جريدة الجرائد

قميص عثمان وإسقاط الولاية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عزة السبيعي    

قميص عثمان اليوم أصبح تخوين النساء الداعيات إلى التفاتة حقيقية نحو الأنظمة التي تفرض أمرا لا وجود له في الشريعة الإسلامية إلا في حالة عقد الزواج وأعني به الولاية.
في الحقيقة؛ استجابت لهذا القميص عدد من الأسماء التي لا أشك قطعا أنها لو راجعت نفسها لأيقنت أن مثل هذه المطالبات هي مبادئ من الصعب التنازل عنها، ولا تحصر في هاشتاق أو أشخاص، بل إنها مطالبات لحقوق صنعها الإسلام وجاء بها، ولست أبالغ لو قلت إن الإسلام بني عليها منذ أول لحظة.
ولو راجعت الصحاح ستجد عشرات الأحاديث التي تثبت ذلك، أهمها ما ورد في البخاري، أن خنساء بنت جذام الأنصارية قالت للرسول صلى الله عليه وسلم، إن أباها عقد عليها على رجل لا تريده، فأبطل الرسول صلى الله عليه وسلم العقد احتراما لاستقلاليتها. ومثلها امرأة مما يبدو من حديثها أنها من أول النساء اللواتي وجدن أن توعية النساء بحقوقهن في الإسلام هي واجب الشجاعات، يقول الرواة "جاءت امرأة بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إن أبي زوجني ابن أخ له يرفع خسيسته بي ولم يستأمرني، فهل لي في نفسي من أمر؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم، فقالت: ما كنت لأرد على أبي شيئا صنعه، ولكن أحببت أن يعلم النساء ألهن في أنفسهن أمر أم لا". 
إن هذه الواقعة هي جرس كبير يعلن عن استقلالية المرأة المسلمة في اختيار أهم حدث في حياتها، فما بالك بقرارات مثل إجراء جراحة أو استخراج بطاقة، بل إن هناك عشرات الروايات الصحيحة عن نساء استقللن في حياتهن بدون زوج أو أخ وفي مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لذا أتساءل من أين جاء رفض إخراج امرأة أنهت عقوبتها وإبقاؤها في السجن حتى يستلمها الولي الذي يرفض، فتقضي سنين خلف القضبان بلا ذنب!! 
هل يظن مسلم كامل الأهلية كامل الوعي بمبادئ الشريعة الإسلامية أو أصولها التي ينشأ الحكم الشرعي بحسبها أنها تقبل أن تزيد مدة امرأة أخطأت وعاقبتها الدولة بالسجن يوما واحدا لمجرد أن النظام يطالبها برضا ولي أمرها عن خروجها من السجن بعد انتهاء محكوميتها؟
إن هذه المطالبات -التي كما رأينا لا يرفضها الدين- ستجد دائما من يطالب بها، كما أنها ستجد من يستغلها من أعداء الوطن، ولا أشك أن كل السعوديات يرفضن هذا الاستغلال، لكنهن لا يمكن أن يتوقفن عن حق منحهن الله عز وجل، وسنته أنظمة يجب أن تخضع للتطوير والتغيير، وهن واثقات من أن الحكومة قادرة على تمزيق هذا القميص وإيقاف الاستغلال أيضا ومنح السعوديات وطنا يقدرهن كنساء راشدات يثق بهن.

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف