جريدة الجرائد

دول تحتل وأخرى تبتلع

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

 عبدالعزيز الجار الله 

هناك حقائق جغرافية وسياسية كتبها التاريخ العربي لنا جاءت على شكل موجات تعصف بالعرب في تاريخهم الحديث والمعاصر:

الموجة الأولى: الاستعمار الأوروبي بعد الحرب العالمية الأولى (1914 -1918) اسقط حلفاء أوروبا آخر خلافة إسلامية التي بدأت وانطلقت من المدينة المنورة في عهد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ثم الخلافة الراشدة الخلفاء الثلاثة ابوبكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهم وأرضاهم استمرت في المدينة المنورة حتى آخر الخلفاء الراشدين علي بن ابي طالب رضي الله عنه الذي نقل العاصمة الإسلامية إلى الكوفة بالعراق، ثم تنقلت الخلافة بين العواصم (دمشق، بغداد، القاهرة، اسطنبول) والآن صار للعالم الإسلامي عشرات العواصم بدلاً من عاصمة واحدة، ففي الحرب العالمية الأولى اسقط الحلفاء الخلافة الإسلامية وسلمت الشعوب العربية والممتلكات العربية والإرث العثماني العربي -سلمت - إلى الاستعمار الأوروبي حتى نهاية الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945) وبدأ استقلال الدول العربية بالتحرر كان آخرها جيبوتي 1975 وبالطبع فلسطين ما زالت محتلة، رحلة طويلة من الخلافة التركية إلى الاستعمار الأوروبي ثم الاستقلال والتحرر العربي.

الموجة الثانية: استعمرت بريطانيا فلسطين وخرجت عام 1948 لتبتلعها إسرائيل ومازالت ومازال العرب في مقاومة.

الموجة الثالثة: احتلت أمريكا العراق عام 2003 ثم خرجت أمريكا وابتلعتها إيران ومازالت ومازال العراق العربي يقاوم.

الموجة الرابعة: احتلت روسيا سورية العربية 2016 وتركتها الآن مشرعة وتحت المزاد قد تبتلعها إيران أو غيرها.

هذه الموجات في التاريخ الحديث والمعاصر دورات قد تتشافَّى منها الدول العربية وتعود رغم جراحاتها سريعاً وقد تطول، فقدرها الجغرافي أن تكون جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط وهذا يعني أنها جوار دول الاستعمار، وأن تكون ممراً سهلاً لروسيا عبر آسيا الوسطي لأوربا لتفادي جنوب وشرق أوروبا القوي، وأن الوطن العربي مجاور لإيران جار مختلف معه من عهود قبل الإسلام، وعندما بزغت شمس الإسلام تم تدمير امبراطوريته لذا ابتلينا بجار يحمل لنا الحقد والضغية وهو اليوم يمارس أبشع أحقاده في حلب، وبأن أمريكا ليست أمريكا قبل احتلال العراق وغزو أفغانستان فحروبها المباشرة أدخلتها في حسابات، لكن من خلال أمننا العميق بالله وقدرته على نصرة دينه، ثم من سجلنا العربي الذي تحمل حمل الرسالة إلى شعوب الأرض، ومن رماد الحرب ستنقلب الموازين مهما تكالبت علينا دول عظمى وخرج علينا من بُطُون أرضنا العربية سكان تنكروا للتاريخ والحضارة العربية والإسلامية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف