دول مجلس الخليج .. وأولويات الأمن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أحمد العمري
انحرافات فكرية ونزاعات طائفية وظواهر إرهابية تقف وراءها دول ومنظمات وتنظيمات لا تريد الأمن لدول الخليج العربي، هذا باختصار ما يشكل خطرا على جميع دول الخليج العربي، وهذا ما عبر عنه بوضوح ولي العهد الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية في حديثه في اجتماع وزراء داخلية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وقد أضاف أنه "مهما كانت قوة وخطورة من يحاول أن يعتدي على أمننا واستقرارنا فإنها تصغر أمام صلابة موقفنا وقسوة ردنا، مستمدين العون والتوفيق في مواجهة مخاطر تلك الأعمال الإجرامية والمخططات العدوانية من الله وحده".
نعم هناك تحديات كبيرة، لكن لدى دول المجلس القدرة وقبل ذلك العزيمة والإصرار على مواجهة التحديات، وأهمها الإرهاب ومنظماته وأفكاره ومن يؤيده من الداخل أو الخارج، وستقوم الأجهزة الأمنية بدورها الكامل في تبادل الخبرات والتجارب والمعلومات، التي تساعد على كشف الخلايا الإرهابية التي تعمل وتستهدف في الخفاء الأمن والاستقرار لدول الخليج. وقد تحقق كثير من الإنجازات في مجال الحرب على الإرهاب ومنظماته وأفكاره، لكن الأهمية في استمرار وتواصل هذه الرسالة فكريا وأمنيا وعسكريا متى اقتضى الأمر ذلك، كما أن العمليات العسكرية الاستباقية لها دورها وأهميتها في المواجهة الميدانية، فإن القيادة والتنسيق المشترك أصبحا من أساسيات العمل الحربي، حيث تولت المملكة هذا الدور وأنفقت ووفرت جميع متطلبات هذا العمل الجماعي لمواجهة الإرهاب دوليا وإقليميا ومحليا.
وهنا لا بد من الوقوف كثيرا في ملف إنجازات الجهات الأمنية السعودية لكشف الأساليب القذرة والدنيئة للإرهابيين، التي لا تمت إلى أي عقيدة أو ديانة أو مثل وأخلاق، فقد تم بحمد الله - تعالى - كشف وإيقاف عملية إرهابية كانت تستهدف ملعب الجوهرة في جدة، وقد أعلنت وزارة الداخلية نجاح رجال المباحث العامة في القبض على خلية أجانب إرهابية كانت تجهز لتفجير سيارة مفخخة خلال مباراة منتخبي السعودية والإمارات لكرة القدم على ملعب الجوهرة، حيث تم إلقاء القبض على رجلين من باكستان وسوري وسوداني، تورطوا في عملية تجهيز سيارة لتفجير ملعب الجوهرة خلال المباراة.
إعلان
ما هي عوائق التجارة الرقمية في منطقتنا؟
من المواطنين العرب لا يثقون في المصرفية الرقمية 40%ويفضلون التعامل مع المصرف بشكل مباشر
اعرف المزيد
برعاية عرب نت
حقيقة إن توقيت هذه المحاولة الإرهابية اليائسة تزامن مع قيام الحوثيين باستهداف بيت الله الحرام، وهي جريمة تضاف إلى سلسلة الجرائم ضد المدنيين والمقدسات، فالكل يعلم أن ملعب الجوهرة في جدة يتسع لأكثر من 62 ألف متفرج، إضافة إلى اللاعبين والإداريين والحضور من رجال الأمن والقائمين على الخدمات في الملعب، ولذا فقد كان هدفا رئيسا للمنظمات الإرهابية، ولولا توفيق الله ـــ سبحانه وتعالى ـــ ثم يقظة رجال الأمن لحدثت كارثة إنسانية وخسائر جمة في الأرواح والممتلكات.
الجميع يعلم أن بلاد الحرمين الشريفين باتت مستهدفة في أمنها واستقرارها من أكثر من جهة معادية، وهذا العداء والكيد هو ضد الإسلام والمسلمين وضد مصالحنا في الداخل والخارج، ولذا فإن اليقظة الدائمة ومتابعة الإرهابيين قبل تنفيذ جرائمهم البالغة الخطورة أصبحت عملا يوميا بل قضية هاجس دائم وخطر متوقع بين الحين والآخر.
إن استباق الحدث والتدخل السريع قبل تمكن الإرهاب من هدفه، عمل متواصل ومستمر، وقد برعت فيه الجهات الأمنية، حيث تعمل العيون الساهرة ليل نهار على مدار الساعة وفي مواقع مختلفة، وقد استطاعت نزع فتيل الإرهاب في مرات عديدة، ولن تكون هذه المرة الأخيرة.
إن خطورة الإرهاب تتجاوز دول الخليج العربي وتتجاوز دول الشرق الأوسط، وما الأحداث الأخيرة في بلجيكا سوى شاهد على مدى ضرورة الالتزام الدولي والتعاون الأمني والمعلوماتي في سبيل منع تلك المنظمات الإرهابية من تنفيذ أجندتها في أي مكان في العالم، وهو ما حذرت منه المملكة أكثر من مرة وعلى فترات طويلة وفي مواقف مختلفة. كما أن تبادل المعلومات الاستخباراتية بين دول التحالف من أهم المكاسب العائدة على الدول أعضاء التحالف، خصوصا أن المعلومات الاستخباراتية ستجرى من خلال قاعدة بيانات تنشأ في مركز عمليات التحالف، وستحظى الدولة عضو التحالف بتضافر جهود الدول الأعضاء التي ستساندها في مواجهة أي تهديد إرهابي تتعرض له في حال طلب المساعدة، وتأمين غطاء دولي إلى جانب ذلك.