متى يتحقق الاتحاد الخليجي؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
شملان يوسف العيسى
صرح وزير خارجية البحرين الشيخ خالد آل خليفة بأن دول مجلس التعاون الخليجي اتخذت خطوات كبيرة على طريق الاتحاد الخليجي.. كما أكد وزير شؤون مجلس الشورى والنواب البحريني غانم البوعينين أن «ملف الاتحاد الخليجي سيكون حاضرًا في قمة قادة دول مجلس التعاون» التي تستضيفها بلاده الشهر الحالي (ديسمبر/ كانون الأول)، وأكد أن «موقف عمان من الاتحاد معروف ويحترم، ولكن يجب ألا نقف عند هذا الحد، وقد يكون هناك اتحاد وسيبقى مجلس التعاون موجودًا لمن يرغب».
تجدر الإشارة هنا إلى أن الدعوة للاتحاد الخليجي ليست جديدة، فقد طرحها المغفور له الملك عبد الله بن عبد العزيز قبل رحيله في يناير (كانون الثاني) 2015.
السؤال الذي علينا طرحه لماذا الدعوة للاتحاد الخليجي الآن؟ وما هي الدوافع؟ هل الكلام عن وحدة خليجية متكاملة؟ أم اتحاد فيدرالي؟ أم اتحاد كونفدرالي.. لقد قطعت دول الخليج خطوات إيجابية في تعزيز التعاون الخليجي.. لذلك لا نفهم لماذا الاستعجال بطرح موضوع الاتحاد الخليجي اليوم.
إننا نرى أهمية الحوار المفتوح الحر حول هذا الموضوع، وعلينا أن نعترف بأن هنالك تباينًا سياسيًا بين الأنظمة الخليجية؛ إذ بعضها يأخذ بالديمقراطية النسبية (الكويت والبحرين)، والبعض الآخر يأخذ بنظام الشورى، ودول أخرى لديها طريقتها الخاصة في إدارة الحكم. اقتصاديا صحيح أن كل دول الخليج تعتمد اعتمادًا كليًا على النفط، لكن هنالك دولاً خليجية نوعت مصادر دخلها باعتمادها على الاقتصاد الحر وفتح بلدانها بتنويع مصادر الدخل، سواء بفتح البلد سياحيًا، أو ماليًا، حيث أصبحت مراكز مالية يقصدها المستثمرون الأجانب للاستثمار والسكن..
السؤال مرة أخرى.. لماذا الدعوة للاتحاد الآن؟ يعتبر الشعور بأن المتغيرات في الدول العربية بشكل عام ودول الجوار بشكل خاص، وتحديدًا في سوريا والعراق واليمن، يتطلب اتحاد دول الخليج.. والعامل الثاني يعود إلى تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة وتمدد قوة إيران في كل من العراق وسوريا واليمن، خصوصًا أن إيران أعلنت أخيرًا أنها تنوي بناء قواعد عسكرية في كل من العراق واليمن.
لقد واجهت دول الخليج تحديات أمنية كثيرة منذ إنشاء المجلس عام 1981 وتنامي دور إيران ورفعها شعار تصدير الثورة. وقد حققت إيران إنجازًا في تحريكها للأقليات الشيعية في كل من العراق وسوريا ولبنان لأنها وجدت بيئة حاضنة للأفكار الطائفية البغيضة في الأحزاب والحركات الشيعية في كل من العراق وسوريا ولبنان.. لكن تبيت دول الخليج بعيدة عن الانزلاق الطائفي لأن الأنظمة الخليجية وعت مبكرًا خطورة تمزيق الوحدة الوطنية داخليًا، وهذا لا يعني عدم وجود أحزاب وأطراف حزبية طائفية بين السنة والشيعة في الخليج.
لقد ذكرنا في هذه الصحيفة أن قوة دول الخليج الحقيقية تكمن في وحدة شعوبها والحرص على عدم التفريق بين المواطنين، لأن إيران تحاول أن تستغل كل السلبيات في مجتمعاتنا لصالحها..
التجارب الوحدوية في العالم سواء في الولايات المتحدة أو ألمانيا أو إيطاليا حرص قادتها على مد الطرق وشبكة القطارات لتتوحد مصالح الشعوب الاقتصادية وحتى يربطوا مصيرهم بوحدتهم...
لنتعلم الدروس من الاتحاد الأوروبي الذي يتكون من نحو 25 بلدًا... وليسوا متحدين لا بالدين ولا باللغة ولكنهم متحدون في تحقيق مصالحهم القومية بالاندماج، فلديهم سوق مشتركة وعملة موحدة وسياسات بيئية وزراعية موحدة...
علينا أن نركز على تحسين أوضاعنا الاقتصادية وتنويع مصادر الدخل خصوصًا بعد انخفاض أسعار النفط، فالقوة والثروة الحقيقية للدول هي في تنمية قدرات الشعوب اقتصاديا واستقرارها سياسيا..