة إلى قيام الشركات باستخدام هذه البيانات لاتخاذ قرارات الائتمان والتأمين وقرارات العمل. وفي حين لا تزال هذه المخاوف قيد المناقشة، إلا أن المخاطر ذات الصلة بالخصوصية والأمن من شأنها أن تُضعف ثقة المستهلك الضرورية لتعزيز اعتماد إنترنت الأشياء على نطاق أوسع.

وتابع "يساعد ظهور إنترنت الأشياء المؤسسات بجميع أحجامها على تعزيز عملياتها ووضع نماذج أعمال جديدة وتقديم خدمات ابتكارية لعملائها. ومن المتوقع أن تشهد منطقة دول مجلس التعاون الخليجي نشاطا خاصا في هذا المجال، إذ تبشر الميزات الأساسية لإنترنت الأشياء بالخير وذلك من جوانب الاستراتيجيات الوطنية والإقليمية التي يتم تنفيذها في جميع أنحاء المنطقة. وتقود السعودية جهود التنويع الاقتصادي من خلال "رؤية السعودية 2030"، ويعمل القطاع الخاص المتنامي في المملكة على إدخال المزيد من تطبيقات إنترنت الأشياء لتحسين الكفاءة التشغيلية وتعزيز توفيرها للخدمات. كما تستفيد المنطقة أيضا من الانتشار الواسع للأجهزة المحمولة والتوافر واسع النطاق لأحدث جيل من شبكات الهاتف المحمول، التي تعزز بدورها مشاريع إنترنت الأشياء التي تهدف إلى تقديم خدمات المحمول للمستخدم النهائي.

وقدر معهد ماكينزي العالمي أخيرا قدرة إنترنت الأشياء على إدرار ما قيمته من أربعة إلى 11 تريليون دولار أمريكي عالميا بحلول عام 2025. وتعكس هذه الأرقام الكبيرة الإمكانات التي يحملها إنترنت الأشياء لإحداث تحول في تطبيقات المستهلك وتطبيقات الأعمال الموجهة للأعمال.

 

ووفقا لدراسة "ماشينا للأبحاث"، ستبلغ قيمة سوق إنترنت الأشياء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نحو 27.7 مليار ريال في عام 2019، مقارنة بـ 10.76 مليار ريال للعام الماضي. وتشير الدراسة إلى أن السعودية ستستحوذ على ما نسبته 30 في المائة من هذا السوق بحلول عام 2019، وبقيمة قدرها 8.21 مليار ريال. كما ستصبح السيارات المتصلة والمباني المتصلة والقطاعات المتصلة أهم قطاعات إنترنت الأشياء في المملكة على مدار السنوات الخمس المقبلة، لتُمثل نحو 98 في المائة من عائداته.

وختم جيتاني حديثة بأن سوق إنترنت الأشياء في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا بما فيها المملكة العربية السعودية لا يزال في مراحله الأولى. لكن من الجيد أننا بتنا نشاهد مزيدا من الزخم وبوتيرة أسرع. كما أن جهود المملكة نحو تحقيق التنويع الاقتصادي ضمن "رؤية 2030" وزيادة استثمارات القطاع الخاص أعقبت نموا غير مسبوق في سوق إنترنت الأشياء في المملكة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف