«اللامنتمي» مجددًا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سمير عطا الله
أواخر الخمسينات صدرت في بيروت ترجمة كتاب «الخارجي» أو «اللامنتمي» لبريطاني في الرابعة والعشرين من العمر يدعى كولن ولسون. كان ولسون النسخة البريطانية من الفكر الوجودي الذي عمّ فرنسا وأميركا في تلك المرحلة، بُعيد الحرب العالمية الثانية. بلغت موجة ولسون عند المثقفين العرب نوعًا من النشوة الفكرية. وانتمى «اللامنتمون» منهم إلى هذا المفكر الجديد الذي لخّص لقرّائه مفترقًا جديدًا في الأدب العالمي، مغايرًا للأدب الكلاسيكي والرومانسي الذي عرفه من قبل.
مرحلة بأكملها عُرفت بعنوان اللا انتماء كرد وجداني على الصراعات القومية والعرقية التي أدخلت العالم في حربين عالميتين. ولم يقع سحر ولسون على العرب وحدهم، بل إن آلاف النسخ من «اللامنتمي» وزِّعت في أنحاء العالم وتُرجمت إلى معظم لغاته.
ما إن هدأت موجة «اللامنتمي» حتى اختفى اسم كولن ولسون من جوائز الفكر والثقافة. أو هكذا خُيّل إلينا على الأقل، وإلى حد بعيد كان ذلك صحيحًا في موطنه بريطانيا، كما في أنحاء العالم الذي تدافع لقراءة فلسفة اللا انتماء. الحقيقة أن كولن ولسون استمر في الكتابة بحيث أنتج نحو مائة كتاب حظيت جميعها بالنجاح الذي لقيه كتابه الأول، الذي بدا وكأنه كتابه الأخير.
تسرد سيرة جديدة لِولسون بقلم الكاتب الأميركي غاري لاشْمَن، فصول حياة في التشرد والأعمال الصغيرة والنوم في الحدائق. والزواج الخاطئ والطلاق القاصي والبحث الجدّي حول شيء واحد: الكتابة. يروي لاشمن الذي قام بزيارة ولسون مرات كثيرة قبل وفاته عام 2013، أن المفكر البريطاني عاش حياته بين 30 ألف كتاب. ويقول إنه لم يرَ في حياته هذا الكمّ من الكتب إلا في المكتبات الوطنية. وقد اختار حياة العزلة مع تلك المؤلفات في إحدى قرى دآفن الصغيرة، ولم يكن يخرج منها إلا لجولة محاضرات في جامعة أميركا، أو لحضور مؤتمرات فلسفية كان نجمها الأول.
بالمقارنة مع سيرة الكتّاب «الوجوديين»، تبدو حياة كولن ولسون الأكثر بوهيمية وعذابًا ومَلَلاً. من حاجب في مصنع للفولاذ، إلى حاجب في مختبر للأدوية، إلى ضيف في غرفة يطرد منها في اليوم التالي، إلى سلسلة من الهروب من أصحاب الغرف التي لا يستطيع أن يدفع إيجارها. طبعًا، تغير الوضع المادي بعد صدور «اللامنتمي»، وبروزه كأحد ألمع الكتّاب الغربيين آنذاك. ورغم سوء حظ الكتاب في العالم العربي، فقد لقي «اللامنتمي»، حتى عندنا، انتشارًا لا سابق له. وكان ذلك في مرحلة لم تتكرر من انفتاح المثقفين العرب على الإنتاج الأدبي العالمي، كانت القاهرة وبغداد وبيروت تستقبل آخر التيارات الفكرية وكأنها جزء منها. يبدو كولن ولسون اليوم صورة من مرحلة أدبية مضت، عندنا كما في العالم أجمع. ويرفع علم الفلسفة الغربية الآن مُدَّعون من نوع هنري ليفي، الذي يُمضي أوقات الفراغ دليلاً للقوات العسكرية في حملاتها.
التعليقات
الخفي في اللامنتمي
عبدالله العثامنه -سمعت عن الكتاب ووددت لو أني قرأته وأضفته الى مكتبتي لاعتقادي بأهميته وثرائه وتشخيصه لسبب أمراضنا التي نعيشها الأن والتي فتكت بنا ومزقت أوطاننا وشردتنا بفعل اللامنتمين الذين يعيشون بيننا ويحملون أسمائنا ولهم سحنه كسحنتنا وملامح كملامحنا ويتكلمون لغتنا وينتحلون صفتنا ويحملون جنسيتنا ويدّعون أوطاننا زوراً وبهتانا غيّاً وتغاويا يلهثون بعروبتهم تمسرحاً وتمثيلاً كلهاث الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث، إن تركته لهث وزاود عليك وإن طاردته بزيفه لهث واتهمك بالخيانه والعماله والانسلاخ عن جلد العروبه والاسلام وخير مثال لأولئك حُكام دمشق وبغداد الذين يقتلون العروبه باسم العروبه والاسلام باسم الاسلام، يقتلون العروبه إدعاءً بمروق العرب ويقتلون الاسلام زعماً بمروق المسلمين من الاسلام ولا علاقة لهم البته بالعروبة والاسلام ولأن لا علاقة لهم بالعروبة والاسلام يقتلون كل منتمي حقداً وحسداً لذاك المنتمي لصدق إنتمائه وزيف إنتمائهم وكذبهم كأنهم يقولون له سنمرّغ أنفك بالتراب أيها المنتمي الصادق بصدق إنتمائك الذي كشف زيف انتمائنا وبعفّتك التي فضحت فجور عفّتنا وكشفت سوءتها للعيان وسنمرّغ أنفك مرة ثانيه لأنك أخرجتنا من دائرة الوطن الذي أردناه مفصلاً على مقاس اللامنتمين المزيفين أصحاب الحق الحصري بالمطالبه بفلسطين وتحريرها واصحاب الحق الحصري باحتواء حركات التحرر الصادقه لاصباغها بصيغة بالنفاق والدجل وذبح كل من ينتمي اليها عقاباً على صدق نيته التي خامرت نفسه بتحرير فلسطين كل فلسطين ودعته للالتحاق بحركات التحرر واستعداده لبذل نفسه رخيصة من أجل صدق الانتماء الذي فقده اللامنتمون الذين يتمسرحون ويمثلون وتعبوا من التمثيل من أجل المحافظه على وكالتهم الحصريه التي هي الوحيده من وجهة نظرهم في امتلاك هوية الانتماء .