معالي رئيس مجلس الشورى: هذا ما يقال
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
علي سعد الموسى
يحتاج مجلس الشورى الموقر إلى مشوار عمل طويل ليبدأ الخطوة الأولى نحو تغيير الصورة النمطية السلبية جداً عن هذا المجلس في المخيال المجتمعي. سنكون أكثر وضوحا ونصحا إذا ما قلنا إن شيئا من كل هذا يتعلق بمعالي رئيس المجلس الذي لا بد أنه قد استوعب بعد هذه الدورات الطويلة من رئاسة مجلس الشورى أن الصورة الشعبية تزداد رمادية دورة بعد دورة. نكتب هذا إلى شخص معاليه الموقر لأن الحقيقة الثابتة تقول إن كل الأعضاء الكرام قد تغيروا وذهبت كل الوجوه بالتقريب التي كانت معه في المسافة من أول دورة لرئاسته حتى هذه الدورة. هذا يعني أنه الأكثر خبرة ودراية بكل خفايا ودقائق الاستقبال الشعبي لعمل المجلس بحكم أنه الثابت الوحيد، فيما بقية الوجوه تحت القبة راحلة أو قادمة. وأرجو ألا يفهم معاليه أنني أوجه إليه وحده سهام العتب واللوم، فالمجلس مؤسسة ضخمة تتشابك فيها وتتقاطع عشرات المسؤوليات، ويتحملها بالتناسب والنسبة كل منتسب إليه.
هم يقولون مثلاً، وأنا هنا أتحدث عن الأعضاء لا الشعب، إن معالي رئيس المجلس مجرد راصد على الكرسي الأعلى يكافئ الساكتين "الباصمين" بإعادة الترشيح لدورة جديدة وثالثة مكتملة، ويكتب أسماء المشاغبين ثم يرفعها إلى حفلة الشكر والوداع مع نهاية الدورة. هم يقولون مثلا، إن خبرة معالي رئيس المجلس الطويلة في إدارة عمل المجلس أعطته خبرة موازية في قبول أو رفض ما يراه يناسب أو لا يناسب حدود عمل المجلس ومهامه، وكأن معاليه يحاكي طبيعة الرقيب على ما يصح أو لا يصح. هم يقولون مثلا، إن معالي رئيس المجلس هو من ألغى "الجلسة العامة" التي يفتتح بها المجلس نقاشه الأسبوعي، لأن هذه الجلسة أصبحت مصدرا للإثارة الإعلامية والشعبية بسبب طبيعتها في نقاش ومداولات القضايا الأسبوعية الساخنة. هم يقولون مثلا إن التصويت على المقترحات والدراسات يتبع المزاج العام لمعالي الرئيس وطبائع رؤيته للقرار لا لأن الأعضاء يرون في معاليه حلقة وصل بين الجهازين التنفيذي والتشريعي فحسب، بل أيضا يرون أن السير في ركب معاليه سيطابق حساباتهم المستقبلية. سأقول أنا معهم إن هذه الأقوال مجتمعة لن تؤدي في الصورة الذهنية للمجتمع إلا إلى برواز "ناظر وهيئة مدرسة"، وكل هذا قد يكون صحيحا أو غير صحيح، ولكن الصحيح أن المجلس أمامنا قلعة مغلقة.
نحن يا صاحب المعالي، ندخل أجانب غرباء إلى درج "الكابيتول هيل" ومدرجاته، ونلج إلى قلب "وستمنستر" اللندني ونلتقط الصور التذكارية مع أعضائه، لكننا لا نشاهد أعضاء مجلسنا الموقر إلا على الشاشة بعد لقاءات ممنتجة، ولا يستطيع مشاهدة القبة إلا حاملو عيون مثل زرقاء اليمامة.